طرق علاج الامراض النفسية ، كيفية علاج الامراض النفسية
الصحة النفسية تعني أن تكون انفعالات الإنسان النفسية في حالة طبيعية متوازنة متعادلة, وأن يكون ارتباط الإنسان بالناس والأشياء من حوله ارتباطا متوازنا, والمرض النفسي يعني أن تختل هذه الحالة الطبيعية المتوازنة بزيادة أو نقص. فمثلا طبيعي أن يتوقع الإنسان احتمالات مستقبله, وأن يدفعه هذا التوقع إلى تخمين النتائج والعمل على تحقيق النتائج المرغوب فيها وتفادي النتائج غير المرغوب فيها, ضمن طاقته وبنفسية مستقرة وفي إطار إدراكه لأن هنالك قوة عليا فوق قوتنا تتحكم بالأشياء, هذه حالة طبيعية يوصف الإنسان فيها بأنه سليم نفسيا, أما إن اختل هذا الانفعال ونقص عن حده الطبيعي إلى حالة لا يشعر الإنسان معها بأي اهتمام في المستقبل, أو زاد بحيث صار التفكير في المستقبل يدفعه إلى حالة من الإضراب والخوف غير المبرر, فإن ذلك يعني أن الإنسان دخل في حالة من المرض النفسي, وهو ما يسميه علماء النفس بالقلق: هو الشعور بالخوف الزائد من شر متوقع، والإحساس بالعجز عن مواجهته. هذه حالة تنتج عن الاهتمام بالمستقبل بشكل مبالغ فيه وعن الخوف من النتائج, ولكنه خوف غير مبرر, أو مبالغ فيه, صحيح أن الخوف حالة طبيعية في النفس, لكن الحالة المرضية تحدث عند نقصه أو زيادته عن حده الطبيعي. في مثل هذه الحالة يختل مزاج الإنسان ويصل إلى حالة من الاضطراب والخوف والتردد وقد يدخل الإنسان معها في حالة من الاكتئاب وهي حالة انفعالية تكون فيها الحالة النفسية والجسدية متوترة وتكون فيها الاستجابات النفسية والجسدية منخفضة وغير سارة, ويصاحب هذه الحالة شعور باليأس والإحباط والسخط العام وانعدام الثقة بالنفس, وفقدان الاهتمام بالأشياء والعجز عن التركيز والشعور في بعض الأحيان بالعجز والميل إلى التخلص من الحياة. مثل هذه الحالة وردت في آثار عن النبي صلى الله عليه وسلم بتعبير الهَمِّ الحَزَن (بفتح الزاي) والحزن يكون من أمر قد وقع, والهم يكون من أمر مُتَوَقَّع, قال صلى الله عليه وسلم مستعيذا بالله (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزَن)، ومن آثاره كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في ذات الحديث العجز والخمول والسلبية قال صلى الله عليه وسلم (وأعوذ بك من العجز والكسل).
والملفت للنظر والمثير للخوف كذلك أن كثيرا من الناس من حولنا تبدوا عليهم مثل هذه الأعراض أو شيئا منها, أحيانا سوء المزاج والحزن غير المبرر, والضجر والعصبية, وأحيانا الخوف والتردد وفقدان الشهية للطعام والأرق عند النوم, وأحيانا نلاحظ مثل هذه الأعراض على أنفسنا إذ نجد في أنفسنا ضيقا ومللا وحزنا وخوفا دون أن نعرف له أسباب أو سوابق, وكل ذلك له تأثير سلبي علينا وعلى مجتمعنا.
وقد اشتغل العلماء بالبحث عن علاج هذه الحالة المرضية, ووصل الطب الحديث إلى نجاح كبير في مجال العلاج بالمستحضرات الطبية, إلا أن هذا العلاج المادي لا يكتمل وقد لا ينجح إلا بعلاج موازي يقوم على علاج معنوي روحي. وسبب اهتمام العلماء بالعلاج الروحي يعود إلى أن كثيرا من هذه الأمراض سببه روحي لا عضوي. والعلاج الروحي يقوم على التربية الدينية التي تقوم على الإيمان بالله وكونه الخالق الرازق المتصرف بأمور الحياة, وأن كل شيء يسير في الدنيا وفق قدر مقدر قال تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر:49),
والإسلام يقدم علاجات متنوعة متكاملة لإيجاد الإنسان السوي نفسيا، فكما يحتاج جسم المريض إلى المستحضرات الطبية يحتاج عقله وهو المتحكم بالجسم والمبرمج له إلى علاج روحي..أقصد علاج تربوي يقوم على التربية السليمة والفهم الصحيح للأسباب والمسببات, والقوى العليا التي تتحكم بهذا الجسم بل بالكون كله, أي الفهم السليم للسنن الكونية والاجتماعية التي لا تتخلف.
إن أكثر الأمراض النفسية انتشارا القلق, وما ينشأ عنه من حالات الاكتئاب, وفي كثير من الأحيان ما يكون فكر الإنسان سببها, أو سببا رئيسا من أسبابها, فمثلا قد ينشأ القلق عن ضعف الإيمان بالله وبكونه الخالق المتصرف في هذا الكون, وأن ما يصيب الإنسان من خير أو شر قدر من الله ابتلاءً للعبد أو عقابا له. ولا شك أن هذا الإيمان يحفظ صاحبه من الوقوع في الأمراض النفسية, قال الله تعالى(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97). ومن ضعف الإيمان الخوف على الحياة وعلى الرزق, والخوف على الحياة يسلم الإنسان إلى حالة مريعة من القلق والخوف من الموت, ولو صح إيمان الإنسان وأيقن أن الأجل بيد الله, وأن الخوف لا يغير من قدر الله شيئا لما قلق من شيء لا يملك له ردا ولا تغيير, ولو أيقن أن الرزق بيد الله لما أرهق نفس في السعي له بعيدا عن أسبابه المقدورة له, ولما أقلق باله في رزق غده بعد أن أخذ بأسبابه المستطاعة. كيف يقلق على رزقه من آمن بقوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الروم:40), وقوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6), وكيف يقلق على أجله أو رزقه أو أي شيء من أمره من فهم وآمن بقوله صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف).
كثيرا ما تكون المصائب العارضة سببا للأمراض النفسية إذا ما تلقاها الإنسان تلقيا غير مبني على الإيمان الصحيح بالله وبقدره, فقد يفقد الإنسان قريبا عزيزا, أو قد يفوته مكسبا دنيويا, أو قد يصاب بمرض عضال, أو نحو ذلك، فإن كان مؤمنا موقنا تقبل الأمر على أنه ابتلاء من الله, عندها سيخف عنه مصابه وسيلهمه الله الصبر عليه, ولعله يجد في ثنايا مصيبته خيرا له, قال صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر وكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن), وهو مع هذا الإيمان واليقين لن يكون فريسة للقلق أو لأي مرض نفسي آخر.
لا شك أن الأمراض النفسية تنشأ عن اختلالات فسيولوجية تطرأ على جسم الإنسان, وذلك لا يمكن علاجه علاجا تاما إلا بمستحضرات طبية وباستشارة طبيب مختص, ولا شك كذلك أن العلاج الطبي لا يمكن أن يحقق الشفاء التام إلا بعلاج موازٍ يقوم على المؤثرات الروحية التي تنعش وازع الإيمان في النفس, هي قضية اعتنى بها الإسلام على أتم وجه, وقدم تربية روحية توفر للإنسان الوقاية من الإمراض النفسية, وتقدم له كذلك العلاج المساند إذا ما وقع فريسة لمثل هذه الأمراض, وقد وافق الطب الحديث الحقائق التي قدمها الإسلام في هذا المجال بعد أن ثبتت فاعليتها في علاج الأمراض النفسية, ومما يدل على ذلك قلة انتشار هذه الأمراض في المجتمعات المتدينة وبين الأشخاص المتدينين, لكن ذلك لا يعني أن هؤلاء بمنأى عن مثل هذا الأمراض بل يعني أنهم أقل عرضة له وأقل تأثرا به.
الصحة النفسية تعني أن تكون انفعالات الإنسان النفسية في حالة طبيعية متوازنة متعادلة, وأن يكون ارتباط الإنسان بالناس والأشياء من حوله ارتباطا متوازنا, والمرض النفسي يعني أن تختل هذه الحالة الطبيعية المتوازنة بزيادة أو نقص. فمثلا طبيعي أن يتوقع الإنسان احتمالات مستقبله, وأن يدفعه هذا التوقع إلى تخمين النتائج والعمل على تحقيق النتائج المرغوب فيها وتفادي النتائج غير المرغوب فيها, ضمن طاقته وبنفسية مستقرة وفي إطار إدراكه لأن هنالك قوة عليا فوق قوتنا تتحكم بالأشياء, هذه حالة طبيعية يوصف الإنسان فيها بأنه سليم نفسيا, أما إن اختل هذا الانفعال ونقص عن حده الطبيعي إلى حالة لا يشعر الإنسان معها بأي اهتمام في المستقبل, أو زاد بحيث صار التفكير في المستقبل يدفعه إلى حالة من الإضراب والخوف غير المبرر, فإن ذلك يعني أن الإنسان دخل في حالة من المرض النفسي, وهو ما يسميه علماء النفس بالقلق: هو الشعور بالخوف الزائد من شر متوقع، والإحساس بالعجز عن مواجهته. هذه حالة تنتج عن الاهتمام بالمستقبل بشكل مبالغ فيه وعن الخوف من النتائج, ولكنه خوف غير مبرر, أو مبالغ فيه, صحيح أن الخوف حالة طبيعية في النفس, لكن الحالة المرضية تحدث عند نقصه أو زيادته عن حده الطبيعي. في مثل هذه الحالة يختل مزاج الإنسان ويصل إلى حالة من الاضطراب والخوف والتردد وقد يدخل الإنسان معها في حالة من الاكتئاب وهي حالة انفعالية تكون فيها الحالة النفسية والجسدية متوترة وتكون فيها الاستجابات النفسية والجسدية منخفضة وغير سارة, ويصاحب هذه الحالة شعور باليأس والإحباط والسخط العام وانعدام الثقة بالنفس, وفقدان الاهتمام بالأشياء والعجز عن التركيز والشعور في بعض الأحيان بالعجز والميل إلى التخلص من الحياة. مثل هذه الحالة وردت في آثار عن النبي صلى الله عليه وسلم بتعبير الهَمِّ الحَزَن (بفتح الزاي) والحزن يكون من أمر قد وقع, والهم يكون من أمر مُتَوَقَّع, قال صلى الله عليه وسلم مستعيذا بالله (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزَن)، ومن آثاره كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في ذات الحديث العجز والخمول والسلبية قال صلى الله عليه وسلم (وأعوذ بك من العجز والكسل).
والملفت للنظر والمثير للخوف كذلك أن كثيرا من الناس من حولنا تبدوا عليهم مثل هذه الأعراض أو شيئا منها, أحيانا سوء المزاج والحزن غير المبرر, والضجر والعصبية, وأحيانا الخوف والتردد وفقدان الشهية للطعام والأرق عند النوم, وأحيانا نلاحظ مثل هذه الأعراض على أنفسنا إذ نجد في أنفسنا ضيقا ومللا وحزنا وخوفا دون أن نعرف له أسباب أو سوابق, وكل ذلك له تأثير سلبي علينا وعلى مجتمعنا.
وقد اشتغل العلماء بالبحث عن علاج هذه الحالة المرضية, ووصل الطب الحديث إلى نجاح كبير في مجال العلاج بالمستحضرات الطبية, إلا أن هذا العلاج المادي لا يكتمل وقد لا ينجح إلا بعلاج موازي يقوم على علاج معنوي روحي. وسبب اهتمام العلماء بالعلاج الروحي يعود إلى أن كثيرا من هذه الأمراض سببه روحي لا عضوي. والعلاج الروحي يقوم على التربية الدينية التي تقوم على الإيمان بالله وكونه الخالق الرازق المتصرف بأمور الحياة, وأن كل شيء يسير في الدنيا وفق قدر مقدر قال تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر:49),
والإسلام يقدم علاجات متنوعة متكاملة لإيجاد الإنسان السوي نفسيا، فكما يحتاج جسم المريض إلى المستحضرات الطبية يحتاج عقله وهو المتحكم بالجسم والمبرمج له إلى علاج روحي..أقصد علاج تربوي يقوم على التربية السليمة والفهم الصحيح للأسباب والمسببات, والقوى العليا التي تتحكم بهذا الجسم بل بالكون كله, أي الفهم السليم للسنن الكونية والاجتماعية التي لا تتخلف.
إن أكثر الأمراض النفسية انتشارا القلق, وما ينشأ عنه من حالات الاكتئاب, وفي كثير من الأحيان ما يكون فكر الإنسان سببها, أو سببا رئيسا من أسبابها, فمثلا قد ينشأ القلق عن ضعف الإيمان بالله وبكونه الخالق المتصرف في هذا الكون, وأن ما يصيب الإنسان من خير أو شر قدر من الله ابتلاءً للعبد أو عقابا له. ولا شك أن هذا الإيمان يحفظ صاحبه من الوقوع في الأمراض النفسية, قال الله تعالى(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97). ومن ضعف الإيمان الخوف على الحياة وعلى الرزق, والخوف على الحياة يسلم الإنسان إلى حالة مريعة من القلق والخوف من الموت, ولو صح إيمان الإنسان وأيقن أن الأجل بيد الله, وأن الخوف لا يغير من قدر الله شيئا لما قلق من شيء لا يملك له ردا ولا تغيير, ولو أيقن أن الرزق بيد الله لما أرهق نفس في السعي له بعيدا عن أسبابه المقدورة له, ولما أقلق باله في رزق غده بعد أن أخذ بأسبابه المستطاعة. كيف يقلق على رزقه من آمن بقوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الروم:40), وقوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6), وكيف يقلق على أجله أو رزقه أو أي شيء من أمره من فهم وآمن بقوله صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف).
كثيرا ما تكون المصائب العارضة سببا للأمراض النفسية إذا ما تلقاها الإنسان تلقيا غير مبني على الإيمان الصحيح بالله وبقدره, فقد يفقد الإنسان قريبا عزيزا, أو قد يفوته مكسبا دنيويا, أو قد يصاب بمرض عضال, أو نحو ذلك، فإن كان مؤمنا موقنا تقبل الأمر على أنه ابتلاء من الله, عندها سيخف عنه مصابه وسيلهمه الله الصبر عليه, ولعله يجد في ثنايا مصيبته خيرا له, قال صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر وكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن), وهو مع هذا الإيمان واليقين لن يكون فريسة للقلق أو لأي مرض نفسي آخر.
لا شك أن الأمراض النفسية تنشأ عن اختلالات فسيولوجية تطرأ على جسم الإنسان, وذلك لا يمكن علاجه علاجا تاما إلا بمستحضرات طبية وباستشارة طبيب مختص, ولا شك كذلك أن العلاج الطبي لا يمكن أن يحقق الشفاء التام إلا بعلاج موازٍ يقوم على المؤثرات الروحية التي تنعش وازع الإيمان في النفس, هي قضية اعتنى بها الإسلام على أتم وجه, وقدم تربية روحية توفر للإنسان الوقاية من الإمراض النفسية, وتقدم له كذلك العلاج المساند إذا ما وقع فريسة لمثل هذه الأمراض, وقد وافق الطب الحديث الحقائق التي قدمها الإسلام في هذا المجال بعد أن ثبتت فاعليتها في علاج الأمراض النفسية, ومما يدل على ذلك قلة انتشار هذه الأمراض في المجتمعات المتدينة وبين الأشخاص المتدينين, لكن ذلك لا يعني أن هؤلاء بمنأى عن مثل هذا الأمراض بل يعني أنهم أقل عرضة له وأقل تأثرا به.