[size=32]السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
[/size]
[/size]
[size=32](الأســــــــــــد)
[/size]
[size=32]
الأَسَـــدُ حيوان قوي ضخم، من أشهر حيوانات فصيلةالسنوريات. يخاف الناس من زئير الأسد المدوِّي، ولكنهم يعجبون بقوته ومظهره المَهِيب. يُعْرف الأسد بملِك الحيوانات وهو رمز للجمال والقوة.
يستطيع الأسد العيش في الأجواء الباردة والحرارة الشديدة، في المناطق الحضرية والسهول العشبية ومناطق الشجيرات الشوكية. تعيش الأسود حيث تجد غذاءها مثل الغزال ووحيد القرن وحمار الوحش والحيوانات ذوات الحوافر وكذلك في الأماكن التي تتوافر فيها مياه الشرب.
عاشت الأسود في العصور السابقة في أوروبا والشرق الأوسط والهند وكثير من مناطق القارة الإفريقية، إلا أن الإنسان قام بقتل الآلاف منها في هذه المناطق من أجل استخدامها أماكن استقرار جديدة. ونتيجة لذلك اختفت من الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا. وفي الوقت الحاضر يوجد 200 أسد تعيش في آسيا معظمها في غابة في الهند. ومازالت بعض الأسود موجودة في المناطق الشرقية لوسط إفريقيا وكذلك في إفريقيا الجنوبية حيث يوجد معظمها في الحدائق الوطنية وفي مناطق تعرف بالمحميَّات حيث تتم حماية الحيوانات من الصيد.
تعيش مئات الأسود أيضًا في الأُسْرِ في حدائق الحيوان في أنحاء العالم، كما تُستخدم الأسود المدرّبة ذات الأداء البارع في السّيرك.
جسم الأسد
يعتبر كل من الأسد والنَّمِر من أضخم حيوانات الفصيلة السِّنَّوْرِيَّة. وتركيبة جسم الأسد مهيأة لتمنحه القوة أكثر من السرعة. يزن الذكر مابين 160 و180كجم، وبعضها يزن حتى 230كجم. يبلغ طول معظم الذكور حوالي ثلاثة أمتار من قمة الأنف حتى طرف الذيل، بينما يبلغ ارتفاعها عند الذراع حوالي متر واحد. واللبؤة (الأنثى) أصغر من الذكر وتزن حوالي 110 إلى 140كجم، وأقصر من الذكر بحوالي 30سم.
وذكور الأُسُود هي الحيوانات الوحيدة في فصيلة السنوريات التي لها لِبْدَة، وهي شعر كثيف يغطي الرأس باستثناء الوجه، وكذلك الرقبة والأذرع والصدر. وتكسب اللبدة ذكر الأسود مظهر الضخامة والقوة ربما بأكثر من حقيقته. كما تساعد اللِّبْدَة في حماية الأسد أثناء العراك، إضافة إلى أن شعره الطويل الكثيف يبعث الخوف في نفوس أعدائه. وللذكور الصغيرة عندما تكون في عمر سنة واحدة شعر قصير حول الرأس. وتبقى اللبدة غير مكتملة حتى يبلغ الأسد الخامسة من عمره. وقد يكون لون شعر اللبدة أشقر أو بنيّاً أو أسود والغالبية لها خليط من هذه الألوان. ويزداد عمق هذه الألوان مع مرور الزمن.
يعتبر فرو الأسود نموذجيًا للاختباء، حيث لونه الأصفر البني يشبه لون الأعشاب اليابسة باستثناء الشعر خلف الأذنين. وخصلة الشعر على طرف الذيل سوداء اللون. كما للأشبال (صغار الأسود) بقع على فرائها.
تمتاز أطراف الأسد الأمامية بعضلاتها حيث تكسب الأسد القوة للانقضاض على الفريسة بطرحها أرضًا. وكفوف الأسد ضخمة بها مخالب معقوفة تساعد على الإمساك بالفريسة والتعلق بها. وفي الأوقات التي لا يلزم فيها استخدام المخالب فإنه يتم إرجاعها إلى داخل غشاء بالكف، وهذا من شأنه المحافظة على إبقاء المخالب حادة.
وللأسد 30 سنًا، وتستخدم الأنياب الأربعة الكبيرة المدببة في الإمساك بالفريسة وقتلها وتمزيق لحمها. أما أسنان الفك، التي تسمّى أيضًا القواطع، فتقوم بقطع الجلد وقطع الأوتار التي تربط عضلات لحم الفريسة بعظامها. ولا يملك الأسد أسنانًا مناسبة للمضغ ولذلك يبلع الطعام على هيئة كتل كبيرة.
يوجد العديد من نويعات الأسود. وللأسد الآسيوي فرو كثيف وشعر أكثر بروزًا على بطنه مقارنة بالأسد الإفريقي. وكذلك فإن خُصلة الشعر على نهاية ذيله أكبر وطوقه أصغر.
حياة الأسد
يعتبر الأسد أكثر حيوانات الفصيلة السنورية حبًا لحياة الجماعة. وقد يتراوح عدد القطيع بين 10 و20 أسدًا، وأحيانًا يصل العدد حتى 35. ويوجد في كل قطيع حوالي خمسة ذكور مكتملة النمو وعدد من اللبؤات والأشبال. وربما لا تبقى أفراد القطيع بعضها مع بعض بشكل دائم، فقد تصطاد بعض أسود القطيع في مكان ما وتبقى بقية القطيع في مكان آخر. وعندما يلتئم الشمل مرة أخرى يتبادل أفراده التحية عن طريق مسح الخدود.
والحياة بين قطيع الأسود الواحد آمنة. وتقضي الأسود حوالي 20 ساعة في النوم والراحة. وتلاحق الأشبال بعضها بعضًا وتتصارع من أجل التدريب واكتساب مهارات تحتاجها في حياتها عند اكتمال النمو.
وتنفض اللبؤة في بعض الأحيان ذيلها، بينما يحاول أحد الأشبال الإمساك بخصلة الشعر من طرفها، وتتغذى الأشبال بالرضاعة من أي لبؤة في القطيع، وليس بالضرورة أن تكون أمهاتها.
تسير الأسود في العادة حوالي ثمانية كيلومترات في اليوم، وإذا تناولت وجبة كبيرة فإنها تخلد للراحة لمدة 24 ساعة. وعندما تشعر بالجوع فإنها قد تمشي حتى 24كم بحثًا عن الغذاء.
العادات. يعيش كل قطيع من الأُسود في منطقة محدودة يتوافر فيها الغذاء والماء. وتعتمد مساحة هذه المنطقة على مدى وفرة الفرائس فيها. فإذا كانت الفرائس وفيرة فقد تصل مساحتها حتى 40كم²، وإذا كانت الفرائس قليلة نادرة فقد تصل مساحة هذه المنطقة حتى 260كم².
ولاتسمح الأسود للحيوانات الغريبة بالاصطياد في مناطقها. وتقوم بوساطة نشر خليط من البول والرائحة على الشجيرات بتذكير الدخلاء أن هذه المنطقة مأهولة وأن تجاهل هذا التحذير قد يكون قاتلاً.
[/size]
[size=32]
ويمكث أفراد القطيع في أسرة واحدة عدة سنوات. وقد يحدث تغيير من وقت لآخر. ويطرد الآباء جميع الذكور الشابة من منطقة القطيع وذلك عندما تبلغ أعمارها ما بين سنتين وثلاث سنوات، وتهيم بعد ذلك هذه الأشبال حتى تصل سن اكتمال النمو. وعندها تتحدى ذكور القطيع؛ فإذا كسبت التحدي فإنها ربما تحكم منطقة القطيع بما تحتويه من لبؤات، وعندما تتسلم أسود جدد زمام أمر القطيع فإنها تقتل بعض الأشبال التي تنحدر من ذكور مهزومة. وتموت الأسود في الأَسْر عند عمر يتراوح بين 20 و25 سنة.
الأشبال. عندما تبلغ اللبؤة تبدأ التزاوج مع ذكور القطيع لدى بلوغها 3 - 4 سنوات، وبعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر من النتاج (الحمل) تضع أشبالها في دغل، وتولد الأشبال ضعيفة البنية وعيونها مغلقة، ويزن الواحد منها حوالي 5,كجم. وليس للأسود عرين دائم، وتنقل الأم أشبالها من وقت لآخر من مكان إلى آخر، وتحمل الأشبال بفمها واحدًا كل مرة. وربما تقوم الضباع والفهود والأسود الأخرى بقتل الأشبال أثناء وجود الأم في الصيد بعيدًا عنها. وتتزاوج الأسود مع النمور في الأسر.
تعيش الأشبال في البداية على الحليب، وعندما يبلغ عمرها حوالي شهر ونصف الشهر تقودها الأم إلى جثة حيوان كانت قد قتلته ليكون الوجبة اللحمية الأولى لها. ولا تلد اللبؤة مرة أخرى حتى يصبح عمر الأشبال 18- 24 شهرًا وتصبح قادرة على الصيد بنفسها. وقد تتخلى الأم في بعض الأحيان عن أشبالها. وعندما يصبح الغذاء نادرًا فإن الأم تأكل وتترك أشبالها تجوع. ويبقى على قيد الحياة نصف الأشبال تقريبًا.
كيف يصيد الأسد
تضطر الأسود إلى القتل من أجل أن تعيش. وتفضل الأسود حمار الوحش الضخم وأنواعًا مختلفة من وحيد القرن والجواميس والخنازير البرية. كما أنها تتغذى بالأسماك والسلاحف ودجاج الوادي وأي شيء آخر تصطاده، كذلك تتغذى بالحيوانات التي تنفق (تموت) بسبب المرض، وقد تنزع الفريسة من التشيتا.
يعيش الأسد في بعض الأحيان حياة ولائم وتارة يعيش حياة كفاف وجوع. فربما لا يستطيع الإمساك بفريسة لمدة أسبوع ولكن بالعادة يصطاد شيئًا ليأكله كل ثلاثة إلى أربعة أيام حيث يتخم نفسه بها.
يستطيع الأسد أن يأكل 35كجم من اللحم في وجبة واحدة. يقوم الأسد بسحب الفريسة بعد قتلها إلى مكان ظليل ويمكن لأسد واحد أن يسحب حمارًا وحشيًا يزن 270كجم وهو وزن يصعب سحبه على ستة رجال. ويأكل أفراد القطيع في مجموعات ويصاحب ذلك زمجرة ودمدمة. وكل فرد يحاول الحصول على نصيب كبير من اللحم.
والإمساك بحيوان كبير ليس بالأمر السهل على الأسد حيث إن معظم الحيوانات التي يود افتراسها أسرع منه. تصل السرعة القصوى للأسد إلى 55كم في الساعة، لذلك فإنه يتحتّم على الأسد أن يفاجئ فريسته عن طريق التسلل حيث يتحرك ببطء، ويزحف على الأرض مقتربًا من الفريسة. وعندما يصبح على بعد 15 مترًا فإنه يندفع إلى الأمام ويمسك بردف الفريسة أو طرفها أو رأسها ويطرحها أرضًا، ومن ثم يقبض على حنجرة الضحية بفمه فيخنقها.
يصطاد الأسد في الغالب ليلاً؛ حيث يتمكن من مباغتة فرائسه في الظلام بشكل أسهل. ولقد حباه الله سبحانه وتعالى ما يعينه على القيام بذلك؛ حيث تمكنه عيناه الملونتان من الرؤية في الظلام وكذلك له حاستا سمع وشم قويتان. وفي بعض الأحيان تقوم مجموعة من الأسود بالصيد معًا حيث يكمن بعضها بينما يقوم بعضها الآخر بالإحاطة بالفريسة، ثم يطاردها باتجاه الأسود الكامنة بين الحشائش الطويلة. وفي العادة تترك ذكور الأسود الإناث تقوم بمهمة الاصطياد، ولكنها تقوم بقتل الفريسة بنفسها عندما تجدها، ويتعلم الأشبال الصيد من خلال مراقبة الكبار.
الأُسود والناس
صيد الأسود. عندما تتهيأ الفرصة لاتصال الناس بالأسود فإن الأسد هو الخاسر في هذه العلاقة. لقد قتل الناس الأسود في معظم مناطق آسيا وكثير من مناطق إفريقيا. تقتل الأسود البقر والماعز وبقية حيوانات المزرعة من أجل الغذاء وفي حالات نادرة تقوم بقتل الإنسان، لذلك فإن الناس يقتلون الأسود أحيانًا لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
قام الإنسان لقرون خلت باصطياد الأسود لإظهار شجاعته. وفي حوالي عام 1375 ق.م. قام تحتمس الثالث، فرعون مصر، باصطياد الأسود من على عربة بوساطة القسي والسهام. وقد قتل بهذه الطريقة 102 من الأسود. وحتى وقت قريب كان محاربو قبيلة الماساي في شرق إفريقيا يقومون باصطياد الأسود على أقدامهم.
[/size]
[size=32]
والأسد الآسيوي مهدد بالانقراض، والأسود الآسيوية هي الوحيدة التي مازالت تعيش في بيئتها الطبيعية في غابات جير بالهند. إلا أن الناس هنالك قاموا أيضًا بتدمير جزء كبير من بيئة الأسود عن طريق قطع الأشجار لاستخدامها وقودًا وفي بناء البيوت. كما أصبحت الغزلان والفرائس الطبيعية نادرة في كثير من المناطق التي تعيش فيها الأسود، مما حدا بها إلى اللجوء لافتراس الحيوانات الأليفة مثل الأبقار. وهذا جعل المزارعين لا يرغبون في وجود الأسود في مناطق زراعتهم.
وتتوفر فرصة أفضل للعيش للأسود الإفريقية، ويوجد في إفريقيا كثير من المحميات التي يمنع فيها صيد الأسود، ولكن يسمح للصائدين بصيد بعضها في مناطق معينة، بعد الحصول على تراخيص خاصة. ويقتنع كثير من الناس في الوقت الحاضر بالتقاط الصور التذكارية للأسود بدلاً من قتلها.
يحاول الأسد تجنُّب الاحتكاك بالناس ونادرًا ما يهاجمهم، إلا إذا ألحقوا به الأذى والألم. فعلى سبيل المثال يستطيع الإنسان أن يقف على بعد 12م من الأسد في غابة جير الهندية؛ حيث نادرًا ما يُلْحقُ الناس هناك الأذى بالأسود. وإذا ما استُفِزَّ الأسد وخاصة إذا جُرح فإنه يتحول إلى عدو شرس.
تدريب الأسود. احتجزت الأسود في الأَسْر منذ قرون. وقد أخذ فرعون مصر رمسيس الثاني أسدًا مدجنًا معه إلى الحرب لاعتقاده بأنه وسيلة للبركة تجلب له الحظ. كما أن القائد اليوناني إيلاجابالوس كان يقود عربة تجرها الأسود.
للأسود المدربة جاذبية محببة بالسيرك ضمن مجموعة الحيوانات البرية. كما يدرب الأسد ليقوم ببعض الحيل. كما أن المظهر العدائي للأسود يجعل منها حيوانات لافتة للنظر.
يبدأ تدريب الأسود وهي في عمر سنتين تقريبًا، ويبقى المدرب بسلام مادام ملتزمًا الحذر ولم يتلذذ بإيذاء الأسد، واضعاً نصب عينيه دائمًا أن الأسد لا يمكن أن يكون حيوانًا داجنًا بشكل كامل. ولكن للأسود أحيانًا قابلية للعدوان، حيث آذت وقتلت بعض المدربِّين أحيانًا.
كان يتم في السابق الإمساك بالأسود في البرية، ثم تحضر إلى حدائق الحيوان والسيرك. وكانت تصاد بالشباك أو الحفر الأرضية، كما يتم أحيانًا انتزاع الأشبال من أمهاتها. وفي الوقت الحاضر يولد عدد كافٍ من الأسود في الأسر للوفاء بحاجة حدائق الحيوانات والسيرك. وتضع بعض اللبؤات في حدائق الحيوان عددًا من الأشبال قد يصل إلى ثلاثة مواليد في السنة.
يتم تدجين أشبال الأسد بسهولة وصحبتها رائعة مادامت صغيرة. وعندما تكبر وتصبح ضخمة قوية فإنها تصبح مصدر خطر بحيث لا يمكن إبقاؤها في البيت. [/size]
[/size]
[size=32]
الأَسَـــدُ حيوان قوي ضخم، من أشهر حيوانات فصيلةالسنوريات. يخاف الناس من زئير الأسد المدوِّي، ولكنهم يعجبون بقوته ومظهره المَهِيب. يُعْرف الأسد بملِك الحيوانات وهو رمز للجمال والقوة.
يستطيع الأسد العيش في الأجواء الباردة والحرارة الشديدة، في المناطق الحضرية والسهول العشبية ومناطق الشجيرات الشوكية. تعيش الأسود حيث تجد غذاءها مثل الغزال ووحيد القرن وحمار الوحش والحيوانات ذوات الحوافر وكذلك في الأماكن التي تتوافر فيها مياه الشرب.
عاشت الأسود في العصور السابقة في أوروبا والشرق الأوسط والهند وكثير من مناطق القارة الإفريقية، إلا أن الإنسان قام بقتل الآلاف منها في هذه المناطق من أجل استخدامها أماكن استقرار جديدة. ونتيجة لذلك اختفت من الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا. وفي الوقت الحاضر يوجد 200 أسد تعيش في آسيا معظمها في غابة في الهند. ومازالت بعض الأسود موجودة في المناطق الشرقية لوسط إفريقيا وكذلك في إفريقيا الجنوبية حيث يوجد معظمها في الحدائق الوطنية وفي مناطق تعرف بالمحميَّات حيث تتم حماية الحيوانات من الصيد.
تعيش مئات الأسود أيضًا في الأُسْرِ في حدائق الحيوان في أنحاء العالم، كما تُستخدم الأسود المدرّبة ذات الأداء البارع في السّيرك.
جسم الأسد
يعتبر كل من الأسد والنَّمِر من أضخم حيوانات الفصيلة السِّنَّوْرِيَّة. وتركيبة جسم الأسد مهيأة لتمنحه القوة أكثر من السرعة. يزن الذكر مابين 160 و180كجم، وبعضها يزن حتى 230كجم. يبلغ طول معظم الذكور حوالي ثلاثة أمتار من قمة الأنف حتى طرف الذيل، بينما يبلغ ارتفاعها عند الذراع حوالي متر واحد. واللبؤة (الأنثى) أصغر من الذكر وتزن حوالي 110 إلى 140كجم، وأقصر من الذكر بحوالي 30سم.
وذكور الأُسُود هي الحيوانات الوحيدة في فصيلة السنوريات التي لها لِبْدَة، وهي شعر كثيف يغطي الرأس باستثناء الوجه، وكذلك الرقبة والأذرع والصدر. وتكسب اللبدة ذكر الأسود مظهر الضخامة والقوة ربما بأكثر من حقيقته. كما تساعد اللِّبْدَة في حماية الأسد أثناء العراك، إضافة إلى أن شعره الطويل الكثيف يبعث الخوف في نفوس أعدائه. وللذكور الصغيرة عندما تكون في عمر سنة واحدة شعر قصير حول الرأس. وتبقى اللبدة غير مكتملة حتى يبلغ الأسد الخامسة من عمره. وقد يكون لون شعر اللبدة أشقر أو بنيّاً أو أسود والغالبية لها خليط من هذه الألوان. ويزداد عمق هذه الألوان مع مرور الزمن.
يعتبر فرو الأسود نموذجيًا للاختباء، حيث لونه الأصفر البني يشبه لون الأعشاب اليابسة باستثناء الشعر خلف الأذنين. وخصلة الشعر على طرف الذيل سوداء اللون. كما للأشبال (صغار الأسود) بقع على فرائها.
تمتاز أطراف الأسد الأمامية بعضلاتها حيث تكسب الأسد القوة للانقضاض على الفريسة بطرحها أرضًا. وكفوف الأسد ضخمة بها مخالب معقوفة تساعد على الإمساك بالفريسة والتعلق بها. وفي الأوقات التي لا يلزم فيها استخدام المخالب فإنه يتم إرجاعها إلى داخل غشاء بالكف، وهذا من شأنه المحافظة على إبقاء المخالب حادة.
وللأسد 30 سنًا، وتستخدم الأنياب الأربعة الكبيرة المدببة في الإمساك بالفريسة وقتلها وتمزيق لحمها. أما أسنان الفك، التي تسمّى أيضًا القواطع، فتقوم بقطع الجلد وقطع الأوتار التي تربط عضلات لحم الفريسة بعظامها. ولا يملك الأسد أسنانًا مناسبة للمضغ ولذلك يبلع الطعام على هيئة كتل كبيرة.
يوجد العديد من نويعات الأسود. وللأسد الآسيوي فرو كثيف وشعر أكثر بروزًا على بطنه مقارنة بالأسد الإفريقي. وكذلك فإن خُصلة الشعر على نهاية ذيله أكبر وطوقه أصغر.
حياة الأسد
يعتبر الأسد أكثر حيوانات الفصيلة السنورية حبًا لحياة الجماعة. وقد يتراوح عدد القطيع بين 10 و20 أسدًا، وأحيانًا يصل العدد حتى 35. ويوجد في كل قطيع حوالي خمسة ذكور مكتملة النمو وعدد من اللبؤات والأشبال. وربما لا تبقى أفراد القطيع بعضها مع بعض بشكل دائم، فقد تصطاد بعض أسود القطيع في مكان ما وتبقى بقية القطيع في مكان آخر. وعندما يلتئم الشمل مرة أخرى يتبادل أفراده التحية عن طريق مسح الخدود.
والحياة بين قطيع الأسود الواحد آمنة. وتقضي الأسود حوالي 20 ساعة في النوم والراحة. وتلاحق الأشبال بعضها بعضًا وتتصارع من أجل التدريب واكتساب مهارات تحتاجها في حياتها عند اكتمال النمو.
وتنفض اللبؤة في بعض الأحيان ذيلها، بينما يحاول أحد الأشبال الإمساك بخصلة الشعر من طرفها، وتتغذى الأشبال بالرضاعة من أي لبؤة في القطيع، وليس بالضرورة أن تكون أمهاتها.
تسير الأسود في العادة حوالي ثمانية كيلومترات في اليوم، وإذا تناولت وجبة كبيرة فإنها تخلد للراحة لمدة 24 ساعة. وعندما تشعر بالجوع فإنها قد تمشي حتى 24كم بحثًا عن الغذاء.
العادات. يعيش كل قطيع من الأُسود في منطقة محدودة يتوافر فيها الغذاء والماء. وتعتمد مساحة هذه المنطقة على مدى وفرة الفرائس فيها. فإذا كانت الفرائس وفيرة فقد تصل مساحتها حتى 40كم²، وإذا كانت الفرائس قليلة نادرة فقد تصل مساحة هذه المنطقة حتى 260كم².
ولاتسمح الأسود للحيوانات الغريبة بالاصطياد في مناطقها. وتقوم بوساطة نشر خليط من البول والرائحة على الشجيرات بتذكير الدخلاء أن هذه المنطقة مأهولة وأن تجاهل هذا التحذير قد يكون قاتلاً.
[/size]
[size=32]
ويمكث أفراد القطيع في أسرة واحدة عدة سنوات. وقد يحدث تغيير من وقت لآخر. ويطرد الآباء جميع الذكور الشابة من منطقة القطيع وذلك عندما تبلغ أعمارها ما بين سنتين وثلاث سنوات، وتهيم بعد ذلك هذه الأشبال حتى تصل سن اكتمال النمو. وعندها تتحدى ذكور القطيع؛ فإذا كسبت التحدي فإنها ربما تحكم منطقة القطيع بما تحتويه من لبؤات، وعندما تتسلم أسود جدد زمام أمر القطيع فإنها تقتل بعض الأشبال التي تنحدر من ذكور مهزومة. وتموت الأسود في الأَسْر عند عمر يتراوح بين 20 و25 سنة.
الأشبال. عندما تبلغ اللبؤة تبدأ التزاوج مع ذكور القطيع لدى بلوغها 3 - 4 سنوات، وبعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر من النتاج (الحمل) تضع أشبالها في دغل، وتولد الأشبال ضعيفة البنية وعيونها مغلقة، ويزن الواحد منها حوالي 5,كجم. وليس للأسود عرين دائم، وتنقل الأم أشبالها من وقت لآخر من مكان إلى آخر، وتحمل الأشبال بفمها واحدًا كل مرة. وربما تقوم الضباع والفهود والأسود الأخرى بقتل الأشبال أثناء وجود الأم في الصيد بعيدًا عنها. وتتزاوج الأسود مع النمور في الأسر.
تعيش الأشبال في البداية على الحليب، وعندما يبلغ عمرها حوالي شهر ونصف الشهر تقودها الأم إلى جثة حيوان كانت قد قتلته ليكون الوجبة اللحمية الأولى لها. ولا تلد اللبؤة مرة أخرى حتى يصبح عمر الأشبال 18- 24 شهرًا وتصبح قادرة على الصيد بنفسها. وقد تتخلى الأم في بعض الأحيان عن أشبالها. وعندما يصبح الغذاء نادرًا فإن الأم تأكل وتترك أشبالها تجوع. ويبقى على قيد الحياة نصف الأشبال تقريبًا.
كيف يصيد الأسد
تضطر الأسود إلى القتل من أجل أن تعيش. وتفضل الأسود حمار الوحش الضخم وأنواعًا مختلفة من وحيد القرن والجواميس والخنازير البرية. كما أنها تتغذى بالأسماك والسلاحف ودجاج الوادي وأي شيء آخر تصطاده، كذلك تتغذى بالحيوانات التي تنفق (تموت) بسبب المرض، وقد تنزع الفريسة من التشيتا.
يعيش الأسد في بعض الأحيان حياة ولائم وتارة يعيش حياة كفاف وجوع. فربما لا يستطيع الإمساك بفريسة لمدة أسبوع ولكن بالعادة يصطاد شيئًا ليأكله كل ثلاثة إلى أربعة أيام حيث يتخم نفسه بها.
يستطيع الأسد أن يأكل 35كجم من اللحم في وجبة واحدة. يقوم الأسد بسحب الفريسة بعد قتلها إلى مكان ظليل ويمكن لأسد واحد أن يسحب حمارًا وحشيًا يزن 270كجم وهو وزن يصعب سحبه على ستة رجال. ويأكل أفراد القطيع في مجموعات ويصاحب ذلك زمجرة ودمدمة. وكل فرد يحاول الحصول على نصيب كبير من اللحم.
والإمساك بحيوان كبير ليس بالأمر السهل على الأسد حيث إن معظم الحيوانات التي يود افتراسها أسرع منه. تصل السرعة القصوى للأسد إلى 55كم في الساعة، لذلك فإنه يتحتّم على الأسد أن يفاجئ فريسته عن طريق التسلل حيث يتحرك ببطء، ويزحف على الأرض مقتربًا من الفريسة. وعندما يصبح على بعد 15 مترًا فإنه يندفع إلى الأمام ويمسك بردف الفريسة أو طرفها أو رأسها ويطرحها أرضًا، ومن ثم يقبض على حنجرة الضحية بفمه فيخنقها.
يصطاد الأسد في الغالب ليلاً؛ حيث يتمكن من مباغتة فرائسه في الظلام بشكل أسهل. ولقد حباه الله سبحانه وتعالى ما يعينه على القيام بذلك؛ حيث تمكنه عيناه الملونتان من الرؤية في الظلام وكذلك له حاستا سمع وشم قويتان. وفي بعض الأحيان تقوم مجموعة من الأسود بالصيد معًا حيث يكمن بعضها بينما يقوم بعضها الآخر بالإحاطة بالفريسة، ثم يطاردها باتجاه الأسود الكامنة بين الحشائش الطويلة. وفي العادة تترك ذكور الأسود الإناث تقوم بمهمة الاصطياد، ولكنها تقوم بقتل الفريسة بنفسها عندما تجدها، ويتعلم الأشبال الصيد من خلال مراقبة الكبار.
الأُسود والناس
صيد الأسود. عندما تتهيأ الفرصة لاتصال الناس بالأسود فإن الأسد هو الخاسر في هذه العلاقة. لقد قتل الناس الأسود في معظم مناطق آسيا وكثير من مناطق إفريقيا. تقتل الأسود البقر والماعز وبقية حيوانات المزرعة من أجل الغذاء وفي حالات نادرة تقوم بقتل الإنسان، لذلك فإن الناس يقتلون الأسود أحيانًا لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
قام الإنسان لقرون خلت باصطياد الأسود لإظهار شجاعته. وفي حوالي عام 1375 ق.م. قام تحتمس الثالث، فرعون مصر، باصطياد الأسود من على عربة بوساطة القسي والسهام. وقد قتل بهذه الطريقة 102 من الأسود. وحتى وقت قريب كان محاربو قبيلة الماساي في شرق إفريقيا يقومون باصطياد الأسود على أقدامهم.
[/size]
[size=32]
والأسد الآسيوي مهدد بالانقراض، والأسود الآسيوية هي الوحيدة التي مازالت تعيش في بيئتها الطبيعية في غابات جير بالهند. إلا أن الناس هنالك قاموا أيضًا بتدمير جزء كبير من بيئة الأسود عن طريق قطع الأشجار لاستخدامها وقودًا وفي بناء البيوت. كما أصبحت الغزلان والفرائس الطبيعية نادرة في كثير من المناطق التي تعيش فيها الأسود، مما حدا بها إلى اللجوء لافتراس الحيوانات الأليفة مثل الأبقار. وهذا جعل المزارعين لا يرغبون في وجود الأسود في مناطق زراعتهم.
وتتوفر فرصة أفضل للعيش للأسود الإفريقية، ويوجد في إفريقيا كثير من المحميات التي يمنع فيها صيد الأسود، ولكن يسمح للصائدين بصيد بعضها في مناطق معينة، بعد الحصول على تراخيص خاصة. ويقتنع كثير من الناس في الوقت الحاضر بالتقاط الصور التذكارية للأسود بدلاً من قتلها.
يحاول الأسد تجنُّب الاحتكاك بالناس ونادرًا ما يهاجمهم، إلا إذا ألحقوا به الأذى والألم. فعلى سبيل المثال يستطيع الإنسان أن يقف على بعد 12م من الأسد في غابة جير الهندية؛ حيث نادرًا ما يُلْحقُ الناس هناك الأذى بالأسود. وإذا ما استُفِزَّ الأسد وخاصة إذا جُرح فإنه يتحول إلى عدو شرس.
تدريب الأسود. احتجزت الأسود في الأَسْر منذ قرون. وقد أخذ فرعون مصر رمسيس الثاني أسدًا مدجنًا معه إلى الحرب لاعتقاده بأنه وسيلة للبركة تجلب له الحظ. كما أن القائد اليوناني إيلاجابالوس كان يقود عربة تجرها الأسود.
للأسود المدربة جاذبية محببة بالسيرك ضمن مجموعة الحيوانات البرية. كما يدرب الأسد ليقوم ببعض الحيل. كما أن المظهر العدائي للأسود يجعل منها حيوانات لافتة للنظر.
يبدأ تدريب الأسود وهي في عمر سنتين تقريبًا، ويبقى المدرب بسلام مادام ملتزمًا الحذر ولم يتلذذ بإيذاء الأسد، واضعاً نصب عينيه دائمًا أن الأسد لا يمكن أن يكون حيوانًا داجنًا بشكل كامل. ولكن للأسود أحيانًا قابلية للعدوان، حيث آذت وقتلت بعض المدربِّين أحيانًا.
كان يتم في السابق الإمساك بالأسود في البرية، ثم تحضر إلى حدائق الحيوان والسيرك. وكانت تصاد بالشباك أو الحفر الأرضية، كما يتم أحيانًا انتزاع الأشبال من أمهاتها. وفي الوقت الحاضر يولد عدد كافٍ من الأسود في الأسر للوفاء بحاجة حدائق الحيوانات والسيرك. وتضع بعض اللبؤات في حدائق الحيوان عددًا من الأشبال قد يصل إلى ثلاثة مواليد في السنة.
يتم تدجين أشبال الأسد بسهولة وصحبتها رائعة مادامت صغيرة. وعندما تكبر وتصبح ضخمة قوية فإنها تصبح مصدر خطر بحيث لا يمكن إبقاؤها في البيت. [/size]
[size=32] [/size]
[size=32][/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32] [/size]
[size=32]الـقــــــــــــرش
[/size]
[size=32]
القرش سمكة لاحمة، وأكثر حيوانات البحر إرعابًا. وقد صنف العلماء نحو 350 نوعًا من هذه الأسماك. تعيش هذه الأسماك في المحيطات في كل مكان بالعالم، لكنها أكثر شيوعا في البحار الدافئة.
تختلف أسماك القرش اختلافًا كبيرًا في الحجم والعادات. فأسماك القرش الحوتية ـ وهي أضخم أنواع القرش وأضخم الأسماك جميعها ـ قد تنمو لتصل إلى12م طولاً، وربما تزن أكثر من 14طنًا متريًا أي أكثر من ضعفي وزن الفيل الإفريقي. أما أصغر أسماك القرش فقد يصل طوله إلى 13سم فقط، ووزنه حوالي 28جم. وتعيش بعض أنواع أسماك القرش في أعماق المحيط، بينما يوجد بعضها الآخر قريبًا من السطح. وتعيش بعض الأنواع في المياه الساحلية، بينما يبقى بعضها الآخر بعيدًا في أعماق البحر. ويدخل قليل من الأنواع إلى الأنهار والبحيرات ذات المنافذ إلى البحر.
وكل أسماك القرش لاحمة (آكلة للحوم)، ويأكل معظمها الأسماك الحية بما فيها أسماك القرش الأخرى. وحقيقة فإن العدو الطبيعي الشائع للقرش هو قرش أكبر. تأكل معظم أسماك القرش فريستها كاملة أو تقطعها قطعًا كبيرة من اللحم. وتسحق بعض أسماك القرش فريستها، بينما ينتزع بعضها الآخر قطعًا صغيرة من اللحم من الأسماك الكبيرة. كذلك تتغذى أسماك القرش بالحيوانات الميتة أو المحتضرة.
ولأسماك القرش شهرة في مهاجمتها للإنسان، ولكن يسجل أقل من 100 هجوم بوساطة سمكة القرش سنويًا في مختلف بقاع العالم.
جسم القرش
الجسم. تختلف أسماك القرش من نواٍح عدة عن معظم أنواع الأسماك الأخرى. فعلى سبيل المثال، لأسماك القرش هيكل غير عظمي من مادة قوية مرنة تُسمى الغضروف. ولمعظم أنواع أسماك القرش جسم مدوّر، يشبه إلى حد ما الطوربيد. ويساعده ذلك الشكل الانسيابي في السباحة. وللقروش الملائكية التي تعيش قريبًا من قاع المحيط جسم مسطح مشابه لأسماك الوزنك وأسماك الشّـفنين البحري.
ولأسماك القرش عدد أقل من الصغار في الوقت الواحد مقارنة بمعظم الأسماك، وقد يفقس بيض بعض الأنواع دفعة واحدة نحو ستين صغيرًا أو أكثر، لكن معظمها ينتج عددًا أقل من ذلك بكثير. ولا يعتني الأبوان بصغارهما لدرجة أنهما ربما يأكلان كل هذه المجموعة.
ويخصب بيض القرش في جسم الأنثى مختلفًا بذلك عن معظم الأسماك، ولذكر القرش عضوان يسميان المشيك، يطلقان السائل المنوي إلى داخل الأنثى لإخصاب البيض. ويفقس البيض داخل الأنثى في معظم أنواع أسماك القرش، وتولد الصغار ولادة، وهناك على الأقل 40 نوعًا تضع بيضها خارج جسمها.
الذيل والزعانف. تستطيع أسماك القرش التحرك بسرعة وعنف عندما تُستثار. وقد سجّل العلماء سرعة القرش الأزرق عند اندفاعه بسرعة فوجدوها تبلغ 69كم في الساعة. ولأسرع أسماك القرش ذيل هلالي الشكل يمدّها بالقوة للسباحة. وعادة مايكون الجزء الأعلى من الذيل أطول من الجزء الأسفل. وتساعد الزعانف الصدرية (الجانبية) المتصلبة في رفع مقدمة الجسم والمحافظة على توازنه. ولمعظم الأسماك مثانة عوم، وهي عضو مليء بالغاز يساعدها في البقاء على عمق معين بدون غرق. ولكن أسماك القرش ليس لها ذلك العضو. وعوضت عنه بكبد كبير مليء بالزيت. وهذا الزيت أخف من الماء مما يحفظ القرش من الغرق. ورغم ذلك يتحتم على أسماك القرش العوم باستمرار حتى لا تغرق.
الأسنان والقشور (الحراشف). يوجد فم القرش على الجانب الأسفل للرأس في كل الأنواع ما عدا القرش الملائكي، وقرش الفم الضخم، وقرش الحوت، وقرش وبيغونغ، حيث يوجد الفم في مقدمة الرأس. وللقرش صفوف عدّة من الأسنان. وتحل الأسنان الجديدة محل صفوف الأسنان القديمة تدريجيًا، غالبًا كل أسبوع إلى أسبوعين. ولبعض أنواع أسماك القرش أسنان طاحنة تشبه الضروس، بينما لبعضها الآخر أسنان قاطعة تشبه موسى الحلاقة، ولبعضها الثالث أسنان مدببة. ويعتقد بعض الناس أنه من الضروري لأسماك القرش السباحة على ظهورها عندما تعض، وهذا ليس صحيحًا.
تغطي جسم القرش قشور (حراشف) صغيرة تشبه الأسنان وهذه الحراشف قرصية الشكل مما يجعل جلد القرش خشنًا جدًا. ويسمى الجلد الجاف للقرش الشَّـغرين وكان يستعمل كورق صنفرة.
الخياشيم. تحصل أسماك القرش على الأكسجين من الماء عن طريق الخياشيم كما تفعل الأسماك الأخرى. ولايوجد بأسماك القرش غطاء خيشومي، وهو صفيحة عظمية تقي الخياشيم في معظم الأسماك. لقد استعاضت أسماك القرش بخمسة إلى سبعة شقوق طويلة في الجلد على جانبي الرأس، ويمر الماء خارجًا من هذه الشقوق بعد امتصاص الأكسجين منه بوساطة الخياشيم.
ولاتستطيع معظم أسماك القرش ضخ الماء على خياشيمها كما تفعل أغلب الأسماك. وتسبح أسماك القرش بصورة مستديمة حتى يدخل الماء إلى فمها ويمر فوق خياشيمها، وتُعرف هذه الطريقة في دفع الماء باسم التهوية النفاثة المضغوطة.
الحواس. لأسماك القرش حواس حادّة تعينها على المنافسة بنجاح مع فريستها. فلها سمع ممتاز على الرغم من أنه منحصر في الأصوات منخفضة الطبقة. وتستطيع أسماك القرش التعرف على أماكن فريستها بأصواتها. ويعتقد بعض العلماء أن الخط الجانبي للقرش يعيّن أكثر طبقات الأصوات انخفاضًا. ويعتبر الخط الجانبي نظاما حسيًّا لقنوات مملوءة بالسائل تجري على جانبي جسم القرش من رأسه حتى ذيله. وبمقدور هذا الخط الجانبي استكشاف حركة المياه.
ولأسماك القرش عيون فائقة الحساسية وقادرة على الرؤية بوضوح في الضوء الخافت، بل ولهذه الأسماك أيضا قدرات بدائية لتمييز الألوان، ومع ذلك، ربما لاتستطيع أسماك القرش رؤية كثير من التفاصيل بوضوح. وقد سميت أسماك القرش أنوفًا سابحة، واعْتُقِد ذات مرة أن أسماك القرش تعتمد أساسًا على حاسة الشم لاصطياد فريستها، ومع ذلك، لاتوجد إلا قرائن قليلة على وجود حاسة خاصة للروائح في أسماك القرش.
تستطيع أسماك القرش ـ بدرجة لاتصدق ـ استكشاف المجالات الكهربائية الصغيرة. ولرأس القرش عدد كبير من المسام الصغيرة التي تنتهي بنظام معقد من الأنابيب الحسية، المسماة قارورة لورينزيني، وهي أنابيب حساسة بالمجالات الكهربائية. وتستطيع أسماك القرش صيد الأسماك بعد تحديد موقعها عن طريق إدراك المجال الكهربائي الصغير المنتج بوساطة خياشيمها. ويبدو أن أسماك القرش أيضا تستعمل إدراكها الكهربائي في الملاحة والهجرة.
أنواع أسماك القرش
[/size]
[size=32]
تتبع أسماك القرش مجموعة الأسماك المعروفة باسم صفيحية الخيشوم، وهي من الغضروفيات، ومنها الورنك والشّفنين البحري. ولايعرف العلماء تماما كم عدد أنواع أسماك القرش في هذه المجموعة، وكثيرًا ما يعيّنون أنواعًا جديدة، ولكنهم أحيانا يكتشفون أن نوعين اعتُبرا مختلفين في الماضي هما في الواقع نوع واحد. ويصف هذا الجزء من البحث بعض أسماك القرش المعروفة تماما.
أسماك القرش المستدفئة. طولها 9م، وتعيش في المياه المدارية وشبه المدارية والمعتدلة، وتأكل فقط العوالق المائية. ومن عادة هذه أسماك القرش السباحة البطيئة على سطح الماء كأنها تستلقي في الشمس لتُدفئ نفسها، ولكنها في الواقع تصفي العوالق من سطح الماء.
القرش الثور. تستطيع هذه الأنواع من أسماك القرش الحياة في المياه العذبة، ومن عاداتها دخول الأنهار الصابّة في البحر. ولهذا السبب، فقد صيدت قروش الثور في نهر الأمازون بالبرازيل، وفي نهر الجانج بالهند، وفي نهر المسيسيبي بالولايات المتحدة. كما وجدت أيضا في بحيرة نيكاراجوا العذبة بنيكاراجوا.
قرش أبو مطرقة.
[/size]
[size=32]
يشمل هذا النوع من أسماك القرش عددًا من الأنواع المتماثلة وتعتبر من أكثر أنواع أسماك القرش غرابة في منظرها. فلها رأس مسطحة تشبه في معظم الأنواع رأس المطرقة، وتقع عيونها وثقوب أنوفها عند نهايتي المطرقة. يزيد طول أكبر هذه الأسماك وأضخمها عن 6م قليلاً. ويعيش القرش أبو مطرقة في المياه المدارية الضحلة، والمياه الدافئة المعتدلة، ويهاجم الناس.
القرش الذئب. من أسماك القرش السريعة والقوية، وتعتبر واحدة من أشد أنواع أسماك القرش مراسًا. وحينما يُصاد هذا القرش يقاوم بالقفز عاليا في الهواء. يعيش القرش الذئب في المياه الاستوائية والدافئة المعتدلة. وربما يصل طوله إلى 3,5م، ويتغذى بالأسماك مثل المياس والرنجة والماكريل وأبي سيف. وقد هاجمت أسماك القرش من هذا النوع قوارب الصيد الصغيرة كما هاجمت السباحين.
أسماك القرش الحاضنة (النيرس). وهي أسماك بطيئة الحركة قد يصل طولها إلى 4,5م. وتعيش بين صخور المياه المدارية وشبه المدارية الضحلة. وعلى عكس معظم أنواع أسماك القرش الأخرى فإن أسماك القرش الحاضنة تستطيع ضخ الماء على خياشيمها؛ ولذا، فهي ليست بحاجة للسباحة باستمرار، وكثيرًا ماتستلقي بدون حراك على قاع البحر. وتأكل أسماك القرش الحاضنة الأسماك القاطنة في القاع مثل سرطان البحر، والكركند، وقنافذ البحر، والروبيان. وقد هاجمت هذه أسماك القرش الناس وسبب هذا الهجوم غالبًا أن الضحايا جذبوا بكل حمق القرش الحاضن الساكن من ذيله.
القرش الثعلب (الدّرّاس). هذه أسماك القرش أسماك طويلة الذيل تعوم بمحاذاة السطح، وتوجد في المياه شبه المدارية وهي تنمو لطول 6م، ونصفها ذيل. تستعمل هذه الأنواع من أسماك القرش ذيلها الطويل لجمع الأسماك في أسراب لغذائها، ثم صعقها قبل أكلها. ولم يُعرف عن أي قرش من هذا النوع أنه هاجم إنسانًا من قبل.
أسماك قرش الوبيغونغ. هي من أسماك القرش التي تعيش في المياه الضحلة الشاطئية لأستراليا. وغالبًا ماتوجد في كهوف أو فجوات بالحواجز المرجانية. ولأسماك القرش هذه رأس عريض مسطح وفم تحيط به زوائد لحمية تشبه الشراريب. والجسم عمومًا بني اللون مع نقط وخطوط ذات حواف باهته. وتنمو أسماك القرش هذه لتصل إلى أكثر من 3م طولاً، وهي خطرة عند إثارتها.
قرش الحوت. رغم حجمها الضخم فإن أسماك القرش هذه تأكل فقط العوالق المائية والأسماك الصغيرة، ولذا فهي غير مؤذية للإنسان وتعيش في المياه المدارية.
أسماك القرش البيضاء. تُعتبر ضمن أسماك القرش الأكثر خطورة. وتصل إلى 6,5م طولاً، وتعيش في المياه المعتدلة الباردة وفي المياه المدارية. تسبح أسماك القرش البيـضاء بقوة، وتفترس الحيوانات الكبيرة مثل أسود البحر وأسماك التونة وأسماك القرش الأخرى. وقد هاجمت الإنسان وحتى قوارب صيد الأسماك.
[/size]
سمك القرش الابيض
سمك القرش الابيض
سمك القرش الابيض
[size=32]
[/size]
[size=32]
أسماك القرش الرقطاء. أسماك قرش ذات طبيعة عدوانية تعيش في بحار المناطق المدارية وشبه المدارية. وقد اكتسبت اسمها من الخطوط السوداء على جسمها، على الرغم من أن كبارها ليست مخططة في العادة. ولهذا النوع من أسماك القرش ذيول واضحة تمامًا منجلية الشكل. وتنمو لأكثر من خمسة أمتار طولاً، وتزن حتى 800كجم. وتتغذى أسماك القرش الرقطاء بفرائس متنوعة تشمل الدلفين، وسلاحف البحر، والأسماك، وسرطان البحر، وتهاجم الإنسان كثيرًا.
[/size][size=32]أسماك القرش والناس
هجمات أسماك القرش. يوجد حوالي 350 نوعًا من أسماك القرش، ويمثل سُبعها فقط خطرًا أساسيًا على الإنسان. ومعظم هجمات القرش لاينتج عنها موت أو أذى خطير، لكن على السباحين اتخاذ الحذر تمامًا في المناطق المعروفة بوجود أسماك القرش.
[/size]
[size=32]
كان الناس يعتقدون أن أسماك القرش تأكل باستمرار وتهاجم أي إنسان مباشرة، وعرف العلماء بمرور الزمن أن بعض أنواع أسماك القرش تبقى لأيام أو أسابيع بلا طعام، ويحتمل أن تتغذى أثناء تلك الفترة بالدهن المخزون في كبدها.
ولا يعرف العلماء لم تهاجم أسماك القرش الناس أحيانًا، وتتركهم أحيانًا أخرى، وتشمل القواعد العامة للسباحة في مياه تغزوها أسماك القرش الآتي: 1- لاتسبح ولا تغطس إطلاقا بمفردك. 2- لاتسبح ولاتغطس إطلاقا وبك جرح مفتوح، فالدم يجذب أسماك القرش. 3- لاتسبح ولاتغطس إطلاقا بالليل أو في مياه قذرة، حيث الفرصة قليلة لتحديد موقع القرش. 4- اترك الماء فورًا إذا رأيت قرشا. اسبح بهدوء تماما لأن حركات جسمك أثناء السباحة ربما تجذب القرش. 5- لاتجذب ولاتجرح إطلاقًا أي قرش حتى الصغير وإن بدا غير مؤذ.
[/size]
[size=32]
كيف يستعمل الناس القرش. يصيد بحارة سفن الصيد التجارية أسماك القرش أساسا من أجل جلودها وزعانفها ولحمها، فبعد نزع الحراشف (القشور) من جلد القرش يمكن تصنيعه جلدًا فاخرًا. كما يصنع الصينيون من زعانف القرش حساءً رائجًا وغالي الثمن.
يأكل أناس من مختلف أنحاء العالم لحم كثير من أنواع أسماك القرش. ففي بريطانيا مثلا، تُستعمل مجموعة صغيرة من أسماك القرش تعرف باسم سمك الكلب بكثرة في إعداد شرائح السمك، وشرائح البطاطس المقلية، وهذه السمكة تعرف باسم السالمون الصخري، ويحتوي زيت بعض أنواع أسماك القرش على كمية كبيرة من فيتامين أ. وحتى أواخر الأربعينيات من القرن العشرين كان زيت كبد الحوت هو المصدر الأساسي لفيتامين أ.
ومنذ أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، استخدمت أسماك القرش بكثرة في البحث العلمي. واهتم الباحثون الطبيون بالذات بحقيقة أن أسماك القرش لم يسبق إصابتها بورم سرطاني، ويأملون اكتشاف ما يحمي أسماك القرش من هذا المرض. [/size]
[/size]
[size=32]
القرش سمكة لاحمة، وأكثر حيوانات البحر إرعابًا. وقد صنف العلماء نحو 350 نوعًا من هذه الأسماك. تعيش هذه الأسماك في المحيطات في كل مكان بالعالم، لكنها أكثر شيوعا في البحار الدافئة.
تختلف أسماك القرش اختلافًا كبيرًا في الحجم والعادات. فأسماك القرش الحوتية ـ وهي أضخم أنواع القرش وأضخم الأسماك جميعها ـ قد تنمو لتصل إلى12م طولاً، وربما تزن أكثر من 14طنًا متريًا أي أكثر من ضعفي وزن الفيل الإفريقي. أما أصغر أسماك القرش فقد يصل طوله إلى 13سم فقط، ووزنه حوالي 28جم. وتعيش بعض أنواع أسماك القرش في أعماق المحيط، بينما يوجد بعضها الآخر قريبًا من السطح. وتعيش بعض الأنواع في المياه الساحلية، بينما يبقى بعضها الآخر بعيدًا في أعماق البحر. ويدخل قليل من الأنواع إلى الأنهار والبحيرات ذات المنافذ إلى البحر.
وكل أسماك القرش لاحمة (آكلة للحوم)، ويأكل معظمها الأسماك الحية بما فيها أسماك القرش الأخرى. وحقيقة فإن العدو الطبيعي الشائع للقرش هو قرش أكبر. تأكل معظم أسماك القرش فريستها كاملة أو تقطعها قطعًا كبيرة من اللحم. وتسحق بعض أسماك القرش فريستها، بينما ينتزع بعضها الآخر قطعًا صغيرة من اللحم من الأسماك الكبيرة. كذلك تتغذى أسماك القرش بالحيوانات الميتة أو المحتضرة.
ولأسماك القرش شهرة في مهاجمتها للإنسان، ولكن يسجل أقل من 100 هجوم بوساطة سمكة القرش سنويًا في مختلف بقاع العالم.
جسم القرش
الجسم. تختلف أسماك القرش من نواٍح عدة عن معظم أنواع الأسماك الأخرى. فعلى سبيل المثال، لأسماك القرش هيكل غير عظمي من مادة قوية مرنة تُسمى الغضروف. ولمعظم أنواع أسماك القرش جسم مدوّر، يشبه إلى حد ما الطوربيد. ويساعده ذلك الشكل الانسيابي في السباحة. وللقروش الملائكية التي تعيش قريبًا من قاع المحيط جسم مسطح مشابه لأسماك الوزنك وأسماك الشّـفنين البحري.
ولأسماك القرش عدد أقل من الصغار في الوقت الواحد مقارنة بمعظم الأسماك، وقد يفقس بيض بعض الأنواع دفعة واحدة نحو ستين صغيرًا أو أكثر، لكن معظمها ينتج عددًا أقل من ذلك بكثير. ولا يعتني الأبوان بصغارهما لدرجة أنهما ربما يأكلان كل هذه المجموعة.
ويخصب بيض القرش في جسم الأنثى مختلفًا بذلك عن معظم الأسماك، ولذكر القرش عضوان يسميان المشيك، يطلقان السائل المنوي إلى داخل الأنثى لإخصاب البيض. ويفقس البيض داخل الأنثى في معظم أنواع أسماك القرش، وتولد الصغار ولادة، وهناك على الأقل 40 نوعًا تضع بيضها خارج جسمها.
الذيل والزعانف. تستطيع أسماك القرش التحرك بسرعة وعنف عندما تُستثار. وقد سجّل العلماء سرعة القرش الأزرق عند اندفاعه بسرعة فوجدوها تبلغ 69كم في الساعة. ولأسرع أسماك القرش ذيل هلالي الشكل يمدّها بالقوة للسباحة. وعادة مايكون الجزء الأعلى من الذيل أطول من الجزء الأسفل. وتساعد الزعانف الصدرية (الجانبية) المتصلبة في رفع مقدمة الجسم والمحافظة على توازنه. ولمعظم الأسماك مثانة عوم، وهي عضو مليء بالغاز يساعدها في البقاء على عمق معين بدون غرق. ولكن أسماك القرش ليس لها ذلك العضو. وعوضت عنه بكبد كبير مليء بالزيت. وهذا الزيت أخف من الماء مما يحفظ القرش من الغرق. ورغم ذلك يتحتم على أسماك القرش العوم باستمرار حتى لا تغرق.
الأسنان والقشور (الحراشف). يوجد فم القرش على الجانب الأسفل للرأس في كل الأنواع ما عدا القرش الملائكي، وقرش الفم الضخم، وقرش الحوت، وقرش وبيغونغ، حيث يوجد الفم في مقدمة الرأس. وللقرش صفوف عدّة من الأسنان. وتحل الأسنان الجديدة محل صفوف الأسنان القديمة تدريجيًا، غالبًا كل أسبوع إلى أسبوعين. ولبعض أنواع أسماك القرش أسنان طاحنة تشبه الضروس، بينما لبعضها الآخر أسنان قاطعة تشبه موسى الحلاقة، ولبعضها الثالث أسنان مدببة. ويعتقد بعض الناس أنه من الضروري لأسماك القرش السباحة على ظهورها عندما تعض، وهذا ليس صحيحًا.
تغطي جسم القرش قشور (حراشف) صغيرة تشبه الأسنان وهذه الحراشف قرصية الشكل مما يجعل جلد القرش خشنًا جدًا. ويسمى الجلد الجاف للقرش الشَّـغرين وكان يستعمل كورق صنفرة.
الخياشيم. تحصل أسماك القرش على الأكسجين من الماء عن طريق الخياشيم كما تفعل الأسماك الأخرى. ولايوجد بأسماك القرش غطاء خيشومي، وهو صفيحة عظمية تقي الخياشيم في معظم الأسماك. لقد استعاضت أسماك القرش بخمسة إلى سبعة شقوق طويلة في الجلد على جانبي الرأس، ويمر الماء خارجًا من هذه الشقوق بعد امتصاص الأكسجين منه بوساطة الخياشيم.
ولاتستطيع معظم أسماك القرش ضخ الماء على خياشيمها كما تفعل أغلب الأسماك. وتسبح أسماك القرش بصورة مستديمة حتى يدخل الماء إلى فمها ويمر فوق خياشيمها، وتُعرف هذه الطريقة في دفع الماء باسم التهوية النفاثة المضغوطة.
الحواس. لأسماك القرش حواس حادّة تعينها على المنافسة بنجاح مع فريستها. فلها سمع ممتاز على الرغم من أنه منحصر في الأصوات منخفضة الطبقة. وتستطيع أسماك القرش التعرف على أماكن فريستها بأصواتها. ويعتقد بعض العلماء أن الخط الجانبي للقرش يعيّن أكثر طبقات الأصوات انخفاضًا. ويعتبر الخط الجانبي نظاما حسيًّا لقنوات مملوءة بالسائل تجري على جانبي جسم القرش من رأسه حتى ذيله. وبمقدور هذا الخط الجانبي استكشاف حركة المياه.
ولأسماك القرش عيون فائقة الحساسية وقادرة على الرؤية بوضوح في الضوء الخافت، بل ولهذه الأسماك أيضا قدرات بدائية لتمييز الألوان، ومع ذلك، ربما لاتستطيع أسماك القرش رؤية كثير من التفاصيل بوضوح. وقد سميت أسماك القرش أنوفًا سابحة، واعْتُقِد ذات مرة أن أسماك القرش تعتمد أساسًا على حاسة الشم لاصطياد فريستها، ومع ذلك، لاتوجد إلا قرائن قليلة على وجود حاسة خاصة للروائح في أسماك القرش.
تستطيع أسماك القرش ـ بدرجة لاتصدق ـ استكشاف المجالات الكهربائية الصغيرة. ولرأس القرش عدد كبير من المسام الصغيرة التي تنتهي بنظام معقد من الأنابيب الحسية، المسماة قارورة لورينزيني، وهي أنابيب حساسة بالمجالات الكهربائية. وتستطيع أسماك القرش صيد الأسماك بعد تحديد موقعها عن طريق إدراك المجال الكهربائي الصغير المنتج بوساطة خياشيمها. ويبدو أن أسماك القرش أيضا تستعمل إدراكها الكهربائي في الملاحة والهجرة.
أنواع أسماك القرش
[/size]
[size=32]
تتبع أسماك القرش مجموعة الأسماك المعروفة باسم صفيحية الخيشوم، وهي من الغضروفيات، ومنها الورنك والشّفنين البحري. ولايعرف العلماء تماما كم عدد أنواع أسماك القرش في هذه المجموعة، وكثيرًا ما يعيّنون أنواعًا جديدة، ولكنهم أحيانا يكتشفون أن نوعين اعتُبرا مختلفين في الماضي هما في الواقع نوع واحد. ويصف هذا الجزء من البحث بعض أسماك القرش المعروفة تماما.
أسماك القرش المستدفئة. طولها 9م، وتعيش في المياه المدارية وشبه المدارية والمعتدلة، وتأكل فقط العوالق المائية. ومن عادة هذه أسماك القرش السباحة البطيئة على سطح الماء كأنها تستلقي في الشمس لتُدفئ نفسها، ولكنها في الواقع تصفي العوالق من سطح الماء.
القرش الثور. تستطيع هذه الأنواع من أسماك القرش الحياة في المياه العذبة، ومن عاداتها دخول الأنهار الصابّة في البحر. ولهذا السبب، فقد صيدت قروش الثور في نهر الأمازون بالبرازيل، وفي نهر الجانج بالهند، وفي نهر المسيسيبي بالولايات المتحدة. كما وجدت أيضا في بحيرة نيكاراجوا العذبة بنيكاراجوا.
قرش أبو مطرقة.
[/size]
[size=32]
يشمل هذا النوع من أسماك القرش عددًا من الأنواع المتماثلة وتعتبر من أكثر أنواع أسماك القرش غرابة في منظرها. فلها رأس مسطحة تشبه في معظم الأنواع رأس المطرقة، وتقع عيونها وثقوب أنوفها عند نهايتي المطرقة. يزيد طول أكبر هذه الأسماك وأضخمها عن 6م قليلاً. ويعيش القرش أبو مطرقة في المياه المدارية الضحلة، والمياه الدافئة المعتدلة، ويهاجم الناس.
القرش الذئب. من أسماك القرش السريعة والقوية، وتعتبر واحدة من أشد أنواع أسماك القرش مراسًا. وحينما يُصاد هذا القرش يقاوم بالقفز عاليا في الهواء. يعيش القرش الذئب في المياه الاستوائية والدافئة المعتدلة. وربما يصل طوله إلى 3,5م، ويتغذى بالأسماك مثل المياس والرنجة والماكريل وأبي سيف. وقد هاجمت أسماك القرش من هذا النوع قوارب الصيد الصغيرة كما هاجمت السباحين.
أسماك القرش الحاضنة (النيرس). وهي أسماك بطيئة الحركة قد يصل طولها إلى 4,5م. وتعيش بين صخور المياه المدارية وشبه المدارية الضحلة. وعلى عكس معظم أنواع أسماك القرش الأخرى فإن أسماك القرش الحاضنة تستطيع ضخ الماء على خياشيمها؛ ولذا، فهي ليست بحاجة للسباحة باستمرار، وكثيرًا ماتستلقي بدون حراك على قاع البحر. وتأكل أسماك القرش الحاضنة الأسماك القاطنة في القاع مثل سرطان البحر، والكركند، وقنافذ البحر، والروبيان. وقد هاجمت هذه أسماك القرش الناس وسبب هذا الهجوم غالبًا أن الضحايا جذبوا بكل حمق القرش الحاضن الساكن من ذيله.
القرش الثعلب (الدّرّاس). هذه أسماك القرش أسماك طويلة الذيل تعوم بمحاذاة السطح، وتوجد في المياه شبه المدارية وهي تنمو لطول 6م، ونصفها ذيل. تستعمل هذه الأنواع من أسماك القرش ذيلها الطويل لجمع الأسماك في أسراب لغذائها، ثم صعقها قبل أكلها. ولم يُعرف عن أي قرش من هذا النوع أنه هاجم إنسانًا من قبل.
أسماك قرش الوبيغونغ. هي من أسماك القرش التي تعيش في المياه الضحلة الشاطئية لأستراليا. وغالبًا ماتوجد في كهوف أو فجوات بالحواجز المرجانية. ولأسماك القرش هذه رأس عريض مسطح وفم تحيط به زوائد لحمية تشبه الشراريب. والجسم عمومًا بني اللون مع نقط وخطوط ذات حواف باهته. وتنمو أسماك القرش هذه لتصل إلى أكثر من 3م طولاً، وهي خطرة عند إثارتها.
قرش الحوت. رغم حجمها الضخم فإن أسماك القرش هذه تأكل فقط العوالق المائية والأسماك الصغيرة، ولذا فهي غير مؤذية للإنسان وتعيش في المياه المدارية.
أسماك القرش البيضاء. تُعتبر ضمن أسماك القرش الأكثر خطورة. وتصل إلى 6,5م طولاً، وتعيش في المياه المعتدلة الباردة وفي المياه المدارية. تسبح أسماك القرش البيـضاء بقوة، وتفترس الحيوانات الكبيرة مثل أسود البحر وأسماك التونة وأسماك القرش الأخرى. وقد هاجمت الإنسان وحتى قوارب صيد الأسماك.
[/size]
سمك القرش الابيض
سمك القرش الابيض
سمك القرش الابيض
[size=32]
[/size]
[size=32]
أسماك القرش الرقطاء. أسماك قرش ذات طبيعة عدوانية تعيش في بحار المناطق المدارية وشبه المدارية. وقد اكتسبت اسمها من الخطوط السوداء على جسمها، على الرغم من أن كبارها ليست مخططة في العادة. ولهذا النوع من أسماك القرش ذيول واضحة تمامًا منجلية الشكل. وتنمو لأكثر من خمسة أمتار طولاً، وتزن حتى 800كجم. وتتغذى أسماك القرش الرقطاء بفرائس متنوعة تشمل الدلفين، وسلاحف البحر، والأسماك، وسرطان البحر، وتهاجم الإنسان كثيرًا.
[/size][size=32]أسماك القرش والناس
هجمات أسماك القرش. يوجد حوالي 350 نوعًا من أسماك القرش، ويمثل سُبعها فقط خطرًا أساسيًا على الإنسان. ومعظم هجمات القرش لاينتج عنها موت أو أذى خطير، لكن على السباحين اتخاذ الحذر تمامًا في المناطق المعروفة بوجود أسماك القرش.
[/size]
[size=32]
كان الناس يعتقدون أن أسماك القرش تأكل باستمرار وتهاجم أي إنسان مباشرة، وعرف العلماء بمرور الزمن أن بعض أنواع أسماك القرش تبقى لأيام أو أسابيع بلا طعام، ويحتمل أن تتغذى أثناء تلك الفترة بالدهن المخزون في كبدها.
ولا يعرف العلماء لم تهاجم أسماك القرش الناس أحيانًا، وتتركهم أحيانًا أخرى، وتشمل القواعد العامة للسباحة في مياه تغزوها أسماك القرش الآتي: 1- لاتسبح ولا تغطس إطلاقا بمفردك. 2- لاتسبح ولاتغطس إطلاقا وبك جرح مفتوح، فالدم يجذب أسماك القرش. 3- لاتسبح ولاتغطس إطلاقا بالليل أو في مياه قذرة، حيث الفرصة قليلة لتحديد موقع القرش. 4- اترك الماء فورًا إذا رأيت قرشا. اسبح بهدوء تماما لأن حركات جسمك أثناء السباحة ربما تجذب القرش. 5- لاتجذب ولاتجرح إطلاقًا أي قرش حتى الصغير وإن بدا غير مؤذ.
[/size]
[size=32]
كيف يستعمل الناس القرش. يصيد بحارة سفن الصيد التجارية أسماك القرش أساسا من أجل جلودها وزعانفها ولحمها، فبعد نزع الحراشف (القشور) من جلد القرش يمكن تصنيعه جلدًا فاخرًا. كما يصنع الصينيون من زعانف القرش حساءً رائجًا وغالي الثمن.
يأكل أناس من مختلف أنحاء العالم لحم كثير من أنواع أسماك القرش. ففي بريطانيا مثلا، تُستعمل مجموعة صغيرة من أسماك القرش تعرف باسم سمك الكلب بكثرة في إعداد شرائح السمك، وشرائح البطاطس المقلية، وهذه السمكة تعرف باسم السالمون الصخري، ويحتوي زيت بعض أنواع أسماك القرش على كمية كبيرة من فيتامين أ. وحتى أواخر الأربعينيات من القرن العشرين كان زيت كبد الحوت هو المصدر الأساسي لفيتامين أ.
ومنذ أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، استخدمت أسماك القرش بكثرة في البحث العلمي. واهتم الباحثون الطبيون بالذات بحقيقة أن أسماك القرش لم يسبق إصابتها بورم سرطاني، ويأملون اكتشاف ما يحمي أسماك القرش من هذا المرض. [/size]