شكّل جمال المرأة على امتداد العصور والأزمنة, الركيزة الأساسية للأدب والفن, فهو ملهم الشعراء, ونموذج الفنانين, وفكرة الروائيين والكتاب, وإنجازات النحاتين والمبدعين!
ولأن جمال المرأة صاحب هذه المكانة العليا, التي ربما لم يصل إليها جمالاً اَخر على الأرض, خضع للكثير من الدراسات والأبحاث, حتى بات لا يتكلم فيه سوى المختصين بمعاييره ومقاييسه وأسسه!
وبالحديث عن هذه المنحة الربانية التي وهبها الله تعالى لبنات حواء, بجعلهم أيقونات الجمال على الأرض, لابد لنا أن نتحدث عن شريكهم ومكملهم, إنه اّدم, الذي وضع لنفسه مطالب خاصةً, ومواصفاتٍ مميزةٍ للمرأة التي تمثل بنظره الجمال الأنثوي الحقيقي.
فليس غريباً أن نجد مثل هذه المعايير مختلفةٌ باختلاف الثقافات والأماكن, لأن الجمال ما هو إلا حصيلة أفكارٍ ومعتقداتٍ, معتمدةً على أسسٍ اجتماعيةٍ و نفسيةٍ... وغيرها, تشكل بالنهاية رأياً مجتمعياً متكاملاً حول الجمال الذي يفضله.
وبتسليط الضوء على هذه المعايير, نجد أن المرأة الجميلة مختلفة ٌمن بلدٍ إلى اَخرٍ, حيث يعود الحكم في ذلك إلى التمييز بين المفضل وغير المفضل من الصفات الجمالية الجسدية, بين الطويلة والقصيرة, النحيفة والسمينة, البيضاء والسمراء, الشعر الطويل والقصير, الشعر الناعم والخشن, العيون الكبيرة والصغيرة, العيون الملونة وغير الملونة, الرقبة الطويلة والقصيرة.... إلخ.
غير أن الجمال لم يكن يوماً من الأيام ولا في مجتمعٍ من المجتمعات, مقتصراً على الشكل الخارجي والمظاهر, فلطالما كان الشكل متكاملاً مع المضمون, لذا نرى العديد من معايير الجمال تتعلق بالشخصية والأخلاق وأسلوب الحديث والمميزات النفسية, التي تميز امرأةٍ عن غيرها من النساء, فيأتي التصنيف ليشمل الهادئة والعصبية, المتزنة والمتسرعة, عميقة التفكير والسطحية, الجريئة والإنطوائية, الحنونة وقاسية القلب,.... إلخ.
لعل دراسة أمر الجمال ومعاييره, ليست أمراً بسيطاً أو سهلاً, ينتهي بسؤال فردٍ أو اثنين, أو قراءة كتابٍ أو كتابين, أو حضور فيلمٍ أو مسرحيةٍ, لأن الجمال أمرٌ نسبيٌ بإمتيازٍ, فكلٌ منا له وجهة نظره ومعتقداته, التي يحكم بناءً عليها والأهم من ذلك أن الجمال والأحكام متغيرةٌ ومتقلبةٌ, فالجميل في نظرنا اليوم, قد لا يكون كذلك غداً!!
وبكل الأحوال لابد لنا أن نحمد الله على ما مّن علينا من جمالٍ وحسن تكوينٍ, فالجمال الحقيقي هو الجمال الذي نلمسه بداخنا وداخل من حولنا.