بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحب قبل الزواج ... حلال أم حرام
الحب عاطفة
الحب مشاعر قلبية لا سيطرة للإنسان عليها والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
وقد ضرب الله مثلا في قصة اعجاب ابنة شعيب بموسىعليه السلام على الحب كمشاعر تلامس القلوب , فكانت نتيجته تعريضها بشمائله و عرض والدها الزواج على موسىعليه السلام , فأنفق من عمره الشريف عشر سنين في سبيل حبه لها, فلولا أن الحب من أغلى الأشياء, لما ذهب كثير من زمن الأنبياء فيه .
وقد جاء تأكيد النبيصلى الله عليه وسلم لهذا المفهوم بأن نار الحب إذا اشتعلت لا يطفؤها إلا النكاح وذلك بقوله(لم ير للمتحابين مثل النكاح) ابن ماجة..1847
ولذلك لم يحتمل النبيصلى الله عليه وسلم السكوت عندما شاهد المتيم مغيث يقابل بالصد والهجران من بريرة فكانصلى الله عليه وسلم راحما بالمحبين شافعا لهم,
وهذا نص الحديث:
قصةبريرةومغيث
عن ابن عباس رضي الله عنه ( أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس : يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو راجعتيه . قالت : يا رسول الله أتأمرني؟ قال: إنما أنا شافع , قالت: لاحاجة لي فيه ) البخاري (5283).
ويقول ابن عباس :: ذاك مغيث عبد بني فلان - يعني زوج بريرة- كأني أنظر إليه يتبعها في سكك المدينة يبكي عليها ) البخاري..5281
فالحب الذي يبقى مقيدا بلجام العفاف والتقوى لا حرج فيه , وسبيله الوحيد النكاح كما أخبر الحبيبصلى الله عليه وسلم , فإن لم يحصل كان الصبر مع مرارته هو الحل الوحيد
قصة نصربن حجاج
سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثناء سيره ليلا امرأة تنشد وهي تتغزل بشاب جميل اسمه نصر بن الحجاج وتتمنى لو كانت زوجة له:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها أو من سبيل إلى نصر بن حجاج
إلى فتى ماجد الأعراق مقتبل سهل المحيا كريم غير ملجاج
نمته أعراق صدق حين تنسبه أخي حفاظٍ عن المكروب فرَّاج
فغضب الخليفة وقال: والله لاأرى رجلا معي تهتف به النساء في بيوتهن .
وفي الصباح أحضره ولما رأى من جماله قال: والله لن تسكن في بلدة يتمناك بها النساء , فخذ من بيت المال ما يصلحك وسر إلى البصرة .
فقال له نصر: لقد قتلتني , فإن فراق الأوطان كقتل النفس .
فقال له عمر : وكيف ذاك؟
قال: قال الله تعالى(ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم )
قال الخليفة : ولكن أقول ما قال شعيب ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله )
فلما سمعت بمصير نصر إلى البصرة بسببها قالت:
قل للإمام الذي تخسى بوادره ما لي وللخمر أو نصر بن حجاج
لا تجعل الظن حقا أوتبينه إن السبيل سبيل الخائف الراجي
ما منية قلتها عرضا بضائرة والناس من هالك قدما ومن ناج
إن الهوى ذمم بالتقوى فقيده حتى أقر بإلجام واسراج
فبكى عمر وقال : الحمد لله الذي قيد الهوى بلجام العفاف والتقوى.
الحب كممارسة
إننا نفرق بين الحب كممارسة وسلوك وبين الحب كمشاعر
فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر أما إذا تحول الحب إلي سلوك كلمسة وقبلة ولمة ففي هذه الحالة يكون حكمه حراما وينتج عنه سلبيات كثيرة لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه
قصة هند والعبد
ولكن ما هوالحب الذي نريده؟
نريد الحب الذي يغير القلوب والنفوس ,
نريد الحب الذي يدفع بأصحابه للقيام بأعمال يسطرها لهم التاريخ كأحلى قصة بين متحابين ,
نريد قصة الطفيل بن عمر الدوسي , ألا تعرفونها؟!,
فكيف يصح حب من لا يعرف الطفيل وحبيبته!!!
قصة الطفيل وزوجته
دخل الطفيل في الإسلام فأتت إليه زوجته لتقرب منه فمنعها وقال : إليك عني فلست منك ولست مني .
قالت ولم؟!
بأبي أنت وأمي ,
فقلت: فرق بيني وبينك الإسلام,فقد أسلمت , وتابعت دين محمدصلى الله عليه وسلم
قالت: أنا منك وأنت مني , وديني دينك فأسلمت
هكذا يكون جواب المحب لحبيبه , (أنا منك وأنت مني) ولكنه حب موصول بفاطر السماوات والأرض , خالق الحب ورازقه .
هل تعرفون من هي صاحبة أغلى مهر في العالم؟!
أظنكم فكرتم بأشهر الشخصيات العالمية كالأميرات والممثلات والمغنيات.
لكم الحق في ذلك !!
هكذا أعتدنا التفكير لأن صورة الحب أمامنا هكذا معايير.
ولكن أصحاب الحب الحقيقي عرفوا من تكون, ترى من تكون؟!
فإلى رحاب القصة
أم سليم وأغلى مهر في العالم
توفي زوج الرميصاء بنت ملحان المكناة (أم سُليم)
وبعد انتهاء عدتها , تقدم لخطبتها (يزيد بن سهل) المكنى أبو طلحة , ولكنها رفضته.......لماذا؟
أعتقد هو أنها تريد الذهب والفضة .
فسألها : هل تريدين الأصفر والأبيض؟
فقالت : بل إني أشهدك يا أبا طلحة , وأشهد الله ورسوله انك إن أسلمت رضيت بك زوجا من غير ذهب وفضة , وجعلت إسلامك إيَّ مهراً.
قال: من لي بالإسلام؟
قالت : أنا لك به.
فقال: كيف؟
قالت: تنطق بكلمة الحق, فتشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله, ثم تمضي إلى بيتك فتحطم صنمك ثم ترمي به .
فانطلقت أسارير أبي طلحة.......
وقال: أشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله.
الإسلام , هو أغلى مهر حصلت عليه امراة .
فهل أغلى من ذلك؟ هنيئاً لأم سُليم مهرها الذي سطر تاريخا يتداول على الألسن , ويكفيها تشريفا أن يقول المسلمون :
(ما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سُليم) .
هكذا حب كيف يُنسى؟!
إن كنا لانعرف في أيامنا حباً هكذا بدايته , فلنحاول أن نبدأ حبنا بالعاطفة وننميه مع الأيام بالزواج , ولنبتعد عن حب مقدماته الشهوة الجنسية ولا تموَّله إلا الرذيلة .
ولنتدبر قول الله عز وجل ::
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحب قبل الزواج ... حلال أم حرام
الحب عاطفة
الحب مشاعر قلبية لا سيطرة للإنسان عليها والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
وقد ضرب الله مثلا في قصة اعجاب ابنة شعيب بموسىعليه السلام على الحب كمشاعر تلامس القلوب , فكانت نتيجته تعريضها بشمائله و عرض والدها الزواج على موسىعليه السلام , فأنفق من عمره الشريف عشر سنين في سبيل حبه لها, فلولا أن الحب من أغلى الأشياء, لما ذهب كثير من زمن الأنبياء فيه .
وقد جاء تأكيد النبيصلى الله عليه وسلم لهذا المفهوم بأن نار الحب إذا اشتعلت لا يطفؤها إلا النكاح وذلك بقوله(لم ير للمتحابين مثل النكاح) ابن ماجة..1847
ولذلك لم يحتمل النبيصلى الله عليه وسلم السكوت عندما شاهد المتيم مغيث يقابل بالصد والهجران من بريرة فكانصلى الله عليه وسلم راحما بالمحبين شافعا لهم,
وهذا نص الحديث:
قصةبريرةومغيث
عن ابن عباس رضي الله عنه ( أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس : يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو راجعتيه . قالت : يا رسول الله أتأمرني؟ قال: إنما أنا شافع , قالت: لاحاجة لي فيه ) البخاري (5283).
ويقول ابن عباس :: ذاك مغيث عبد بني فلان - يعني زوج بريرة- كأني أنظر إليه يتبعها في سكك المدينة يبكي عليها ) البخاري..5281
فالحب الذي يبقى مقيدا بلجام العفاف والتقوى لا حرج فيه , وسبيله الوحيد النكاح كما أخبر الحبيبصلى الله عليه وسلم , فإن لم يحصل كان الصبر مع مرارته هو الحل الوحيد
قصة نصربن حجاج
سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثناء سيره ليلا امرأة تنشد وهي تتغزل بشاب جميل اسمه نصر بن الحجاج وتتمنى لو كانت زوجة له:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها أو من سبيل إلى نصر بن حجاج
إلى فتى ماجد الأعراق مقتبل سهل المحيا كريم غير ملجاج
نمته أعراق صدق حين تنسبه أخي حفاظٍ عن المكروب فرَّاج
فغضب الخليفة وقال: والله لاأرى رجلا معي تهتف به النساء في بيوتهن .
وفي الصباح أحضره ولما رأى من جماله قال: والله لن تسكن في بلدة يتمناك بها النساء , فخذ من بيت المال ما يصلحك وسر إلى البصرة .
فقال له نصر: لقد قتلتني , فإن فراق الأوطان كقتل النفس .
فقال له عمر : وكيف ذاك؟
قال: قال الله تعالى(ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم )
قال الخليفة : ولكن أقول ما قال شعيب ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله )
فلما سمعت بمصير نصر إلى البصرة بسببها قالت:
قل للإمام الذي تخسى بوادره ما لي وللخمر أو نصر بن حجاج
لا تجعل الظن حقا أوتبينه إن السبيل سبيل الخائف الراجي
ما منية قلتها عرضا بضائرة والناس من هالك قدما ومن ناج
إن الهوى ذمم بالتقوى فقيده حتى أقر بإلجام واسراج
فبكى عمر وقال : الحمد لله الذي قيد الهوى بلجام العفاف والتقوى.
الحب كممارسة
إننا نفرق بين الحب كممارسة وسلوك وبين الحب كمشاعر
فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر أما إذا تحول الحب إلي سلوك كلمسة وقبلة ولمة ففي هذه الحالة يكون حكمه حراما وينتج عنه سلبيات كثيرة لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه
قصة هند والعبد
ولكن ما هوالحب الذي نريده؟
نريد الحب الذي يغير القلوب والنفوس ,
نريد الحب الذي يدفع بأصحابه للقيام بأعمال يسطرها لهم التاريخ كأحلى قصة بين متحابين ,
نريد قصة الطفيل بن عمر الدوسي , ألا تعرفونها؟!,
فكيف يصح حب من لا يعرف الطفيل وحبيبته!!!
قصة الطفيل وزوجته
دخل الطفيل في الإسلام فأتت إليه زوجته لتقرب منه فمنعها وقال : إليك عني فلست منك ولست مني .
قالت ولم؟!
بأبي أنت وأمي ,
فقلت: فرق بيني وبينك الإسلام,فقد أسلمت , وتابعت دين محمدصلى الله عليه وسلم
قالت: أنا منك وأنت مني , وديني دينك فأسلمت
هكذا يكون جواب المحب لحبيبه , (أنا منك وأنت مني) ولكنه حب موصول بفاطر السماوات والأرض , خالق الحب ورازقه .
هل تعرفون من هي صاحبة أغلى مهر في العالم؟!
أظنكم فكرتم بأشهر الشخصيات العالمية كالأميرات والممثلات والمغنيات.
لكم الحق في ذلك !!
هكذا أعتدنا التفكير لأن صورة الحب أمامنا هكذا معايير.
ولكن أصحاب الحب الحقيقي عرفوا من تكون, ترى من تكون؟!
فإلى رحاب القصة
أم سليم وأغلى مهر في العالم
توفي زوج الرميصاء بنت ملحان المكناة (أم سُليم)
وبعد انتهاء عدتها , تقدم لخطبتها (يزيد بن سهل) المكنى أبو طلحة , ولكنها رفضته.......لماذا؟
أعتقد هو أنها تريد الذهب والفضة .
فسألها : هل تريدين الأصفر والأبيض؟
فقالت : بل إني أشهدك يا أبا طلحة , وأشهد الله ورسوله انك إن أسلمت رضيت بك زوجا من غير ذهب وفضة , وجعلت إسلامك إيَّ مهراً.
قال: من لي بالإسلام؟
قالت : أنا لك به.
فقال: كيف؟
قالت: تنطق بكلمة الحق, فتشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله, ثم تمضي إلى بيتك فتحطم صنمك ثم ترمي به .
فانطلقت أسارير أبي طلحة.......
وقال: أشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله.
الإسلام , هو أغلى مهر حصلت عليه امراة .
فهل أغلى من ذلك؟ هنيئاً لأم سُليم مهرها الذي سطر تاريخا يتداول على الألسن , ويكفيها تشريفا أن يقول المسلمون :
(ما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سُليم) .
هكذا حب كيف يُنسى؟!
إن كنا لانعرف في أيامنا حباً هكذا بدايته , فلنحاول أن نبدأ حبنا بالعاطفة وننميه مع الأيام بالزواج , ولنبتعد عن حب مقدماته الشهوة الجنسية ولا تموَّله إلا الرذيلة .
ولنتدبر قول الله عز وجل ::
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)