::. بِسمِ اللهِ الرَّحمَانِ اَلرَّحِيمِ .::


اَلْسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ 
 
حال الصالحين في عشر ذي الحجة


يقول ابن الجوزي رحمه الله ناصحا:” وعليكم بملاحظة سير السلف ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، والاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم الوقوف عند سير الصالحين وإدمان النظر في أحوالهم وأخبارهم في مواسم الطاعات مما يشحذ الهمم، ويحث على التأسي، ويغرس في النفوس الاندفاع إلى نحو أشرف المقامات السامية في سير إلى الله تعالى بأنواع من الطاعات، فالطبع منقاد كما يقال. وصدق قائل: وإذا فاتك التفات إلى الماضي 
 
  فقد غاب عنك وجه التأسي قال بعضهم: "الحكايات جند من جنود الله يثبت الله بها قلوب أوليائه” [4] قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم.[5] هذا، فإن لأئمتنا الصالحين نظرة خاصة لحديث المصطفى ﷺ: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ -يعني العشر من ذي الحجة"-
 
قَالُوا:  يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ”[6]وقد عظم الصالحون أيام عشر ذى الحجة أيما التعظيم، وعمروها بالأعمال الصالحة والأقوال الحسنة، وقدروها لتقدير النبي ﷺ لها