[size=32]قصة 4 ساعات تسببت في هزيمة إسرائيل: عندما صرخ رئيس البحث في الموساد «الجحيم ينتظرنا»[/size]
[size=32]
[/size][size=32]جلس أريه شاليف، رئيس قسم البحث في الموساد، شاحب الوجه صامتًا ينظر لزملائه، أحدهم يغطي وجهه بيده من وقع الصدمة والآخر يبعثر حوله أوراق بلا فائدة، والثالث يصرخ في غضب مكيلًا الشتائم للجميع، «الجحيم ينتظرنا من فرط غبائكم، كلنا أغبياء، كلنا بلا استثناء، لا أصدق أننا حمقى لهذا الحد، لقد خذلنا إسرائيل، جميعنا لا نستحق أن نجلس دقيقة أخرى على مقاعدنا».[/size]
[size=32]أشاح «شاليف» بوجهه وراح عقله يتذكر شهور مضت ومعلومات وردت من مصادر وعملاء موثوقين، معلومات كادت أن تفسد على المصريين مفاجأتهم لكن تفاصيل صغيرة أحدثت الفارق.. فارق السماء والأرض.
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة شاليف
[/size]
[size=32]«أنور السادات لن يتخذ قرار بدء الحرب معنا»، كانت كل المعلومات الواردة إلى الموساد من مصادره تؤكد هذه المعلومة حتى أبريل من عام 1973، حين بدأت معلومات مغايرة تظهر في الصورة، كما يروي «شاليف» في كتابه Israel’s Intelligence Assessment Before the Yom Kippur Wa.[/size]
[size=32]«في أبريل 1973، وردت معلومات عن هجمة تبدأ يوم 7 ماي و ثم وردت معلومات لاحقة عن أن الهجوم سيكون في أخر مايو أو أول يونيو»، يقول «شاليف»في كتابه، متابعًا شهادته من قلب جهاز المخابرات الإسرائيلي: «في آخر أبريل وصلت معلومات أن الحرب ستندلع إما يوم 19 مايو أو 16 يونيو، ثم وردت معلومات جديدة في أول مايو أكدت أن الحرب ستبدأ يوم 19 من الشهر ذاته، قبل أن ترد معلومات أخرى أن الحرب قد تندلع في أيام الاحتفال بيوم الاستقلال في إسرائيل (11-12 مايو)».[/size]
[size=32]كانت معظم المعلومات التي حصل عليها الموساد في الأشهر الثلاث قبل اندلاع حرب أكتوبر تعتمد على عملاء لهم في مصر، لكن معظم عملائهم ذكروا في تحليلاتهم للمعلومات التي وردتهم وأرسلوها بدورهم للجهاز الإسرائيلي أن «السادات» لم يغير وجهة نظره ولن يبدأ الحرب.
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة القيادات الإسرائيلية مجتمعة أثناء الحرب
[/size]
[size=32]لم تكن هذه المعلومات هي أهم ما اعتمد عليه الموساد في تقدير موقفه وتحركاته، كما كشف مسؤول البحث السابق في كتابه قبل رحيله، «ننتقل للمعلومات المخابراتية الأهم والأكثر تحديدًا التي أشارت إلى استعداد مصر وسوريا للحرب، ويجب أن أشير إلى أن معظم المعلومات عن هذا الموضوع لم تكن واضحة تمامًا وكانت تحتوي على تفصيلات داخلية غير منضبطة»، يقول «شاليف» قبل أن يكمل روايته عن كواليس ما حدث خلف الأبواب المغلقة في أهم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، قبل حرب «يوم كيبور»، كما يطلقون عليها.[/size]
[size=32]«في يوليو 1973، أرسل لنا مصدر عالي المستوى أنه قد وصلته معلومات تقول إن الحرب ستبدأ في نهاية سبتمبر أو أول أكتوبر، كذلك قال إن هذه المعلومات في رأيه ليست جدية، وإن هذا التاريخ سيعبر كما عبر ما قبله، لذا ونظرًا لرفعة مستوى المصدر وخبرتنا في التعامل معه كان رأيه وتحليله مؤثرًا جدًا بالنسبة لنا».[/size]
[size=32]في 25 سبتمبر 1973، استقبلت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، جولدا مائير، ملك الأردن، الملك حسين، وهو لقاء شهير لكن تفاصيل وقوعه تبقى يحيطها سياج من الأقاويل المتضاربة، «الظروف التي حدث فيها اللقاء ومحتواه يبقى محل جدل، ويرصد «شاليف» تلك الظروف قائلًا في كتابه: «يقول يوري بار جوزيف، أستاذ العلوم السياسية، أن الملك طلب مقابلة مائير قبل موعد اللقاء بيومين موضحًا لها أن أهمية هذا اللقاء يستدعي أن تغير جدول مواعيدها، ما فعلته فعلًا مائير وتقابلا في مبنى تابع للموساد بالقرب من تل أبيب، واصطحب الملك معه رئيس وزراءه، زياد الرفاعي، واصطحبت مائير مستشارها السياسي ومدير مكتبها، مردخاي جازيت، بالإضافة إلى سكرتيرها، لو قادر».
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة جولدا مائير
[/size]
[size=32]اختلفت الرؤى حول هذا الاجتماع، ففيما رأى رئيس فرع الاستخبارات الإسرائيلي، إللي زيرا، أن اللقاء أتى ليحذر الملك رئيسة الوزراء من الحرب التي يتم التحضير لها، رأى «جازيت» أن اللقاء كان «جزء من روتين، ورابع اجتماع بينهما منذ نهاية 1972، حيث التقى الثنائي في نوفمبر 1972 ويوليو 1973 وأغسطس وسبتمبر من نفس العام».[/size]
[size=32]وكشف الصحفي الإسرائيلي دودو هيلفي، حسب كتاب «شاليف»، أن الموساد كان يسجل ويذيع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لقاء «مائير» بالملك حسين، دون معرفة الأخير، حيث انبرت مجموعة صغيرة من العاملين بالجهاز المخابراتي في تدوين ملاحظاتهم، وقد ذُكر تحذيره من الحرب في صفحة 9 من محضر الاجتماع الذي أرسل في الساعة 6 صباحًا من اليوم التالي لوزير الدفاع، موشيه ديان، ورئيس الأركان، ورئيس فرع الاستخبارات.[/size]
[size=32]ويعزز هذه الرواية ما قاله السكرتير العسكري لرئيسة الوزراء آنذاك، إسرائيل ليور، في مذكراته: «ذهبت إلى مكاتب وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس فرع الاستخبارات كي أطلعهم على المستندات التي تحتوي على التحذير من الحرب، ديان قرأها وداود قرأها وإللي زيرا أيضًا، وكان رد فعلهم جميعًا باردًا وغير مهتم».[/size]
[size=32]محتوى الاجتماع نفسه له أكثر من نسخة تختلف حسب الراوي، فحسب رواية رئيس قسم الأردن في الموساد، زوسيا نايزر، وكان أحد من تابعوا الاجتماع عبر دائرة البث التلفزيوني المغلقة، قام الملك حسين بالتحذير من هجوم مصري سوري في المستقبل القريب في غياب أي تحرك ديبلوماسي، «وأتذكر أنه قام بتقديم تقرير لي بهذا الأمر حينها لكني قلت له أن دراسة المحتوى الدقيق سيعتمد على محضر الاجتماع في النهاية»، يقول «شاليف».
[/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]
صورة الملك حسين
[/size]
[size=32]الرواية الثانية عن ما حدث في ذلك الاجتماع أتت من «جازيت»، ونفى تمامًا أن تكون «مائير» قد تلقت أي تحذير من أي مصدر عادي أو مهم عن حرب تبدأ على الجبهتين المصرية والسورية بشكل تعاوني بينهما، وكتب مدير مكتب رئيسة الوزراء في ذكرياته عن هذا الاجتماع: «عدت لأتأكد من المصدر فيما قيل بالفعل لجولدا يوم 25 سبتمبر وتأكدت أنني محق، كل ما قيل في الاجتماع لم يحتوي على شيء لم نكن نعرفه مسبقًا، وما قيل عن مصر وسوريا كان فقط ردًا على سؤال والإجابة جاءت في صورة توقع. وترجم جازيت بالنص من ملاحظاته التي دونها في الاجتماع تفاصيل النقاش بين مائير والملك حسين، حيث كان الحوار كالآتي:
[/size]
[size=32]الملك حسين: «كل الوحدات السورية في وضع هجوم الآن، كل هذا تم تحت غطاء التدريب، لكن المعلومات تقول إن هذا وضع استعداد للهجوم، معنى ذلك غير معلوم، لدي شكوك، لكن لا يوجد أي شيء مؤكد».[/size]
[size=32]«مائير»: «هل يمكن لسوريا أن تفعل شيئًا بدون مصر؟».[/size]
[size=32]الملك حسين: «لا أعتقد ذلك، أعتقد سيتعاونا».[/size]
[size=32]وحلل «جازيت» هذا الحوار على أن الملك حسين كان يتوقع أنه في حالة قيام الحرب ستتعاون مصر وسوريا لكنه لم يكن يقدم معلومات عن أي شيء على أرض الواقع.[/size]
[size=32]أما النسخة الثالثة من الحوار، فأتت من الصحفي موشيه زاك، في كتابه The Secret Relations Between Jordan and Israel، وكانت كالآتي:[/size]
[size=32]الملك حسين: «تم إخبارنا عن طريق مصدر موثوق أن كل وحدات الجيش السوري في وضعية استعداد للهجوم، فقط وحدة واحدة مرتكزة في الجنوب السوري، ومهمتها حماية الحدود إذا حاولت إسرائيل أن تقوم بهجمة مرتدة».[/size]
[size=32]«مائير»: «وما دلالات ذلك؟»[/size]
[size=32]الملك حسين: «لا أعلم إذا كان له مدلولًا لكن لدي بعض التحفظات لكني لست متأكدًا».[/size]
[size=32]«مائير»: «هل يمكن لسوريا أن تشن هجومًا بدون مصر؟»[/size]
[size=32]الملك حسين: «لا أعتقد أنها ستتصرف وحدها، أعتقد أن مصر ستنضم إلى سوريا في حالة الحرب».
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة جازيت
[/size]
[size=32]في 24 سبتمبر، وفي اجتماعات للقيادات العليا للجيش والمخابرات الإسرائيلية، ذكر «شاليف» أن الصور الأخيرة للقوات السورية توضح اكتمال استعداداتهم التي كانت قد بدأت في الرابع من الشهر نفسه، لكن الرد عليه من رئيس الأركان كان أنه «من غير المنطقي وغير جائز الحدوث أن تشن سوريا الحرب وحدها بدون مصر.. إذا كان هناك حرب من الأساس».[/size]
[size=32]ورغم ذلك أصدر رئيس الأركان أوامره بزيادة عدد الدبابات في هضبة الجولان من 70 إلى 100، لكنه أصر على رأيه بأن شيئًا لن يحدث عندما اجتمع بوزير الدفاع «ديان» لاحقًا موضحًا له: «أعتقد أن هذا الأمر كله غير جائز الحدوث».[/size]
[size=32]وفي 2 أكتوبر، أصدر قسم البحث بالموساد تقرير مخابراتي بعنوان «الخطة السورية لاقتحام الجولان – تحليل» وتضمن كل المعلومات وتفصيلات التحركات السورية وتفاصيل الاستعدادات، لكن التقرير ذكر أنه «بالرغم من أن التحضيرات السورية تهيئهم للهجوم إلا أن السوريون مدركين أن الأوضاع العسكرية والسياسية ليست مهيئة، وأن لديهم نقاط ضعف كبيرة وأساسية»، كما يقول «شاليف» في كتابه.[/size]
[size=32]وقد ذكرت كل التقارير الصادرة في هذا الأمر سوريا فقط، ولم تذكر أبدًا مصر أو أي تعاون مصري-سوري، وقد عقد رئيس الأركان الإسرائيلي اجتماع يوم 30 سبتمبر قال فيه: «الجيش السوري بأكمله منتشر، انتشارًا، حسب أجهزة الاستخبارات العسكرية السوفيتية، يصلح للدفاع والهجوم، مع ذلك، في رأيي، الجيش السوري لن يدخل الحرب لسببين: ضعفه الواضح مقارنة بجيش الدفاع، واعتماده في الحرب على مصر، والتي من الواضح عدم نيتها القتال».[/size]
[size=32]في الساعة 2 صباح يوم 1 أكتوبر رن الهاتف في مبنى الموساد، كان على الخط مصدر مصري موثوق به، يعلم إسرائيل أن الجيشين المصري والسوري سيشنان الحرب في الصباح تحت القيادة المصرية، وسريعًا تم تمرير المعلومة للجهات المختصة في الجهاز، «كنا على علم بالتدريبات المصرية الكبيرة التي تتم وتحركات وتغييرات الضباط، وتوقع القسم المصري أن تكون هذه المعلومة تتعلق بتلك التدريبات، لكن رغم ذلك تم الاهتمام بالمعلومة كونها قادمة من مصدر موثوق»، يروي «شاليف».
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة شاليف مجتمعًا مع رجاله
[/size]
[size=32]«أعطيت تعليماتي لرئيس القسم المصري أن يتجاهل القرار السياسي بالحرب وأن يبحث إذا ما كانت مصر قد قامت باستعدادات للقيام بحرب في الصباح وإذا كانت قد أعلنت حالة التعبئة العامة من أجل ذلك، لكن البحث قال أن أي من تلك الاستعدادات لم تحدث»، وقد اقترح «شاليف»، حسب قوله، أن يقم الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو بالاستعداد على الجبهة المصرية تحسبًا لأي شيء، لكن اقتراحه لم يلقى اهتمامًا.[/size]
[size=32]قبل حوالي 40 ساعة من اندلاع الحرب، تلقى الموساد، حسب رواية رئيسه حينها، تحذيرًا من مصدر رفيع أن الحرب ستندلع، ما نفاه مدير الموساد حينها قائلًا إن كل ما قاله المصدر هو أن «شيئًا ما سيحدث»، وهو ما نقله بدوره إلى رئيس الأركان ووزير الدفاع صباح يوم 5 أكتوبر.[/size]
[size=32]طلب المصدر في تلغراف مساء يوم الـ4 من أكتوبر مقابلة مدير الموساد، والذي كان مكلفًا بالتعامل معه عدة مرات من قبل، للحديث عن الحرب، دون توضيح تفاصيل، وقد وصل التلغراف لمكتب مدير الموساد زفي زمير في الساعة 2 ونصف صباح الخامس من أكتوبر، وتبعه مكالمة تلقاها «زمير» في منزله من رئيس قسم الاستخبارات يخبره فيها برحيل الخبراء الروس من مصر وسوريا، كانت المكالمة في ذلك التوقيت تعني أن الرجل يشعر بشيء غير طبيعي يحدث.[/size]
[size=32]«لم يذكر مدير الموساد في اجتماعه مع مدير فرع الاستخبارات أي شيء عن تلقيه تقرير من مصدر رفيع عن حرب وشيكة، المصدر اقترح لقاء ليلة 5 أكتوبر، إذا كان واثقًا من وقوع الحرب كان يمكن أن يقول قبل لقاء زمير، لكنه لم يقل، لكن في رأي المسؤولين الرفيعين، وفي ظل حالة التوتر العالية في تلك الفترة، كان من الطبيعي أن يكون المصدر يريد أن يناقش خطر الحرب»، يقول «شاليف»، وهو ما اتفق فيه «زمير» لاحقًا في التحقيقات عقب الهزيمة أن الأمر كان واضحًا أنه «تحذيرًا من الحرب».
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة زمير
[/size]
[size=32]تقابل «زمير»، في الساعات الأولى من صباح 6 أكتوبر، مع المصدر الرفيع في دولة أجنبية، وحذره المصدر أن مصر وسوريا سيشنان هجومهم يوم 6 أكتوبر، المعلومة التي نقلها «زمير» سريعًا، في الثانية والنصف من صباح ذات اليوم، إلى الموساد بالشفرة، متوقعًا، كما كشف لاحقًا، أن تستدعي إسرائيل قوات الاحتياط سريعًا في يوم كيبور، حتى وإن كان المصدر لا يملك تأكيدًا للمعلومات التي قدمها، وقد قال «زمير» لمن رافقوه في رحلته: «إذا أخرج هذا الأمر الجميع في يوم كيبور ولم تقع الحرب اعثروا لي على شقة هنا».[/size]
[size=32]كانت المعلومات الواردة عن خطة الهجوم المصرية السورية تقول إن الهجوم سيبدأ ليلًا، وتحديدًا في السادسة مساءً، وقد تم توزيع تقرير تحذيري بذلك في صباح 6 أكتوبر، ولم يتلقى الموساد أي معلومة أو تقرير بأن الحرب ستبدأ في الثانية ظهرًا.[/size]
[size=32]وقد تم اتهام جهاز الموساد عقب انتهاء الحرب بتهمتين أولهم أن التحذير الاستخبراتي تم إصداره متأخرًا، فرغم تحذير الموساد للجيش الإسرائيلي بجاهزية الجيشين المصري والسوري للحرب قبل اندلاعها بـ3 أيام، إلا أن التحذير بأن القيادة المصرية العليا اتخذت قرار الحرب لم يصدر إلا 10 ساعات قبل اندلاعها.[/size]
[size=32]أما ثاني التهم التي وجهت للموساد فكان تحذيرها بأن الحرب ستبدأ في السادسة مساءً في حين بدأت الحرب 4 ساعات مبكرًا، لتكن تلك هي تفاصيل هزيمة «الموساد» الذي يبدو أنه وقع فريسة سهلة لـ«خطة الخداع الاستراتيجي».
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
[/size]صورة موشيه ديان ورجال الجيش الإسرائيلي يظهر عليهم وقع الصدمة مع أخبار الهزيمة[size=32]
[/size]
[size=32]
10أسرار تعرفها لأول مرة عن حرب أكتوبر 1973
ما زالت حرب أكتوبر 1973 تحمل بين طياتها الكثير من الأسرار التي لا نعلمها بعد، وكل عام يُخرج الجانبان المصري والإسرائيلي من خزائنهما الجديد والجديد، فمصر من أجل توثيق الفخر بالانتصار العظيم وإسرائيل من أجل التبرير للهزيمة.
1- الوفد السوري الذي نسق مع مصر الهجوم على إسرائيل جاء إلى الإسكندرية على متن باخرة روسية بجوازات سفر مصرية ودخلوا على أنهم سياح.
2- بينما كان الإسرائيليون يتقدمون لتسجيل أسمائهم على لوائح التجنيد في الساعة الثانية ظهرا يوم السادس من أكتوبر 1973 صدموا بفتح النيران على القوات الإسرائيلية.
3- وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان كان يؤيد حتمية عودة سيناء إلى مصر قبل الحرب.
4- رفض آريئيل شارون تنفيذ الأوامر العسكرية أثناء حرب أكتوبر وأغلق الاتصال مع الجنرال شموئيل جونين وقال له: "دعني وشأني لا يمكنني فعل شيء".
5- كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبلغ 24 عاما أثناء الحرب، وكان عائدا من الولايات المتحدة حيث يدرس، وانضم لفرقة "سيريت ميتكال" التي كانت على خط النار مع مصر، بينما كان يبلغ وزير الدفاع الحالي موشيه يعالون حينها 23 عاما، وكان جندي احتياط ولا يحب الحياة العسكرية
. 6- الرقيب محمد حسين محمود سعد كان أول شهيد على جبهة سيناء خلال حرب أكتوبر طبقا لبلاغات الوحدات القتالية على الجبهة.
7- الملازم أول معتز الشرقاوي هو من قتل الجنرال يشايهو جافيتش قائد المنطقة الجنوبية في سيناء.
8- بعد هزيمة الجيش السوري في الجولان بدأ في حرب استنزاف مع الجانب الإسرائيلي لمدة 80 يوما لتنتهي في 31 مارس 1974.
9- أثناء شهادة اللواء يسرائيل طال نائب رئيس الأركان العامة الإسرائيلية، عن حرب أكتوبر قال إنه لولا ارتكاب سوريا خطأ بدائيا فى المسرح البرى للحرب لكانت إسرائيل خسرت مرتفعات الجولان بأكملها، وإن عدم إرسال سوريا كتيبة مشاه للسيطرة على الأرض التى استعادتها كان الخطيئة الأكبر فى معركتها ضد إسرائيل.
10- اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه دايان على قادة الجيش الإسرائيلي ترك الجرحى والاستسلام والانسحاب على بعد 30 كيلو مترا من القناة
[/size]
[size=32]
[/size][size=32]جلس أريه شاليف، رئيس قسم البحث في الموساد، شاحب الوجه صامتًا ينظر لزملائه، أحدهم يغطي وجهه بيده من وقع الصدمة والآخر يبعثر حوله أوراق بلا فائدة، والثالث يصرخ في غضب مكيلًا الشتائم للجميع، «الجحيم ينتظرنا من فرط غبائكم، كلنا أغبياء، كلنا بلا استثناء، لا أصدق أننا حمقى لهذا الحد، لقد خذلنا إسرائيل، جميعنا لا نستحق أن نجلس دقيقة أخرى على مقاعدنا».[/size]
[size=32]أشاح «شاليف» بوجهه وراح عقله يتذكر شهور مضت ومعلومات وردت من مصادر وعملاء موثوقين، معلومات كادت أن تفسد على المصريين مفاجأتهم لكن تفاصيل صغيرة أحدثت الفارق.. فارق السماء والأرض.
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة شاليف
[/size]
[size=32]«أنور السادات لن يتخذ قرار بدء الحرب معنا»، كانت كل المعلومات الواردة إلى الموساد من مصادره تؤكد هذه المعلومة حتى أبريل من عام 1973، حين بدأت معلومات مغايرة تظهر في الصورة، كما يروي «شاليف» في كتابه Israel’s Intelligence Assessment Before the Yom Kippur Wa.[/size]
[size=32]«في أبريل 1973، وردت معلومات عن هجمة تبدأ يوم 7 ماي و ثم وردت معلومات لاحقة عن أن الهجوم سيكون في أخر مايو أو أول يونيو»، يقول «شاليف»في كتابه، متابعًا شهادته من قلب جهاز المخابرات الإسرائيلي: «في آخر أبريل وصلت معلومات أن الحرب ستندلع إما يوم 19 مايو أو 16 يونيو، ثم وردت معلومات جديدة في أول مايو أكدت أن الحرب ستبدأ يوم 19 من الشهر ذاته، قبل أن ترد معلومات أخرى أن الحرب قد تندلع في أيام الاحتفال بيوم الاستقلال في إسرائيل (11-12 مايو)».[/size]
[size=32]كانت معظم المعلومات التي حصل عليها الموساد في الأشهر الثلاث قبل اندلاع حرب أكتوبر تعتمد على عملاء لهم في مصر، لكن معظم عملائهم ذكروا في تحليلاتهم للمعلومات التي وردتهم وأرسلوها بدورهم للجهاز الإسرائيلي أن «السادات» لم يغير وجهة نظره ولن يبدأ الحرب.
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة القيادات الإسرائيلية مجتمعة أثناء الحرب
[/size]
[size=32]لم تكن هذه المعلومات هي أهم ما اعتمد عليه الموساد في تقدير موقفه وتحركاته، كما كشف مسؤول البحث السابق في كتابه قبل رحيله، «ننتقل للمعلومات المخابراتية الأهم والأكثر تحديدًا التي أشارت إلى استعداد مصر وسوريا للحرب، ويجب أن أشير إلى أن معظم المعلومات عن هذا الموضوع لم تكن واضحة تمامًا وكانت تحتوي على تفصيلات داخلية غير منضبطة»، يقول «شاليف» قبل أن يكمل روايته عن كواليس ما حدث خلف الأبواب المغلقة في أهم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، قبل حرب «يوم كيبور»، كما يطلقون عليها.[/size]
[size=32]«في يوليو 1973، أرسل لنا مصدر عالي المستوى أنه قد وصلته معلومات تقول إن الحرب ستبدأ في نهاية سبتمبر أو أول أكتوبر، كذلك قال إن هذه المعلومات في رأيه ليست جدية، وإن هذا التاريخ سيعبر كما عبر ما قبله، لذا ونظرًا لرفعة مستوى المصدر وخبرتنا في التعامل معه كان رأيه وتحليله مؤثرًا جدًا بالنسبة لنا».[/size]
[size=32]في 25 سبتمبر 1973، استقبلت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، جولدا مائير، ملك الأردن، الملك حسين، وهو لقاء شهير لكن تفاصيل وقوعه تبقى يحيطها سياج من الأقاويل المتضاربة، «الظروف التي حدث فيها اللقاء ومحتواه يبقى محل جدل، ويرصد «شاليف» تلك الظروف قائلًا في كتابه: «يقول يوري بار جوزيف، أستاذ العلوم السياسية، أن الملك طلب مقابلة مائير قبل موعد اللقاء بيومين موضحًا لها أن أهمية هذا اللقاء يستدعي أن تغير جدول مواعيدها، ما فعلته فعلًا مائير وتقابلا في مبنى تابع للموساد بالقرب من تل أبيب، واصطحب الملك معه رئيس وزراءه، زياد الرفاعي، واصطحبت مائير مستشارها السياسي ومدير مكتبها، مردخاي جازيت، بالإضافة إلى سكرتيرها، لو قادر».
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة جولدا مائير
[/size]
[size=32]اختلفت الرؤى حول هذا الاجتماع، ففيما رأى رئيس فرع الاستخبارات الإسرائيلي، إللي زيرا، أن اللقاء أتى ليحذر الملك رئيسة الوزراء من الحرب التي يتم التحضير لها، رأى «جازيت» أن اللقاء كان «جزء من روتين، ورابع اجتماع بينهما منذ نهاية 1972، حيث التقى الثنائي في نوفمبر 1972 ويوليو 1973 وأغسطس وسبتمبر من نفس العام».[/size]
[size=32]وكشف الصحفي الإسرائيلي دودو هيلفي، حسب كتاب «شاليف»، أن الموساد كان يسجل ويذيع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لقاء «مائير» بالملك حسين، دون معرفة الأخير، حيث انبرت مجموعة صغيرة من العاملين بالجهاز المخابراتي في تدوين ملاحظاتهم، وقد ذُكر تحذيره من الحرب في صفحة 9 من محضر الاجتماع الذي أرسل في الساعة 6 صباحًا من اليوم التالي لوزير الدفاع، موشيه ديان، ورئيس الأركان، ورئيس فرع الاستخبارات.[/size]
[size=32]ويعزز هذه الرواية ما قاله السكرتير العسكري لرئيسة الوزراء آنذاك، إسرائيل ليور، في مذكراته: «ذهبت إلى مكاتب وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس فرع الاستخبارات كي أطلعهم على المستندات التي تحتوي على التحذير من الحرب، ديان قرأها وداود قرأها وإللي زيرا أيضًا، وكان رد فعلهم جميعًا باردًا وغير مهتم».[/size]
[size=32]محتوى الاجتماع نفسه له أكثر من نسخة تختلف حسب الراوي، فحسب رواية رئيس قسم الأردن في الموساد، زوسيا نايزر، وكان أحد من تابعوا الاجتماع عبر دائرة البث التلفزيوني المغلقة، قام الملك حسين بالتحذير من هجوم مصري سوري في المستقبل القريب في غياب أي تحرك ديبلوماسي، «وأتذكر أنه قام بتقديم تقرير لي بهذا الأمر حينها لكني قلت له أن دراسة المحتوى الدقيق سيعتمد على محضر الاجتماع في النهاية»، يقول «شاليف».
[/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]
صورة الملك حسين
[/size]
[size=32]الرواية الثانية عن ما حدث في ذلك الاجتماع أتت من «جازيت»، ونفى تمامًا أن تكون «مائير» قد تلقت أي تحذير من أي مصدر عادي أو مهم عن حرب تبدأ على الجبهتين المصرية والسورية بشكل تعاوني بينهما، وكتب مدير مكتب رئيسة الوزراء في ذكرياته عن هذا الاجتماع: «عدت لأتأكد من المصدر فيما قيل بالفعل لجولدا يوم 25 سبتمبر وتأكدت أنني محق، كل ما قيل في الاجتماع لم يحتوي على شيء لم نكن نعرفه مسبقًا، وما قيل عن مصر وسوريا كان فقط ردًا على سؤال والإجابة جاءت في صورة توقع. وترجم جازيت بالنص من ملاحظاته التي دونها في الاجتماع تفاصيل النقاش بين مائير والملك حسين، حيث كان الحوار كالآتي:
[/size]
[size=32]الملك حسين: «كل الوحدات السورية في وضع هجوم الآن، كل هذا تم تحت غطاء التدريب، لكن المعلومات تقول إن هذا وضع استعداد للهجوم، معنى ذلك غير معلوم، لدي شكوك، لكن لا يوجد أي شيء مؤكد».[/size]
[size=32]«مائير»: «هل يمكن لسوريا أن تفعل شيئًا بدون مصر؟».[/size]
[size=32]الملك حسين: «لا أعتقد ذلك، أعتقد سيتعاونا».[/size]
[size=32]وحلل «جازيت» هذا الحوار على أن الملك حسين كان يتوقع أنه في حالة قيام الحرب ستتعاون مصر وسوريا لكنه لم يكن يقدم معلومات عن أي شيء على أرض الواقع.[/size]
[size=32]أما النسخة الثالثة من الحوار، فأتت من الصحفي موشيه زاك، في كتابه The Secret Relations Between Jordan and Israel، وكانت كالآتي:[/size]
[size=32]الملك حسين: «تم إخبارنا عن طريق مصدر موثوق أن كل وحدات الجيش السوري في وضعية استعداد للهجوم، فقط وحدة واحدة مرتكزة في الجنوب السوري، ومهمتها حماية الحدود إذا حاولت إسرائيل أن تقوم بهجمة مرتدة».[/size]
[size=32]«مائير»: «وما دلالات ذلك؟»[/size]
[size=32]الملك حسين: «لا أعلم إذا كان له مدلولًا لكن لدي بعض التحفظات لكني لست متأكدًا».[/size]
[size=32]«مائير»: «هل يمكن لسوريا أن تشن هجومًا بدون مصر؟»[/size]
[size=32]الملك حسين: «لا أعتقد أنها ستتصرف وحدها، أعتقد أن مصر ستنضم إلى سوريا في حالة الحرب».
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة جازيت
[/size]
[size=32]في 24 سبتمبر، وفي اجتماعات للقيادات العليا للجيش والمخابرات الإسرائيلية، ذكر «شاليف» أن الصور الأخيرة للقوات السورية توضح اكتمال استعداداتهم التي كانت قد بدأت في الرابع من الشهر نفسه، لكن الرد عليه من رئيس الأركان كان أنه «من غير المنطقي وغير جائز الحدوث أن تشن سوريا الحرب وحدها بدون مصر.. إذا كان هناك حرب من الأساس».[/size]
[size=32]ورغم ذلك أصدر رئيس الأركان أوامره بزيادة عدد الدبابات في هضبة الجولان من 70 إلى 100، لكنه أصر على رأيه بأن شيئًا لن يحدث عندما اجتمع بوزير الدفاع «ديان» لاحقًا موضحًا له: «أعتقد أن هذا الأمر كله غير جائز الحدوث».[/size]
[size=32]وفي 2 أكتوبر، أصدر قسم البحث بالموساد تقرير مخابراتي بعنوان «الخطة السورية لاقتحام الجولان – تحليل» وتضمن كل المعلومات وتفصيلات التحركات السورية وتفاصيل الاستعدادات، لكن التقرير ذكر أنه «بالرغم من أن التحضيرات السورية تهيئهم للهجوم إلا أن السوريون مدركين أن الأوضاع العسكرية والسياسية ليست مهيئة، وأن لديهم نقاط ضعف كبيرة وأساسية»، كما يقول «شاليف» في كتابه.[/size]
[size=32]وقد ذكرت كل التقارير الصادرة في هذا الأمر سوريا فقط، ولم تذكر أبدًا مصر أو أي تعاون مصري-سوري، وقد عقد رئيس الأركان الإسرائيلي اجتماع يوم 30 سبتمبر قال فيه: «الجيش السوري بأكمله منتشر، انتشارًا، حسب أجهزة الاستخبارات العسكرية السوفيتية، يصلح للدفاع والهجوم، مع ذلك، في رأيي، الجيش السوري لن يدخل الحرب لسببين: ضعفه الواضح مقارنة بجيش الدفاع، واعتماده في الحرب على مصر، والتي من الواضح عدم نيتها القتال».[/size]
[size=32]في الساعة 2 صباح يوم 1 أكتوبر رن الهاتف في مبنى الموساد، كان على الخط مصدر مصري موثوق به، يعلم إسرائيل أن الجيشين المصري والسوري سيشنان الحرب في الصباح تحت القيادة المصرية، وسريعًا تم تمرير المعلومة للجهات المختصة في الجهاز، «كنا على علم بالتدريبات المصرية الكبيرة التي تتم وتحركات وتغييرات الضباط، وتوقع القسم المصري أن تكون هذه المعلومة تتعلق بتلك التدريبات، لكن رغم ذلك تم الاهتمام بالمعلومة كونها قادمة من مصدر موثوق»، يروي «شاليف».
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة شاليف مجتمعًا مع رجاله
[/size]
[size=32]«أعطيت تعليماتي لرئيس القسم المصري أن يتجاهل القرار السياسي بالحرب وأن يبحث إذا ما كانت مصر قد قامت باستعدادات للقيام بحرب في الصباح وإذا كانت قد أعلنت حالة التعبئة العامة من أجل ذلك، لكن البحث قال أن أي من تلك الاستعدادات لم تحدث»، وقد اقترح «شاليف»، حسب قوله، أن يقم الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو بالاستعداد على الجبهة المصرية تحسبًا لأي شيء، لكن اقتراحه لم يلقى اهتمامًا.[/size]
[size=32]قبل حوالي 40 ساعة من اندلاع الحرب، تلقى الموساد، حسب رواية رئيسه حينها، تحذيرًا من مصدر رفيع أن الحرب ستندلع، ما نفاه مدير الموساد حينها قائلًا إن كل ما قاله المصدر هو أن «شيئًا ما سيحدث»، وهو ما نقله بدوره إلى رئيس الأركان ووزير الدفاع صباح يوم 5 أكتوبر.[/size]
[size=32]طلب المصدر في تلغراف مساء يوم الـ4 من أكتوبر مقابلة مدير الموساد، والذي كان مكلفًا بالتعامل معه عدة مرات من قبل، للحديث عن الحرب، دون توضيح تفاصيل، وقد وصل التلغراف لمكتب مدير الموساد زفي زمير في الساعة 2 ونصف صباح الخامس من أكتوبر، وتبعه مكالمة تلقاها «زمير» في منزله من رئيس قسم الاستخبارات يخبره فيها برحيل الخبراء الروس من مصر وسوريا، كانت المكالمة في ذلك التوقيت تعني أن الرجل يشعر بشيء غير طبيعي يحدث.[/size]
[size=32]«لم يذكر مدير الموساد في اجتماعه مع مدير فرع الاستخبارات أي شيء عن تلقيه تقرير من مصدر رفيع عن حرب وشيكة، المصدر اقترح لقاء ليلة 5 أكتوبر، إذا كان واثقًا من وقوع الحرب كان يمكن أن يقول قبل لقاء زمير، لكنه لم يقل، لكن في رأي المسؤولين الرفيعين، وفي ظل حالة التوتر العالية في تلك الفترة، كان من الطبيعي أن يكون المصدر يريد أن يناقش خطر الحرب»، يقول «شاليف»، وهو ما اتفق فيه «زمير» لاحقًا في التحقيقات عقب الهزيمة أن الأمر كان واضحًا أنه «تحذيرًا من الحرب».
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
صورة زمير
[/size]
[size=32]تقابل «زمير»، في الساعات الأولى من صباح 6 أكتوبر، مع المصدر الرفيع في دولة أجنبية، وحذره المصدر أن مصر وسوريا سيشنان هجومهم يوم 6 أكتوبر، المعلومة التي نقلها «زمير» سريعًا، في الثانية والنصف من صباح ذات اليوم، إلى الموساد بالشفرة، متوقعًا، كما كشف لاحقًا، أن تستدعي إسرائيل قوات الاحتياط سريعًا في يوم كيبور، حتى وإن كان المصدر لا يملك تأكيدًا للمعلومات التي قدمها، وقد قال «زمير» لمن رافقوه في رحلته: «إذا أخرج هذا الأمر الجميع في يوم كيبور ولم تقع الحرب اعثروا لي على شقة هنا».[/size]
[size=32]كانت المعلومات الواردة عن خطة الهجوم المصرية السورية تقول إن الهجوم سيبدأ ليلًا، وتحديدًا في السادسة مساءً، وقد تم توزيع تقرير تحذيري بذلك في صباح 6 أكتوبر، ولم يتلقى الموساد أي معلومة أو تقرير بأن الحرب ستبدأ في الثانية ظهرًا.[/size]
[size=32]وقد تم اتهام جهاز الموساد عقب انتهاء الحرب بتهمتين أولهم أن التحذير الاستخبراتي تم إصداره متأخرًا، فرغم تحذير الموساد للجيش الإسرائيلي بجاهزية الجيشين المصري والسوري للحرب قبل اندلاعها بـ3 أيام، إلا أن التحذير بأن القيادة المصرية العليا اتخذت قرار الحرب لم يصدر إلا 10 ساعات قبل اندلاعها.[/size]
[size=32]أما ثاني التهم التي وجهت للموساد فكان تحذيرها بأن الحرب ستبدأ في السادسة مساءً في حين بدأت الحرب 4 ساعات مبكرًا، لتكن تلك هي تفاصيل هزيمة «الموساد» الذي يبدو أنه وقع فريسة سهلة لـ«خطة الخداع الاستراتيجي».
[/size]
[size=32][/size]
[size=32]
[/size]صورة موشيه ديان ورجال الجيش الإسرائيلي يظهر عليهم وقع الصدمة مع أخبار الهزيمة[size=32]
[/size]
[size=32]
10أسرار تعرفها لأول مرة عن حرب أكتوبر 1973
ما زالت حرب أكتوبر 1973 تحمل بين طياتها الكثير من الأسرار التي لا نعلمها بعد، وكل عام يُخرج الجانبان المصري والإسرائيلي من خزائنهما الجديد والجديد، فمصر من أجل توثيق الفخر بالانتصار العظيم وإسرائيل من أجل التبرير للهزيمة.
1- الوفد السوري الذي نسق مع مصر الهجوم على إسرائيل جاء إلى الإسكندرية على متن باخرة روسية بجوازات سفر مصرية ودخلوا على أنهم سياح.
2- بينما كان الإسرائيليون يتقدمون لتسجيل أسمائهم على لوائح التجنيد في الساعة الثانية ظهرا يوم السادس من أكتوبر 1973 صدموا بفتح النيران على القوات الإسرائيلية.
3- وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان كان يؤيد حتمية عودة سيناء إلى مصر قبل الحرب.
4- رفض آريئيل شارون تنفيذ الأوامر العسكرية أثناء حرب أكتوبر وأغلق الاتصال مع الجنرال شموئيل جونين وقال له: "دعني وشأني لا يمكنني فعل شيء".
5- كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبلغ 24 عاما أثناء الحرب، وكان عائدا من الولايات المتحدة حيث يدرس، وانضم لفرقة "سيريت ميتكال" التي كانت على خط النار مع مصر، بينما كان يبلغ وزير الدفاع الحالي موشيه يعالون حينها 23 عاما، وكان جندي احتياط ولا يحب الحياة العسكرية
. 6- الرقيب محمد حسين محمود سعد كان أول شهيد على جبهة سيناء خلال حرب أكتوبر طبقا لبلاغات الوحدات القتالية على الجبهة.
7- الملازم أول معتز الشرقاوي هو من قتل الجنرال يشايهو جافيتش قائد المنطقة الجنوبية في سيناء.
8- بعد هزيمة الجيش السوري في الجولان بدأ في حرب استنزاف مع الجانب الإسرائيلي لمدة 80 يوما لتنتهي في 31 مارس 1974.
9- أثناء شهادة اللواء يسرائيل طال نائب رئيس الأركان العامة الإسرائيلية، عن حرب أكتوبر قال إنه لولا ارتكاب سوريا خطأ بدائيا فى المسرح البرى للحرب لكانت إسرائيل خسرت مرتفعات الجولان بأكملها، وإن عدم إرسال سوريا كتيبة مشاه للسيطرة على الأرض التى استعادتها كان الخطيئة الأكبر فى معركتها ضد إسرائيل.
10- اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه دايان على قادة الجيش الإسرائيلي ترك الجرحى والاستسلام والانسحاب على بعد 30 كيلو مترا من القناة
[/size]