السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسجد السلطان برقوق
بداية المماليك الجراكسة
(مسجد السلطان برقوق بالنحاسين)
هو الملك أبو سعيد برقوق أول ملوك الجراكسة كان مملوكاً للأتابك يلبغا فأعتقه وظل يتقلد في الوظائف الكبرى حتى ولى حكم مصر سنه 1382 م وبقى على عرش مصر حتى توفى سنة 1399 م، وقد أنشأ هذا المسجد في الجهة البحرية لمدرسة الناصر محمد بن قلاوون سنة 1384 م
التخطيط العام للمسجد هو مربع يتوسطه صحن محاط بأربعة أروقة أكبرها رواق تجاه قبلة الصلاة
وتعلو أسقف الأروقة قباب حجرية نصف كروية ويضم الرواق الأكبر غرفتين تستعملان كضريحين ولكل غرفة
قبة وتضم إحدى غرفتي الدفن جثماني السلطان برقوق وولده السلطان الناصر فرج بن برقوق، بينما تضم غرفة
الدفن الأخرى رفات ثلاث نساء من أسرة الظاهر برقوق
باب المسجد
ولهذا المسجد مأذنة ضخمة متناسبة الأبعاد طعمت دورتها الوسطى بقطع متماثلة من الرخام لذلك تعد الأولى من نوعها من المآذن بهذا الشكل، الباب العمومي من الخشب المصفح بالنحاس المكلفت بالفضة وفى الركن البحري الشرقي للصحن باب يؤدى إلى التربة ولقد بني برقوق بنفسه تربه آخري بجبانة المماليك دفن بها ومهندس هذا المسجد معروف بخلاف كثير من المساجد الأخرى وأسمه شهاب الدين أحمد بن الطولوني
مسجد "السلطان برقوق" .. تحفة معمارية تنطق بعبق التاريخ
مسجد ومدرسة السلطان برقوق 786-788 هجرية = 1384-1386م. يقع هذا المسجد بشارع المعز لدين الله بين المدرسة الكاملية ومسجد الناصر محمد، أنشأه سنة 786-788 هجرية = 1384-1386م السلطان الظاهر أبو سعيد برقوق أول من ولى حكم مصر من المماليك الجراكسة.
وكان فى الأصل مملوكا للأمير يلبغا فأعتقه، وظل يتقلب فى مناصب الدولة إلى أن أسعده الحظ فولى الملك فى سنة 784 هجرية = 1382م.
مكان أثرى جميل ينطق بعبق التاريخ وعظمة الفن المعمارى، هيا بنا إلى مسجد وخانقاه السلطان برقوق 801-813 هـ، وقد أنشأها السلطان الملك الناصر أبو السعادات فرج بن برقوق فشرع فى بنائها سنة 801 هـ، فى المكان الذى أوصى والده السلطان برقوق بدفنه فيه، وأتمها سنة 813 هـ، وساهم فى بعض الأعمال التكميلية بها أخوه الملك المنصور عبد العزيز عندما ولى الملك لفترة قصيرة سنة 808 هـ.
وقد توفر فى هذا المبنى الجليل من أغراض دينية وخيرية ما لم يتوفر فى أى مبنى أثرى آخر، فقد اشتمل فضلاً عن كونه خانقاه للصوفية على مسجد فسيح وتربتين لأسرة برقوق، وسبيلين وكتابين لتعليم القرآن الكريم، كما حوى من المميزات المعمارية ما لم يحوه أى أثر آخر ففيه منارتين متماثلتين وسبيلين يعلوهما كتابان وقبتان كبيرتان تتوسطهما قبة ثالثة صغيرة أعلى المحراب.
وتخطيطه عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة يقابله إيوان آخر مماثل له وأقل منه اتساعاً ويتكون سقفاهما من قباب نصف كروية محمولة على عقود ترتكز على أعمدة حجرية مثمنة القطاع، أما الإيوانان الجانبيان فمتماثلان ومتساويان وتقوم خلفهما أبنية الخانقاه من خلاو وغرف علوية أعدت لإيواء الصوفية وطلاب العلم.
وبإيوان القبلة منبر حجرى جميل محفور به زخارف منوعة أمر بإنشائه السلطان قايتباى سنة 888 هـ، وتقوم أعلى المحراب قبة صغيرة، ويكتنف هذا الإيوان القبتان الكبيرتان المتماثلتان يتوصل إليهما من بابين فتحا على الإيوان المذكور، عليهما حجابان من الخشب على هيئة أشكال هندسية ومدفون بالقبة البحرية السلطان برقوق فى المكان الذى أوصى بدفنه فيه عند أقدام بعض الفقراء كما دفن بها وبالقبة القبلية بعض أولاده وحفدته.
وللخانقاه مدخلان أولهما بنهاية الوجهة البحرية والثانى بنهاية الوجهة الغربية، وتشير النقوش الكتابية التى بهما إلى اسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء، وقد عنى المهندس بالتماثل عناية عظيمة فالناظر إلى الوجهة الغربية يجد بها منارتين متماثلتين وبطرفيها يقوم سبيلان متماثلان أيضا يعلوهما كتابان، كما توفر هذا التماثل كذلك فى الوجهة الشرقية فبوسطها القبة الصغيرة التى تعلو المحراب وبطرفيها القبتان الكبيرتان، ويحلى هاتين القبتين من الخارج خطوط بارزة محفورة فى الحجر على شكل دالات.
وقد تتابعت أعمال الإصلاح فى هذه الخانقاه خلال العشرين سنة الماضية فقامت إدارة حفظ الآثار العربية بتقوية ما تداعى من جدرانها وإعادة بناء ما فقد من بعض أجزائها فأكملت قمتى المنارتين والسبيل القبلى إلى غير ذلك من إصلاحات أخرى.
وقد بنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو مكون من صحن مكشوف تحيط به أربع إيوانات وقد عنى مهندسه-ابن الطولونى- بتخطيطه وتنسيقه وتأنق فى زخرفته وتزيينه فقسم إيوان القبلة إلى ثلاثة أقسام وغطى القسم الأوسط منها بسقف مستو حلى بنقوش مذهبة جميلة وفصله عن القسمين الجانبيين بصفين من الأعمدة الضخمة وكسا جدران هذا الإيوان بوزرة من الرخام الملون يتوسطها محراب من الرخام الدقيق المطعم بفصوص من الصدف كما فرش أرضيته بالرخام الملون برسومات متناسبة، وقد فقد المنبر الأصلى للمسجد وحل محله المنبر الحالى الذى أمر بعمله السلطان أبو سعيد
جقمق فى منتصف القرن التاسع الهجرى = منتصف القرن الخامس عشر الميلادى.
أما الإيوانات الثلاثة الأخرى فتغطيها قبوات معقودة أكبرها الغربى المقابل لإيوان القبلة بنى قبوه من الحجر الأحمر والأبيض على شكل زخرفى جميل وتكتنف هذه الإيوانات أبواب متقابلة يؤدى الشرقى الأول منها إلى طرقة توصل إلى ردهة المدخل العمومى للمسجد ويؤدى الشرقى الثانى المقابل له إلى القبة.
هذا ووجهات الإيوانات المشرفة على الصحن تنتهى من أعلى بطراز مكتوب به آيات قرآنية بنهايتها تاريخ الفراغ من بناء هذا المسجد 788 هجرية ويتوجها شرفات مورقة. ويتوسط الصحن فسقية تعلوها قبة محمولة على أعمدة رخامية مكتوب بالطراز الذى يحيط بتنفيخها أنها جددت سنة 1310 هجرية = 1892م، وأرضه مفروشه برخام أبيض تتخلله دوائر وأشرطة من الرخام الأسود.
وكما تفنن المهندس فى تجميل إيوان القبلة، أبدع فى زخرفة الضريح وتزيينه فكسا جدرانه بوزرة جميلة من الرخام الملون يتوسط الجانب الشرقى منها محراب من الرخام الملون، ويعلوها إزار مكتوب عليه بالذهب اسم برقوق وألقابه وتاريخ الفراغ سنة 788 هجرية، ولم تقتصر عنايته على ذلك بل بالغ فى تجميل القبة التى تغطى الضريح فحلى مقرنصات أركانها بنقوش رائعة وفتح برقبتها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون احاطها بنقوش مذهبة.
أما أبواب المسجد فقد كسا مصراعى الباب الخارجى منها بصفائح من النحاس ذات التقاسيم الهندسية المزخرفة على مثال أبواب مسجد السلطان حسن وقلاون وغيرهما، وفى الأبواب الداخلية نراه قد استنبط تصميما آخر شاع استعماله فيما جاء بعده من المساجد، فكسا المصراعين بسرة فى الوسط من النحاس المفرغ بأشكال زخرفية تحيط بها أربعة أركان من النحاس المفرغ أيضا بأعلاها وأسفلها إزاران نحاسيان مكتوب بهما اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء.
أما الوجهة فهى كغيرها مقسمة إلى صفف تنتهى بمقرنصات بداخلها صفان من النوافذ الصف العلوى منهما عبارة عن شبابيك صنعت من الخشب المفرغ بدلا من الجص المفرغ وهى كما ذكر فى جامع ألماس من الأمثلة القليلة جدا التى نشاهدها فى المساجد المملوكية.
ويتوج الوجهة شرفات مورقة ويسير بكامل طولها طراز مكتوب به حفرا فى الحجر اسم الملك برقوق وتاريخ الفراغ سنة 788 هجرية، وتنتهى الوجهة من الناحية القبلية بالمدخل الشاهق بمقرنصاته الجميلة وبتلابيس الرخام التى تحلى صدره، وتقوم المنارة فى الطرف البحرى من الوجهة وهى منارة ضخمة مكونة من ثلاث طبقات مثمنة حليت الطبقة الوسطى منها بتلابيس رخامية، وتقوم إلى جانب المنارة القبة وهى بسيطة من الخارج لا يحليها سوى ثلاثة صفوف من المقرنص تحيط بها من أسفل.
مسجد - مدرسة الأشرف برسباى
مدرسة الأشرف برسباى
كان الملك الأشرف أبوالنصر برسباى احد مماليك الظاهر برقوق قدم اليه صغيرا فأعتقه وتدرج فى الوظائف حتى صار دويدارا كبيرا فى عهد الملك الظاهر ططر الذى لم يبق فى الحكم سوى أربعة وتسعين يوما ثم خلفه محمد بن طرطر الذى قضى بضعة أشهر فى الحكم تحت وصاية الأمير برسباى الذي انتزع الحكم لنفسه 825 هـ / 1422 م وحكم ما يزيد عن ستة عشر عاما امتازت بالاستقرار وقلة الاضطرابات وتوفى سنة 841 هـ / 1438 م .
ويقع هذا المسجد بشارع المعز لدين الله عند تلاقيه بشارع جوهر القائد وقد بدأ الملك الأشرف برسباى فى إنشائه سنة 826 هـ / 1424 م وهو أحد المساجد الثلاثة التى أنشأها الأشرف برسباى وثانيهما مسجده الملحف به مدفنه وخانقاه بقرافة المماليك الذى أنشأ ببلده الخانكة سنة 841 هـ / 1437 م وتتميز هذه المساجد بجمال الهندسة وبلغت فيها صناعة الرخام والشبابيك الجصية المفرغة المحلاة بالزجاج الملون شأنا عظيما فى الدقة والإتقان .
وقد أنشىء هذا المسجد على نظام المدراس ذات التخطيط المتعامد يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أيونات متقابلة وتقع القبة ملاصقة لإيوان القبلة الذى يعتبر أكثرها زخرفة وأرضيته الرخامية الجميلة وشبابيكه الجصية دقيقة الصنع .
ومنبر المسجد غنى بالتطعيم بالسن شأنة فى ذلك شأن منابر المساجد التى أنشئت فى القرن التاسع الهجري ( الخامس عشر ميلادي ) .
ولم يبق من أسقف المسجد القديمة سوى سقف الإيوان الغربي المقابل لإيوان القبلة الذى فقد سقفه الأصلي وحل محلة سقف آخر وهذا السقف يماثل سقف إيوان القبلة مسجد برقوق .
وواجهة المسجد الرئيسية تشرف على شارع المعز لدين الله ويقع المدخل فى طرفها القبلي ، وتقوم إلى يمين المدخل مئذنة الطبقة الأولى منها مربعة والثانية أسطوانية والثالثة تتكون من أعمدة رخامية تعلوها الخوذة وقد جددت هذه الطبقة سنة 1945 م .
وقد تم تجديد المسجد مؤخرا وتم افتتاحه فى 26 ديسمبر عام 2004 م .
مسجد السلطان برقوق
بداية المماليك الجراكسة
(مسجد السلطان برقوق بالنحاسين)
هو الملك أبو سعيد برقوق أول ملوك الجراكسة كان مملوكاً للأتابك يلبغا فأعتقه وظل يتقلد في الوظائف الكبرى حتى ولى حكم مصر سنه 1382 م وبقى على عرش مصر حتى توفى سنة 1399 م، وقد أنشأ هذا المسجد في الجهة البحرية لمدرسة الناصر محمد بن قلاوون سنة 1384 م
التخطيط العام للمسجد هو مربع يتوسطه صحن محاط بأربعة أروقة أكبرها رواق تجاه قبلة الصلاة
وتعلو أسقف الأروقة قباب حجرية نصف كروية ويضم الرواق الأكبر غرفتين تستعملان كضريحين ولكل غرفة
قبة وتضم إحدى غرفتي الدفن جثماني السلطان برقوق وولده السلطان الناصر فرج بن برقوق، بينما تضم غرفة
الدفن الأخرى رفات ثلاث نساء من أسرة الظاهر برقوق
باب المسجد
ولهذا المسجد مأذنة ضخمة متناسبة الأبعاد طعمت دورتها الوسطى بقطع متماثلة من الرخام لذلك تعد الأولى من نوعها من المآذن بهذا الشكل، الباب العمومي من الخشب المصفح بالنحاس المكلفت بالفضة وفى الركن البحري الشرقي للصحن باب يؤدى إلى التربة ولقد بني برقوق بنفسه تربه آخري بجبانة المماليك دفن بها ومهندس هذا المسجد معروف بخلاف كثير من المساجد الأخرى وأسمه شهاب الدين أحمد بن الطولوني
مسجد "السلطان برقوق" .. تحفة معمارية تنطق بعبق التاريخ
مسجد ومدرسة السلطان برقوق 786-788 هجرية = 1384-1386م. يقع هذا المسجد بشارع المعز لدين الله بين المدرسة الكاملية ومسجد الناصر محمد، أنشأه سنة 786-788 هجرية = 1384-1386م السلطان الظاهر أبو سعيد برقوق أول من ولى حكم مصر من المماليك الجراكسة.
وكان فى الأصل مملوكا للأمير يلبغا فأعتقه، وظل يتقلب فى مناصب الدولة إلى أن أسعده الحظ فولى الملك فى سنة 784 هجرية = 1382م.
مكان أثرى جميل ينطق بعبق التاريخ وعظمة الفن المعمارى، هيا بنا إلى مسجد وخانقاه السلطان برقوق 801-813 هـ، وقد أنشأها السلطان الملك الناصر أبو السعادات فرج بن برقوق فشرع فى بنائها سنة 801 هـ، فى المكان الذى أوصى والده السلطان برقوق بدفنه فيه، وأتمها سنة 813 هـ، وساهم فى بعض الأعمال التكميلية بها أخوه الملك المنصور عبد العزيز عندما ولى الملك لفترة قصيرة سنة 808 هـ.
وقد توفر فى هذا المبنى الجليل من أغراض دينية وخيرية ما لم يتوفر فى أى مبنى أثرى آخر، فقد اشتمل فضلاً عن كونه خانقاه للصوفية على مسجد فسيح وتربتين لأسرة برقوق، وسبيلين وكتابين لتعليم القرآن الكريم، كما حوى من المميزات المعمارية ما لم يحوه أى أثر آخر ففيه منارتين متماثلتين وسبيلين يعلوهما كتابان وقبتان كبيرتان تتوسطهما قبة ثالثة صغيرة أعلى المحراب.
وتخطيطه عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة يقابله إيوان آخر مماثل له وأقل منه اتساعاً ويتكون سقفاهما من قباب نصف كروية محمولة على عقود ترتكز على أعمدة حجرية مثمنة القطاع، أما الإيوانان الجانبيان فمتماثلان ومتساويان وتقوم خلفهما أبنية الخانقاه من خلاو وغرف علوية أعدت لإيواء الصوفية وطلاب العلم.
وبإيوان القبلة منبر حجرى جميل محفور به زخارف منوعة أمر بإنشائه السلطان قايتباى سنة 888 هـ، وتقوم أعلى المحراب قبة صغيرة، ويكتنف هذا الإيوان القبتان الكبيرتان المتماثلتان يتوصل إليهما من بابين فتحا على الإيوان المذكور، عليهما حجابان من الخشب على هيئة أشكال هندسية ومدفون بالقبة البحرية السلطان برقوق فى المكان الذى أوصى بدفنه فيه عند أقدام بعض الفقراء كما دفن بها وبالقبة القبلية بعض أولاده وحفدته.
وللخانقاه مدخلان أولهما بنهاية الوجهة البحرية والثانى بنهاية الوجهة الغربية، وتشير النقوش الكتابية التى بهما إلى اسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء، وقد عنى المهندس بالتماثل عناية عظيمة فالناظر إلى الوجهة الغربية يجد بها منارتين متماثلتين وبطرفيها يقوم سبيلان متماثلان أيضا يعلوهما كتابان، كما توفر هذا التماثل كذلك فى الوجهة الشرقية فبوسطها القبة الصغيرة التى تعلو المحراب وبطرفيها القبتان الكبيرتان، ويحلى هاتين القبتين من الخارج خطوط بارزة محفورة فى الحجر على شكل دالات.
وقد تتابعت أعمال الإصلاح فى هذه الخانقاه خلال العشرين سنة الماضية فقامت إدارة حفظ الآثار العربية بتقوية ما تداعى من جدرانها وإعادة بناء ما فقد من بعض أجزائها فأكملت قمتى المنارتين والسبيل القبلى إلى غير ذلك من إصلاحات أخرى.
وقد بنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو مكون من صحن مكشوف تحيط به أربع إيوانات وقد عنى مهندسه-ابن الطولونى- بتخطيطه وتنسيقه وتأنق فى زخرفته وتزيينه فقسم إيوان القبلة إلى ثلاثة أقسام وغطى القسم الأوسط منها بسقف مستو حلى بنقوش مذهبة جميلة وفصله عن القسمين الجانبيين بصفين من الأعمدة الضخمة وكسا جدران هذا الإيوان بوزرة من الرخام الملون يتوسطها محراب من الرخام الدقيق المطعم بفصوص من الصدف كما فرش أرضيته بالرخام الملون برسومات متناسبة، وقد فقد المنبر الأصلى للمسجد وحل محله المنبر الحالى الذى أمر بعمله السلطان أبو سعيد
جقمق فى منتصف القرن التاسع الهجرى = منتصف القرن الخامس عشر الميلادى.
أما الإيوانات الثلاثة الأخرى فتغطيها قبوات معقودة أكبرها الغربى المقابل لإيوان القبلة بنى قبوه من الحجر الأحمر والأبيض على شكل زخرفى جميل وتكتنف هذه الإيوانات أبواب متقابلة يؤدى الشرقى الأول منها إلى طرقة توصل إلى ردهة المدخل العمومى للمسجد ويؤدى الشرقى الثانى المقابل له إلى القبة.
هذا ووجهات الإيوانات المشرفة على الصحن تنتهى من أعلى بطراز مكتوب به آيات قرآنية بنهايتها تاريخ الفراغ من بناء هذا المسجد 788 هجرية ويتوجها شرفات مورقة. ويتوسط الصحن فسقية تعلوها قبة محمولة على أعمدة رخامية مكتوب بالطراز الذى يحيط بتنفيخها أنها جددت سنة 1310 هجرية = 1892م، وأرضه مفروشه برخام أبيض تتخلله دوائر وأشرطة من الرخام الأسود.
وكما تفنن المهندس فى تجميل إيوان القبلة، أبدع فى زخرفة الضريح وتزيينه فكسا جدرانه بوزرة جميلة من الرخام الملون يتوسط الجانب الشرقى منها محراب من الرخام الملون، ويعلوها إزار مكتوب عليه بالذهب اسم برقوق وألقابه وتاريخ الفراغ سنة 788 هجرية، ولم تقتصر عنايته على ذلك بل بالغ فى تجميل القبة التى تغطى الضريح فحلى مقرنصات أركانها بنقوش رائعة وفتح برقبتها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون احاطها بنقوش مذهبة.
أما أبواب المسجد فقد كسا مصراعى الباب الخارجى منها بصفائح من النحاس ذات التقاسيم الهندسية المزخرفة على مثال أبواب مسجد السلطان حسن وقلاون وغيرهما، وفى الأبواب الداخلية نراه قد استنبط تصميما آخر شاع استعماله فيما جاء بعده من المساجد، فكسا المصراعين بسرة فى الوسط من النحاس المفرغ بأشكال زخرفية تحيط بها أربعة أركان من النحاس المفرغ أيضا بأعلاها وأسفلها إزاران نحاسيان مكتوب بهما اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء.
أما الوجهة فهى كغيرها مقسمة إلى صفف تنتهى بمقرنصات بداخلها صفان من النوافذ الصف العلوى منهما عبارة عن شبابيك صنعت من الخشب المفرغ بدلا من الجص المفرغ وهى كما ذكر فى جامع ألماس من الأمثلة القليلة جدا التى نشاهدها فى المساجد المملوكية.
ويتوج الوجهة شرفات مورقة ويسير بكامل طولها طراز مكتوب به حفرا فى الحجر اسم الملك برقوق وتاريخ الفراغ سنة 788 هجرية، وتنتهى الوجهة من الناحية القبلية بالمدخل الشاهق بمقرنصاته الجميلة وبتلابيس الرخام التى تحلى صدره، وتقوم المنارة فى الطرف البحرى من الوجهة وهى منارة ضخمة مكونة من ثلاث طبقات مثمنة حليت الطبقة الوسطى منها بتلابيس رخامية، وتقوم إلى جانب المنارة القبة وهى بسيطة من الخارج لا يحليها سوى ثلاثة صفوف من المقرنص تحيط بها من أسفل.
مسجد - مدرسة الأشرف برسباى
مدرسة الأشرف برسباى
كان الملك الأشرف أبوالنصر برسباى احد مماليك الظاهر برقوق قدم اليه صغيرا فأعتقه وتدرج فى الوظائف حتى صار دويدارا كبيرا فى عهد الملك الظاهر ططر الذى لم يبق فى الحكم سوى أربعة وتسعين يوما ثم خلفه محمد بن طرطر الذى قضى بضعة أشهر فى الحكم تحت وصاية الأمير برسباى الذي انتزع الحكم لنفسه 825 هـ / 1422 م وحكم ما يزيد عن ستة عشر عاما امتازت بالاستقرار وقلة الاضطرابات وتوفى سنة 841 هـ / 1438 م .
ويقع هذا المسجد بشارع المعز لدين الله عند تلاقيه بشارع جوهر القائد وقد بدأ الملك الأشرف برسباى فى إنشائه سنة 826 هـ / 1424 م وهو أحد المساجد الثلاثة التى أنشأها الأشرف برسباى وثانيهما مسجده الملحف به مدفنه وخانقاه بقرافة المماليك الذى أنشأ ببلده الخانكة سنة 841 هـ / 1437 م وتتميز هذه المساجد بجمال الهندسة وبلغت فيها صناعة الرخام والشبابيك الجصية المفرغة المحلاة بالزجاج الملون شأنا عظيما فى الدقة والإتقان .
وقد أنشىء هذا المسجد على نظام المدراس ذات التخطيط المتعامد يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أيونات متقابلة وتقع القبة ملاصقة لإيوان القبلة الذى يعتبر أكثرها زخرفة وأرضيته الرخامية الجميلة وشبابيكه الجصية دقيقة الصنع .
ومنبر المسجد غنى بالتطعيم بالسن شأنة فى ذلك شأن منابر المساجد التى أنشئت فى القرن التاسع الهجري ( الخامس عشر ميلادي ) .
ولم يبق من أسقف المسجد القديمة سوى سقف الإيوان الغربي المقابل لإيوان القبلة الذى فقد سقفه الأصلي وحل محلة سقف آخر وهذا السقف يماثل سقف إيوان القبلة مسجد برقوق .
وواجهة المسجد الرئيسية تشرف على شارع المعز لدين الله ويقع المدخل فى طرفها القبلي ، وتقوم إلى يمين المدخل مئذنة الطبقة الأولى منها مربعة والثانية أسطوانية والثالثة تتكون من أعمدة رخامية تعلوها الخوذة وقد جددت هذه الطبقة سنة 1945 م .
وقد تم تجديد المسجد مؤخرا وتم افتتاحه فى 26 ديسمبر عام 2004 م .