عقد الزواج في الإسلام هو رباط قوي بين الرجل والمرأة تستقر به النفس وتقر العين وهو ميثاق غليظ كما وصفه تعالى: (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) [سورة النساء]، والله حرص على تماسك الأسرة والاستمرار بعقد النكاح بالمعروف كما قال في كتابه الكريم: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)، [البقرة] وأمر الزوج بأن يحسن معاشرة زوجته وإن كان كارها لها، ولكننا وللأسف أصبحنا اليوم نشهد انتشار ظاهرة الطلاق المبكر بالمجتمعات العربية وهي ظاهرة بدأت تتفشى في مجتمعات المسلمين عامة ومجتمعنا القطري خاصة، واختلفت الأسباب وكثرت الدراسات حولها والإحصاءات في ازدياد مستمر، وتجاوز الناس مفهومه الشرعي وهدفه وأصبح مشكلة حقيقة لا يمكن التغاضي عنها، فالشباب يتزوجون اليوم ويطلقون غدا دون سابق إنذار، استخف الناس بهذا الميثاق الغليظ وصار سهلا وهينا.
مجتمعنا أصبح يعيش اليوم مع شبح الطلاق والخلع بشكل مخيف، وأصبح عقد الزواج أمرا يمكن التحلل منه في كلمة واحدة (أنت طالق)، أو (طلقني)، كلمات باتت منتشرة في مجتمعنا وهينة لدى الكثير، بهذه الكلمة هدمت العديد من الأسر وضاعت الأحلام ومعظم الأمنيات، والغريب بأن الزوج يقولها بسهولة ودون خوف والزوجة تطلبها باستهتار وغرور فيقع الطلاق قبل إتمام العام الأول من الزواج، ولعلها ظاهرة بتنا نراها في عصرنا الحديث بعد التطور العمراني والتمدن بمختلف المجالات، وربما بسبب الانفتاح العظيم الذي نعيشه، وتغير أسلوب الحياة واصطدامنا مع الواقع الحديث والحياة المعاصرة، وتسارع وتيرة الحياة اليومية، ولو رجعنا إلى أسباب تفشي الطلاق نجدها كثيرة، ولكننا سنتطرق لبعض هذه الأسباب التي غابت عن الناس أو غفلوا عنها:
أولا: سوء اختيار الزوج أو الزوجة:
ويكون ذلك بتسرع الشاب في أمر الزواج والبحث عن المظهر الجذاب والشكل الجميل دون الالتفات للجوانب الأخرى الفكرية والنفسية والاجتماعية والدينية والعاطفية لشريكة حياته وأم أولاده مستقبلا والتي ستقاسمه الحياة القادمة بما فيها من حلو ومر، وكذلك الفتاة فإنها تتسرع بقبول من تقدم لخطبتها دون البحث والسؤال حول دين الشاب وخلقه عماد الحياة الزوجية، فيقدم أحد الطرفين على الزواج دون معرفة الطرف الآخر في الدين والأخلاق وبقية الجوانب ويكتشفها بعد المعاشرة.
ومن الأسباب التي تغيب عن الكثير ضعف الوازع الديني وارتكاب الذنوب والمعاصي من أحد الطرفين أو كليهما أحيانا، والتقصير بحق الله خاصة بالصلاة وقراءة القرآن، فنجد العديد من الشباب والفتيات تاركا للصلاة ولا يلتفت لها وكذلك القرآن وبقية الشعائر الدينية يهملها أو يتغاضى عنها بعمد، واستسهال الناس في ارتكاب المعاصي والتعود عليها كحضور المجالس الماجنة ومشاهدة الأفلام الإباحية، ومجالسة رفاق السوء وغيرها من الذنوب وصولا لمشكلات الإدمان وتناول المسكرات التي تفقد الشاب عقله وصوابه فيضرب المرأة ويهينها ويسبها وقد يطردها من بيتها، ويطلقها دون التفات لحق الله وينتهي عقد الزواج قبل بدايته.
ثانيا: عدم تحمل المسؤولية من كلا الزوجين:
إهمال الحقوق والواجبات الزوجية اللازمة وتحول مؤسسة الزواج إلى مؤسسة تعاسة وكره بدلا من الحب والود، فنرى الزوج منشغلا بالسهر في مجالس أصحابه، وكثير السفر دون مبرر، ويترك شؤون أسرته دون القيام بها، ولا يقوم أحيانا بأبسط الأمور لمنزله وأسرته فتضيع حقوق الرعية، قال -صلى الله عليه وسلم-: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول)، فنرى اليوم التهاون في دفع الإيجار وجلب احتياجات المنزل من مأكل ومشرب، فتتحمل بعض الزوجات هذا العبء، والأخريات يطلبن الطلاق لتهاون الزوج بهذا الأمر فإنه يطلقها دون تفكير، وينسى حقوق زوجته وأنه المسؤول عن إعالتها.
وبالمقابل نرى إهمال بعض النساء لمنزلها وانشغالها بمواعدة صديقاتها وحضور المناسبات والجلوس ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي بشكل إدماني وترك المنزل والأسرة دون رعاية، ومبالغة الفتيات والشباب باستخدام هذه الوسائل وترددهم على المواقع السيئة أدى إلى تفشي المعاصي فتفتن المرأة برجل غير زوجها تشاهد صوره وتسمع كلامه وتتمناه زوجا لها، فتشتعل فتيلة الطلاق لانجراف المرأة بهذه المواقع فتبدأ بالمراسلات والمحادثات المحرمة فتخون زوجها، ويفتتن الرجل بامرأة غير زوجته يشاهدها من خلف شاشات الجوال وأجهزة الحاسوب ويتعلق قلبه بها ويدخل في دوامة المحرمات والعلاقات غير الشرعية فيقع الطلاق وينتهي ميثاق الزواج بين الزوجين لإهمال الرجل أو المرأة وتعلقهم بالمحرمات
ثالثا: عدم وجود الاستقرار الأسري وعدم فهم الحياة الزوجية:
فلا يراعي الزوج أو الزوجة حقوق الآخر فيفقد التفاهم بينهم وتسود العداوة والنفور والعناد والصراخ، فبعض الأزواج يهدد زوجته بالطلاق دائما أو يستفزها لتطلب الطلاق بنفسها، فلا يراعي حقوق الله ولا حقوق الزوجة، وبسبب التصرفات الخاطئة بين الزوجين والغيرة المفرطة والشك وسوء الظن وبتنا نرى بأن أحد الزوجين يعير الآخر بشيء في خلقه أو مستواه التعليمي أو طبقته الاجتماعية، أو تعالي أحدهما على الآخر بوظيفته ومنصبه، وأحيانا بسبب منع الزوج لزوجته من زيارة أهلها وأقاربها دون سبب شرعي يبيح له ذلك، أو بسبب بخل الزوج وعدم توفير حقوق الزوجة الشرعية من مسكن وملبس ومأكل ومشرب ودواء.
كذلك إرهاق الزوجة لزوجها بطلب الكماليات غير الواجبة كالحقائب والأحذية الثمينة والسفرات الباهظة والمجوهرات، وغيرها من الكماليات غير الواجبة شرعا، ورغبة من الزوجة بتقليد من هن أعلى منها أو بسبب تعاليها على الزوج لاختلاف المناصب والطبقة الاجتماعية أو تأثرها بوسائل التواصل الاجتماعي وما تشاهده من حياة زائفة يصورها البعض بأنها حياته الحقيقية فتطلب من زوجها مسكنا باهظا لتصويرة أو الخروج للأماكن الباهظة لتقليد من تشاهدهم وتتأثر بهم فتصور منزلها وزجها وملابسها وتفشي أسرارها على وسائل التواصل المختلفة، وتتمادى بعض الزوجات، وتنسى حرمة ما تقوم به ولا تراعي حقوق زوجها وحق الله تعالى.
أيضا بعض الأفلام والمسلسلات المنتشرة أصبحت تصور للرجل والمرأة بأن الحياة الزوجية سعادة وحب ورومانسية دائمة بلا مشاكل، أو العكس بأنها بداية للمشكلات والنكد وأن الزواج قيد يمنع كلاهما من الحرية ويحمل صاحبه الهموم والمسؤوليات فيقع الطلاق لوهم زائف تبثه وسائل الإعلام.
رابعا: الاضطرابات النفسية وبعض الصفات السلبية لدى الزوجين:
فيكون أحد الطرفين سريع النفور وكثير العصبية والشجار لأتفه الأمور، فتنشأ الخلافات وتشتعل من أتفه الأمور فعلى سبيل المثال تغضب المرأة من زوجها حينما يتأخر بإحضار احتياجات المنزل ولا تراعي انشغاله بأمور العمل أو غيرها فتغضب وتتشاجر وفي كثير من الأحيان تطلب الطلاق وتتهمه بالإهمال أو تقارنه بوالدها وإخوتها فتستفزه للطلاق وقد تترك المنزل وتعود لمنزل أهلها لسبب أحمق وتافه، والعكس أيضا حينما تتأخر الزوجة بتلبية طلبات زوجها.
فقد الشباب العقل والحكمة في تصرفاتهم وأصبح الطلاق سهلا ويقع لأمور تافهة يسهل حلها، وكذلك تمسك كلا الطرفين بطبائعه وعناده ورفضه للتنازل، وعدم الالتفات للاضطرابات النفسية التي يعاني منها أحد الطرفين فلا يعالجها بل يدعها تتطور ويكون بمواجهة دائمة مع الطرف الآخر تستدعي الطلاق دون مراعاة للود والرحمة بين الزوجين، فكثير من الخلافات تشتعل من أمور هينة يمكن تجاوزها بالحكمة والصبر لاستقرار الحياة وكمالها.
خامسا: تدخل الأهل وغياب النصح والإرشاد:
تدخل أهل الزوج أو الزوجة في حياة الأزواج الجدد في بداية مسيرتهم يعد من الأسباب المهمة إلى انتشار الطلاق، فبعض الأسر تتدخل بخصوصيات الحياة الزوجية لأولادهم وهنا تبدأ المشكلات.
تذهب الفتاة لأمها طلبا لمشورة ما في بداية حياتها الزوجية أو عند تعرضها لمشكلة ما فتنحاز الأم لابنتها والبعض تأخذه العزة وتغيب عنه الحكمة ويحول النصح إلى عداء وتحريض، وأحيانا ضعف شخصية الشاب وتعلقه بأبيه أو سكنه مع أهله يدفعه إلى إفشاء أسرار الزوجة أمام والديه فنرى تحيز الأم لولدها وتبدأ المشكلات، وبعض الأسر تتدخل في حياة أولادها من باب الحرص الشديد فتزيد المشاكل بدل أن تقل وإن كانت نوايا الأهل حسنة، وأحيانا غيرة الأم على ولدها تدفعها لاختلاق المشكلات لجذب ولدها.
وأسباب الطلاق اليوم باتت كثيرة لا نستطيع حصرها بمقال صغير، فالأرقام وفق الإحصاءات الأخيرة باتت مخيفة ونحن بحاجة إلى وقفه جادة نحو هذه المشكلة ووضع الحلول الجذرية ومعالجة الأسباب، وكذلك الشباب بحاجة إلى التوعية حول أهمية الزواج وبأنه ميثاق يجب الالتزام به، وتوعيه النساء خاصة بعد الحملات التي تطالب بحرية المرأة وبأنها قادرة على العيش لوحدها دون زواج وأن لديها ما يكفيها من المادة للاعتماد على نفسها، نحمد الله على الرخاء الذي نعيشه ولكننا يجب أن لا نستهين بهذا الأمر ونظن بأن المال هو عماد الحياة، فللطلاق مشكلات وتبعات عديدة لا تقف عند ورقة الطلاق، بل تتجاوزها وتؤدي إلى انتشار الآثار السلبية على الأطفال مستقبلا حينما ينشأ الطفل بعيدا عن والديه، وانتشار الظواهر السلبية والانحرافات والاضطرابات لدى المطلقين وأطفالهم، نحن اليوم بحاجة إلى وضع الحلول وعدم الاستهانة بهذه المشكلة الكبيرة التي ترتبت عليها العديد من الظواهر السلبية.
مجتمعنا أصبح يعيش اليوم مع شبح الطلاق والخلع بشكل مخيف، وأصبح عقد الزواج أمرا يمكن التحلل منه في كلمة واحدة (أنت طالق)، أو (طلقني)، كلمات باتت منتشرة في مجتمعنا وهينة لدى الكثير، بهذه الكلمة هدمت العديد من الأسر وضاعت الأحلام ومعظم الأمنيات، والغريب بأن الزوج يقولها بسهولة ودون خوف والزوجة تطلبها باستهتار وغرور فيقع الطلاق قبل إتمام العام الأول من الزواج، ولعلها ظاهرة بتنا نراها في عصرنا الحديث بعد التطور العمراني والتمدن بمختلف المجالات، وربما بسبب الانفتاح العظيم الذي نعيشه، وتغير أسلوب الحياة واصطدامنا مع الواقع الحديث والحياة المعاصرة، وتسارع وتيرة الحياة اليومية، ولو رجعنا إلى أسباب تفشي الطلاق نجدها كثيرة، ولكننا سنتطرق لبعض هذه الأسباب التي غابت عن الناس أو غفلوا عنها:
أولا: سوء اختيار الزوج أو الزوجة:
ويكون ذلك بتسرع الشاب في أمر الزواج والبحث عن المظهر الجذاب والشكل الجميل دون الالتفات للجوانب الأخرى الفكرية والنفسية والاجتماعية والدينية والعاطفية لشريكة حياته وأم أولاده مستقبلا والتي ستقاسمه الحياة القادمة بما فيها من حلو ومر، وكذلك الفتاة فإنها تتسرع بقبول من تقدم لخطبتها دون البحث والسؤال حول دين الشاب وخلقه عماد الحياة الزوجية، فيقدم أحد الطرفين على الزواج دون معرفة الطرف الآخر في الدين والأخلاق وبقية الجوانب ويكتشفها بعد المعاشرة.
ومن الأسباب التي تغيب عن الكثير ضعف الوازع الديني وارتكاب الذنوب والمعاصي من أحد الطرفين أو كليهما أحيانا، والتقصير بحق الله خاصة بالصلاة وقراءة القرآن، فنجد العديد من الشباب والفتيات تاركا للصلاة ولا يلتفت لها وكذلك القرآن وبقية الشعائر الدينية يهملها أو يتغاضى عنها بعمد، واستسهال الناس في ارتكاب المعاصي والتعود عليها كحضور المجالس الماجنة ومشاهدة الأفلام الإباحية، ومجالسة رفاق السوء وغيرها من الذنوب وصولا لمشكلات الإدمان وتناول المسكرات التي تفقد الشاب عقله وصوابه فيضرب المرأة ويهينها ويسبها وقد يطردها من بيتها، ويطلقها دون التفات لحق الله وينتهي عقد الزواج قبل بدايته.
ثانيا: عدم تحمل المسؤولية من كلا الزوجين:
إهمال الحقوق والواجبات الزوجية اللازمة وتحول مؤسسة الزواج إلى مؤسسة تعاسة وكره بدلا من الحب والود، فنرى الزوج منشغلا بالسهر في مجالس أصحابه، وكثير السفر دون مبرر، ويترك شؤون أسرته دون القيام بها، ولا يقوم أحيانا بأبسط الأمور لمنزله وأسرته فتضيع حقوق الرعية، قال -صلى الله عليه وسلم-: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول)، فنرى اليوم التهاون في دفع الإيجار وجلب احتياجات المنزل من مأكل ومشرب، فتتحمل بعض الزوجات هذا العبء، والأخريات يطلبن الطلاق لتهاون الزوج بهذا الأمر فإنه يطلقها دون تفكير، وينسى حقوق زوجته وأنه المسؤول عن إعالتها.
وبالمقابل نرى إهمال بعض النساء لمنزلها وانشغالها بمواعدة صديقاتها وحضور المناسبات والجلوس ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي بشكل إدماني وترك المنزل والأسرة دون رعاية، ومبالغة الفتيات والشباب باستخدام هذه الوسائل وترددهم على المواقع السيئة أدى إلى تفشي المعاصي فتفتن المرأة برجل غير زوجها تشاهد صوره وتسمع كلامه وتتمناه زوجا لها، فتشتعل فتيلة الطلاق لانجراف المرأة بهذه المواقع فتبدأ بالمراسلات والمحادثات المحرمة فتخون زوجها، ويفتتن الرجل بامرأة غير زوجته يشاهدها من خلف شاشات الجوال وأجهزة الحاسوب ويتعلق قلبه بها ويدخل في دوامة المحرمات والعلاقات غير الشرعية فيقع الطلاق وينتهي ميثاق الزواج بين الزوجين لإهمال الرجل أو المرأة وتعلقهم بالمحرمات
ثالثا: عدم وجود الاستقرار الأسري وعدم فهم الحياة الزوجية:
فلا يراعي الزوج أو الزوجة حقوق الآخر فيفقد التفاهم بينهم وتسود العداوة والنفور والعناد والصراخ، فبعض الأزواج يهدد زوجته بالطلاق دائما أو يستفزها لتطلب الطلاق بنفسها، فلا يراعي حقوق الله ولا حقوق الزوجة، وبسبب التصرفات الخاطئة بين الزوجين والغيرة المفرطة والشك وسوء الظن وبتنا نرى بأن أحد الزوجين يعير الآخر بشيء في خلقه أو مستواه التعليمي أو طبقته الاجتماعية، أو تعالي أحدهما على الآخر بوظيفته ومنصبه، وأحيانا بسبب منع الزوج لزوجته من زيارة أهلها وأقاربها دون سبب شرعي يبيح له ذلك، أو بسبب بخل الزوج وعدم توفير حقوق الزوجة الشرعية من مسكن وملبس ومأكل ومشرب ودواء.
كذلك إرهاق الزوجة لزوجها بطلب الكماليات غير الواجبة كالحقائب والأحذية الثمينة والسفرات الباهظة والمجوهرات، وغيرها من الكماليات غير الواجبة شرعا، ورغبة من الزوجة بتقليد من هن أعلى منها أو بسبب تعاليها على الزوج لاختلاف المناصب والطبقة الاجتماعية أو تأثرها بوسائل التواصل الاجتماعي وما تشاهده من حياة زائفة يصورها البعض بأنها حياته الحقيقية فتطلب من زوجها مسكنا باهظا لتصويرة أو الخروج للأماكن الباهظة لتقليد من تشاهدهم وتتأثر بهم فتصور منزلها وزجها وملابسها وتفشي أسرارها على وسائل التواصل المختلفة، وتتمادى بعض الزوجات، وتنسى حرمة ما تقوم به ولا تراعي حقوق زوجها وحق الله تعالى.
أيضا بعض الأفلام والمسلسلات المنتشرة أصبحت تصور للرجل والمرأة بأن الحياة الزوجية سعادة وحب ورومانسية دائمة بلا مشاكل، أو العكس بأنها بداية للمشكلات والنكد وأن الزواج قيد يمنع كلاهما من الحرية ويحمل صاحبه الهموم والمسؤوليات فيقع الطلاق لوهم زائف تبثه وسائل الإعلام.
رابعا: الاضطرابات النفسية وبعض الصفات السلبية لدى الزوجين:
فيكون أحد الطرفين سريع النفور وكثير العصبية والشجار لأتفه الأمور، فتنشأ الخلافات وتشتعل من أتفه الأمور فعلى سبيل المثال تغضب المرأة من زوجها حينما يتأخر بإحضار احتياجات المنزل ولا تراعي انشغاله بأمور العمل أو غيرها فتغضب وتتشاجر وفي كثير من الأحيان تطلب الطلاق وتتهمه بالإهمال أو تقارنه بوالدها وإخوتها فتستفزه للطلاق وقد تترك المنزل وتعود لمنزل أهلها لسبب أحمق وتافه، والعكس أيضا حينما تتأخر الزوجة بتلبية طلبات زوجها.
فقد الشباب العقل والحكمة في تصرفاتهم وأصبح الطلاق سهلا ويقع لأمور تافهة يسهل حلها، وكذلك تمسك كلا الطرفين بطبائعه وعناده ورفضه للتنازل، وعدم الالتفات للاضطرابات النفسية التي يعاني منها أحد الطرفين فلا يعالجها بل يدعها تتطور ويكون بمواجهة دائمة مع الطرف الآخر تستدعي الطلاق دون مراعاة للود والرحمة بين الزوجين، فكثير من الخلافات تشتعل من أمور هينة يمكن تجاوزها بالحكمة والصبر لاستقرار الحياة وكمالها.
خامسا: تدخل الأهل وغياب النصح والإرشاد:
تدخل أهل الزوج أو الزوجة في حياة الأزواج الجدد في بداية مسيرتهم يعد من الأسباب المهمة إلى انتشار الطلاق، فبعض الأسر تتدخل بخصوصيات الحياة الزوجية لأولادهم وهنا تبدأ المشكلات.
تذهب الفتاة لأمها طلبا لمشورة ما في بداية حياتها الزوجية أو عند تعرضها لمشكلة ما فتنحاز الأم لابنتها والبعض تأخذه العزة وتغيب عنه الحكمة ويحول النصح إلى عداء وتحريض، وأحيانا ضعف شخصية الشاب وتعلقه بأبيه أو سكنه مع أهله يدفعه إلى إفشاء أسرار الزوجة أمام والديه فنرى تحيز الأم لولدها وتبدأ المشكلات، وبعض الأسر تتدخل في حياة أولادها من باب الحرص الشديد فتزيد المشاكل بدل أن تقل وإن كانت نوايا الأهل حسنة، وأحيانا غيرة الأم على ولدها تدفعها لاختلاق المشكلات لجذب ولدها.
وأسباب الطلاق اليوم باتت كثيرة لا نستطيع حصرها بمقال صغير، فالأرقام وفق الإحصاءات الأخيرة باتت مخيفة ونحن بحاجة إلى وقفه جادة نحو هذه المشكلة ووضع الحلول الجذرية ومعالجة الأسباب، وكذلك الشباب بحاجة إلى التوعية حول أهمية الزواج وبأنه ميثاق يجب الالتزام به، وتوعيه النساء خاصة بعد الحملات التي تطالب بحرية المرأة وبأنها قادرة على العيش لوحدها دون زواج وأن لديها ما يكفيها من المادة للاعتماد على نفسها، نحمد الله على الرخاء الذي نعيشه ولكننا يجب أن لا نستهين بهذا الأمر ونظن بأن المال هو عماد الحياة، فللطلاق مشكلات وتبعات عديدة لا تقف عند ورقة الطلاق، بل تتجاوزها وتؤدي إلى انتشار الآثار السلبية على الأطفال مستقبلا حينما ينشأ الطفل بعيدا عن والديه، وانتشار الظواهر السلبية والانحرافات والاضطرابات لدى المطلقين وأطفالهم، نحن اليوم بحاجة إلى وضع الحلول وعدم الاستهانة بهذه المشكلة الكبيرة التي ترتبت عليها العديد من الظواهر السلبية.