منتديات مثقف دوت كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مثقف دوت كومدخول

descriptionتعريف الملاحظة في البحث العلمي Emptyتعريف الملاحظة في البحث العلمي

more_horiz
تعد الملاحظة واحدة من أهم أدوات البحث العلمي، حيث تساهم بشكل كبير في جمع البيانات وتحليل الظواهر الطبيعية والسلوكية. هي عملية منهجية يتم فيها مراقبة وتسجيل الأحداث أو السلوكيات أو العمليات في بيئة معينة دون تدخل مباشر من الباحث. في هذا المقال، سنناقش تعريف الملاحظة في البحث العلمي، أنواعها، أهميتها، وكيفية تنفيذها بشكل فعال.
 
ما هي الملاحظة في البحث العلمي؟
الملاحظة هي عملية جمع البيانات من خلال مراقبة الظواهر أو الأحداث في بيئة طبيعية أو مختبرية. يقوم الباحث خلالها بتسجيل الملاحظات بطرق مختلفة مثل الكتابة، أو التسجيل الصوتي أو التصوير الفوتوغرافي أو الفيديو، بهدف فهم سلوك الأفراد أو الأحداث بشكل دقيق. تعد الملاحظة من أقدم وأسهل أدوات البحث العلمي، وهي تعد أيضًا أداة مرنة يمكن تطبيقها في مختلف المجالات العلمية، سواء في العلوم الاجتماعية أو الطبيعية أو التربوية.
يمكن تصنيف الملاحظة على أنها ملاحظة مباشرة أو غير مباشرة. في الملاحظة المباشرة، يقوم الباحث بمراقبة السلوك أو الظاهرة بشكل حي، بينما في الملاحظة غير المباشرة، يراجع الباحث سجلات أو تقارير قد تكون قد جُمعت مسبقًا.
 
أنواع الملاحظة في البحث العلمي:
هناك عدة تصنيفات للملاحظة في البحث العلمي بناءً على طرق جمع البيانات وأهداف البحث. من أبرز هذه الأنواع:

أولا: الملاحظة الموجهة

في هذا النوع من الملاحظة، يقوم الباحث بتحديد مسبق لكل شيء سيقوم بملاحظته، مثل تحديد السلوكيات أو الظواهر التي يرغب في مراقبتها، وإعداد قوائم أو جداول لتسجيل البيانات. تعتبر الملاحظة الموجهة دقيقة للغاية لأنها ترتكز على معايير وأهداف واضحة. يتم استخدام هذا النوع بشكل شائع في الأبحاث الكمية.

مميزات الملاحظة الموجهة:



توفر بيانات دقيقة وقابلة للتحليل الكمي.
تسهل تنظيم البيانات وتصنيفها.

مثال: في دراسة عن سلوك الأطفال في الفصول الدراسية، قد يحدد الباحث قائمة محددة من السلوكيات (مثل التفاعل مع المعلمين، التحدث مع الزملاء) التي يجب مراقبتها وتسجيلها.

ثانيا:الملاحظة غير الموجهة:

في هذه الملاحظة، لا يحدد الباحث مسبقًا ما الذي سيراقبه، بل يترك المجال مفتوحًا لتسجيل أي نوع من البيانات المتعلقة بالظاهرة. تعتبر هذه الطريقة أكثر مرونة لأنها تسمح للباحث باستكشاف مواضيع غير متوقعة أو جديدة قد تظهر أثناء المراقبة. تُستخدم الملاحظة غير الموجهة غالبًا في الأبحاث النوعية.

مميزات الملاحظة غير الموجهة:



تسمح باكتشاف موضوعات جديدة أو جوانب غير مأخوذة في الحسبان.
توفر بيانات غنية وشاملة.


مثال: في دراسة حول التفاعل بين الموظفين في بيئة العمل، قد يراقب الباحث التفاعلات العامة بين الأفراد دون تحديد سلوكيات معينة مسبقًا.

ثالثا: الملاحظة التشاركية:

في هذا النوع من الملاحظة، يشارك الباحث بنفسه في النشاطات التي يراقبها. يقوم الباحث بالتفاعل مع أفراد المجموعة أو البيئة التي يدرسها، مما يمنحه قدرة أكبر على فهم السياق الذي تحدث فيه الظواهر والسلوكيات. هذا النوع من الملاحظة شائع في دراسات الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية.

مميزات الملاحظة التشاركية:



توفر فهماً عميقاً للسياق الاجتماعي أو الثقافي.
تساعد الباحث على جمع معلومات دقيقة من داخل المجموعة المدروسة.


مثال: في دراسة حول سلوك المراهقين في الشوارع، قد يقوم الباحث بالانخراط مع المجموعة التي يدرسها لفهم كيفية تفاعلهم في بيئة اجتماعية معينة.

رابعا: الملاحظة غير التشاركية

في هذا النوع، لا يتفاعل الباحث مع المجموعة التي يدرسها، بل يكتفي بمراقبة السلوك أو الظاهرة من الخارج. يُعد هذا النوع من الملاحظة من الأنواع الأكثر موضوعية لأنه لا يشمل تأثيرات الباحث الشخصية أو انخراطه في الأحداث.

مميزات الملاحظة غير التشاركية:



تحافظ على موضوعية البحث وتقلل من تحيزات الباحث.
توفر بيانات دقيقة حول السلوكيات الظاهرة دون تدخل مباشر من الباحث.


مثال: في دراسة لمواقف سيارات في الشوارع، قد يراقب الباحث سلوك السائقين أو المارة دون أن يتفاعل معهم.

خامسا: الملاحظة الطبيعية

في هذا النوع من الملاحظة، يتم دراسة الظواهر في بيئتها الطبيعية دون تدخل الباحث. الملاحظة الطبيعية تساعد في جمع بيانات حقيقية تعكس كيفية حدوث الأشياء في الحياة اليومية، مما يجعلها مفيدة بشكل خاص في الأبحاث الاجتماعية والتربوية.

مميزات الملاحظة الطبيعية:



توفر بيانات واقعية وعملية.
تُظهر كيفية حدوث الظواهر في سياقات الحياة الحقيقية.


مثال: دراسة سلوك الحيوانات في موائلها الطبيعية دون تدخل الإنسان أو استخدام أدوات اصطناعية.

سادسا: الملاحظة التجريبية

تُستخدم هذه الملاحظة في إطار التجارب العلمية، حيث يقوم الباحث بتغيير بعض العوامل أو المتغيرات لملاحظة تأثير هذه التغيرات على السلوك أو الظاهرة المدروسة. تستخدم هذه الطريقة بشكل رئيسي في الأبحاث العلمية الكمية.

مميزات الملاحظة التجريبية:



تسمح للباحث بالتحكم في المتغيرات وعزل تأثيرات معينة.
توفر أدلة قاطعة حول الأسباب والنتائج.


مثال: في دراسة حول تأثير الضوء على نمو النباتات، يمكن للباحث أن يغير شدة الضوء ويلاحظ تأثير ذلك على نمو النبات.
 

أهمية الملاحظة في البحث العلمي

تلعب الملاحظة دورًا رئيسيًا في توفير بيانات قيمة ودقيقة للباحثين، ومن أهم فوائدها:
 جمع بيانات مباشرة: الملاحظة تتيح للباحث جمع بيانات مباشرة حول سلوكيات أو ظواهر معينة دون الحاجة إلى الاعتماد على تقارير أو مصادر خارجية.
 فهم الظواهر في سياقها الطبيعي: توفر الملاحظة بيانات يمكن أن تساعد في فهم الظواهر في بيئاتها الطبيعية، مما يعزز من قدرة الباحث على تقديم تفسير دقيق.
مرونة عالية: يمكن استخدام الملاحظة في مجموعة واسعة من المجالات، من العلوم الاجتماعية إلى العلوم الطبيعية.
   مساعدة في تطوير فرضيات جديدة: تساعد الملاحظة على اكتشاف جوانب جديدة قد تكون غائبة عن الفرضيات الأولية.

كيف يمكن تنفيذ الملاحظة في البحث العلمي؟

لضمان أن تكون الملاحظة فعالة في البحث العلمي، يجب على الباحث اتباع بعض الخطوات الأساسية:
  تحديد هدف الملاحظة: يجب على الباحث تحديد ما يريد مراقبته بشكل دقيق، سواء كان سلوكًا بشريًا، ظاهرة طبيعية، أو تفاعلات اجتماعية.
  اختيار المكان والزمان: من المهم تحديد المكان والزمان المناسبين لإجراء الملاحظة بما يتوافق مع أهداف الدراسة.
   تسجيل الملاحظات بدقة: يجب على الباحث توثيق الملاحظات بدقة باستخدام ملاحظات مكتوبة أو تسجيلات صوتية أو مرئية. يُفضل استخدام جداول أو قوائم لتسهيل تسجيل البيانات.
  تحليل البيانات: بعد جمع البيانات، يجب على الباحث تحليل الملاحظات لاستخلاص الأنماط أو الاستنتاجات التي قد تكون ذات أهمية في تفسير الظاهرة المدروسة.
 التحقق من الموضوعية: لضمان عدم تأثير الباحث على الظاهرة المدروسة، يجب أن تكون الملاحظة موضوعية ودقيقة.

الخاتمة

تعد الملاحظة أداة أساسية في البحث العلمي تساهم في جمع البيانات حول الظواهر والسلوكيات دون التدخل المباشر من الباحث. من خلال فهم أنواع الملاحظة المختلفة وكيفية تطبيقها، يمكن للباحثين جمع معلومات دقيقة وموثوقة تساعدهم في تفسير الظواهر بشكل أفضل. يتميز البحث الذي يستخدم الملاحظة بقدرته على تقديم رؤى قيمة حول الواقع الاجتماعي والطبيعي في سياقها الحقيقي.
 

مرجع المقال:

الدليمي، عصام حسن أحمد وصالح، علي عبد الرحيم،(2014). البحث العلمي أسسه ومناهجه، الطبعة الأولى. دار رضوان للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
العزاوي، رحيم يونس كرو،(2008). مقدمة في منهج البحث العلمي. الطبعة الأولى. دار دجلة للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
المحمودي، محمد سرحان علي،(2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب للنشر والتوزيع. صنعاء. الجمهورية اليمنية.
عقيل، عقيل حسين، (2010). خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة إلى تفسير النتيجة. دار بن كثير للنشر والتوزيع. بيروت. لبنان.


تعريف الملاحظة في البحث العلمي Io_ioo15
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد