إقتناء ميزان لفحص الحرارة ضروريّ جداً في كل منزل . إرتفاع حرارة الجسم يشكّل جرس الإنذار الذي ينبئ بحلول الكثير من الأمراض . الحرارة الطبيعية تتفاوت بين 5 ، 36 و5 ، 37 عند الرضيع ، وذلك تبعاً لفترات النهار التي قيست خلالها الحرارة ، وتبعاً لحرارة الجو الخارجي . حرارة الجسم تحافظ على مستواها الطبيعي 37 درجة ، بفضل معدّل الحرارة الطبيعي ، أي الجلد الذي يلعب بالنسبة إلى الجسم دور أجهزة التدفئة والتبريد في الشقق .

لذلك يحتاج إلى الماء ليقوم بمهمته ليعوّض العرق الذي يفرزه الجسم أو ليتبادل الحرارة مع الخارج . عندما ترتفع حرارة الجسم يفرز جلد الطفل العرق للتخفيف من وطأة الحرارة . لكن هذا الجهاز يتعب نتيجة لأحد الأمراض . أو لكون تبادل الحرارة مع الخارج غير كاف ، فترتفع حرارة الجسم ويخشى من الإصابة بعوارض أكثر خطورة . إذا زادت الحرارة عن الـ 39 درجة ، يجب مراجعة الطبيب أو المستشفى حالاً . فربما كانت الحالة خطيرة .

أمّا إذا لم تصل الحرارة إلى هذا المستوى فالحالة غير مقلقة ، وتعني أن الجسم لا يزال يدافع ببسالة ضد الميكروبات ولم يستسلم بعد للمرض . لكن يجب الإنتباه لبعض الأمراض التي تتميّز بكونها لا تتسبّب إلاّ بارتفاع بسيط لحرارة الطفل . التعقيدات المهمّة التي قد يولّدها ارتفاع درجة حرارة الجسم هي : ـ النشاف وهو إصابة خطيرة . في حالة النشاف لا بدّ من إعطاء المريض الماء بكثرة وإجباره على الشرب وإن رفض فيجب إعطاؤه الماء بشكل آخر . ـ الغيبوبة التي تؤدي إذا طالت ، إلى إصابات أخطر في الدماغ .

ويجب محاربة الحرارة وإسقاطها بأي شكل إذا تعدّت الحد الأقصى ، وبعد السيطرة عليها يبقى على الطبيب تحديد السبب عن طريق التشخيص الطبي وتحليل العوارض المرافقة ، وهي : ـ سيلان الأنف ـ إحمرار اللوزتين ـ ألم في الأذن ـ سعال إستفراع ـ إسهال ـ إحمرار الجلد ـ تغير في لون البول.

طرق خفض درجة الحرارة:
من أجل تخفيف الحرارة إلى حدّها الأدنى يجب نزع ملابس الطفل تماماً وإعطاؤه حمّاماً دافئاً ( 35 درجة ) ثم لفّه بمنشفة رطبة ، بعد ذلك يصار إلى إيقاف كل وسائل التدفئة في غرفته وتهوئتها مع فتح النوافذ وإعطائه تحميلة خاصة لإسقاط الحرارة . نلفت هنا إلى بعض سيّئات الأدوية المستعملة ضد الحرارة وهي : الأسبيرين ومادة البراسيتامول الموجودة في عدة تركيبات تجارية منها البنادول مثلاً . الأسبيرين : أثبت فوائده بشكل قاطع ، لكنه أيضاً مادة سامة ، علينا أن نحذّر الإكثار منها . المبالغة في تناول كميات الأسبيرين قد تسبّب : ـ نزيفاً دموياً من الأنف ـ وتقرّحاً في المعدة ـ وتسمّماً يتمركز تدريجاً ، من عوارضه تنفّس بطيء وحالة من الارتخاء تشبه اللاوعي ، وترتفع الحرارة من جديد . والبراسيتامول فيه أيضاً ما قد يسمّم إذا استعمل بكميات كبيرة . نوصي أيضاً بعدم مزج الأدوية وإعطاء الطفل عدة أصناف منها في وقت واحد