أكدت دراسة علمية حديثة أن تراجع القدرات الدماغية لكبار السن هي حالة قد تكون مرتبطة بكميات الرصاص الذي يمتصه الجسم خلال فترة الطفولة ومرحلة النمو.
وأوضحت الدراسة التي أعدها فريق علمي من جامعة جون هوبكنز الأمريكية أن الأرقام المسجلة حالياً نتيجة هذه الظاهرة تشير إلى فشل المحاولات التي بدأت قبل عقود للحد من وجود الرصاص في البيئة المحيطة بالبشر.
وأشارت الدراسة إلى أن المصادر الرئيسة حالياً للرصاص تتمثل في بقايا المحروقات، كالبنزين، التي تحتوي على هذه المادة السامة. وأضافت أن ارتفاع نسبة هذه المادة في الدم قد يؤدي إلى شيخوخة الدماغ بمعدل أسرع بخمس مرات من شيخوخة الجسم كما جاء في موقع "سي إن إن" الإخباري أمس.
وقال قائد الرفيق العلمي الدكتور براين شوارتز "نحاول أن نلفت الانتباه إلى أن بعض الأمراض التي ينظر إليها على أنها عوارض عادية للشيخوخة قد تكون ناجمة في حقيقة الأمر عن مواد سامة موجودة حولنا، مثل الرصاص". وأضاف: "مجرد تسجيل هذه الظاهرة على صعيد الرصاص يثبت أنها موجودة، وقد يكون للزئبق والمبيدات الحشرية تأثير مماثل."
من جهته قال الدكتور فيليب لاندريغان، إن الدراسة "تفتح آفاقاً جديدة" على صعيد إيجاد الصلات السببية بين ما يتعرض له المرء خلال نموه وبين ما يصيبه في مراحل متقدمة من العمر.
واعتبر أن النتائج "منطقية" نظراً إلى أن قدرة الرصاص على تدمير خلايا دماغ الأطفال ستؤدي إلى تراجع قدراتهم الذهنية في فترة الشيخوخة.
ورأت ليندا بيرنباوم أن بيانات مماثلة سجلت لدى الحيوانات أيضاً، إذ أثبتت التحاليل أن القوارض التي تتعرض لمادة "دايوكسين" قبل ولادتها ترتفع لديها لاحقاً فرص الإصابة بالسرطان، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء.
ويمكن تسجيل وجود الرصاص في الطلاء المنزلي أيضاً، وتكمن الخطورة هنا في احتمال خروج المادة بعد جفاف الطلاء على شكل غبار يسهل ابتلاعه أو استنشاقه، كما يتواجد الرصاص في أنابيب المياه ويشكل بالتالي خطراً داهماً