طريقة التعايش مع الهموم ، كيفية التعايش مع الهموم
[size=24]وإلف همومٍ ما تزالُ تعودُه عيادَ الحمى الربع أو هي أثقــلُ
إذا وردتْ أصدرتُها ثم إنها تثوبُ فتأتي من تُحيْت ومـن علُ
البيتان للشاعر الجاهلي الصعلوك الشنفرى، ويروي فيهما كيف تلازمه الهموم وتعوده مثل الحمى، وكلما حاول إبعادها تعود إليه من جديد، وكان الشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة يهرب من الهموم بالخروج راكباً ناقته ليسير في الصحراء بغير هدف.
وقد أتناسى الهمَّ عند احتضاره بناجٍ عليه الصيعريةُ مكدمِ
هل تشعر بهموم غامضة تدفعك إلى الاكتئاب والسلبية، وتحاول التخلص منها بشتى الوسائل فتنجح وتفشل؟ هذه الهموم التي تقتحم أحدنا بلا سبب واضح مباشر، هل هي موجات عادية مثل تحوّلات الطقس أم أنها حالة لها أسبابها التي يمكن علاجها أو التخفيف منها على الأقل؟ هل يمكن لأحدنا أن يعالج نفسه بنفسه؟ بالطبع فالإنسان طبيب نفسه، وهو الأعرف بآلامه ومشكلاته والأقدر على تشخيص الأسباب، ولكنه يمكن أيضاً أن يسلك في وسائل تزيد المشكلة، وقد تتحوّل الهموم العارضة إلى اكتئاب، ويتحوّل العلاج نفسه إلى مشكلة أكبر.
هناك مصادر معروفة وتقليدية للهموم والاكتئاب مثل وفاة قريب أو صديق عزيز، أو إخفاق في الحياة والعمل، أو مرض، وبعضها وإن كان غامضاً غير معروف السبب فإنها أيضاً طبيعية، ولكن المشكلة عندما لا يستطيع الإنسان أن يخرج من هذه النوبات التقليدية للهموم، أو عندما يخرج منها بحالة أسوأ، وربما يكون الأخطر من ذلك عندما يكون يعاني من حالة اكتئاب مرضية وهو لا يشعر بأنه مريض، بل يظن أن هذه الأعراض هي حالة إيجابية، مثل الشعور بالسخط والتذمر والنقد الدائم وعدم القدرة على العمل الجماعي وتقبل الآخرين وآرائهم وأفكارهم، وهو يظن بذلك أنه أفضل من الناس أو في الوصف الشائع على سبيل المدح "لا يطيق عوج"، وفي الحقيقة أنه الأعوج وبحاجة إلى علاج.
فقد يؤدي الاستمرار في هذه الحالة إلى الفشل في مواصلة الحياة بشكل طبيعي وتكوين علاقات في الأسرة والعمل والمجتمع وعجز عن رؤية الذات وفهمها، ونلاحظ من القصص والحالات التي نعرفها أن هؤلاء المساكين الذين يعيشون في الأرصفة، ويتسولون الناس يشعرون بأنهم أفضل المخلوقات، وقد يؤدي الاكتئاب إلى خلل صحي واضطرابات في النوم والطعام وشعور بالخوف والقلق وعدم ثقة بالنفس وشجار دائم مع الناس، أو حالة من السلبية واللامبالاة، وقد يدفع ذلك إلى الكحول والمخدرات والقمار والهروب المتواصل من الذات.[/size]
[size=24]وإلف همومٍ ما تزالُ تعودُه عيادَ الحمى الربع أو هي أثقــلُ
إذا وردتْ أصدرتُها ثم إنها تثوبُ فتأتي من تُحيْت ومـن علُ
البيتان للشاعر الجاهلي الصعلوك الشنفرى، ويروي فيهما كيف تلازمه الهموم وتعوده مثل الحمى، وكلما حاول إبعادها تعود إليه من جديد، وكان الشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة يهرب من الهموم بالخروج راكباً ناقته ليسير في الصحراء بغير هدف.
وقد أتناسى الهمَّ عند احتضاره بناجٍ عليه الصيعريةُ مكدمِ
هل تشعر بهموم غامضة تدفعك إلى الاكتئاب والسلبية، وتحاول التخلص منها بشتى الوسائل فتنجح وتفشل؟ هذه الهموم التي تقتحم أحدنا بلا سبب واضح مباشر، هل هي موجات عادية مثل تحوّلات الطقس أم أنها حالة لها أسبابها التي يمكن علاجها أو التخفيف منها على الأقل؟ هل يمكن لأحدنا أن يعالج نفسه بنفسه؟ بالطبع فالإنسان طبيب نفسه، وهو الأعرف بآلامه ومشكلاته والأقدر على تشخيص الأسباب، ولكنه يمكن أيضاً أن يسلك في وسائل تزيد المشكلة، وقد تتحوّل الهموم العارضة إلى اكتئاب، ويتحوّل العلاج نفسه إلى مشكلة أكبر.
هناك مصادر معروفة وتقليدية للهموم والاكتئاب مثل وفاة قريب أو صديق عزيز، أو إخفاق في الحياة والعمل، أو مرض، وبعضها وإن كان غامضاً غير معروف السبب فإنها أيضاً طبيعية، ولكن المشكلة عندما لا يستطيع الإنسان أن يخرج من هذه النوبات التقليدية للهموم، أو عندما يخرج منها بحالة أسوأ، وربما يكون الأخطر من ذلك عندما يكون يعاني من حالة اكتئاب مرضية وهو لا يشعر بأنه مريض، بل يظن أن هذه الأعراض هي حالة إيجابية، مثل الشعور بالسخط والتذمر والنقد الدائم وعدم القدرة على العمل الجماعي وتقبل الآخرين وآرائهم وأفكارهم، وهو يظن بذلك أنه أفضل من الناس أو في الوصف الشائع على سبيل المدح "لا يطيق عوج"، وفي الحقيقة أنه الأعوج وبحاجة إلى علاج.
فقد يؤدي الاستمرار في هذه الحالة إلى الفشل في مواصلة الحياة بشكل طبيعي وتكوين علاقات في الأسرة والعمل والمجتمع وعجز عن رؤية الذات وفهمها، ونلاحظ من القصص والحالات التي نعرفها أن هؤلاء المساكين الذين يعيشون في الأرصفة، ويتسولون الناس يشعرون بأنهم أفضل المخلوقات، وقد يؤدي الاكتئاب إلى خلل صحي واضطرابات في النوم والطعام وشعور بالخوف والقلق وعدم ثقة بالنفس وشجار دائم مع الناس، أو حالة من السلبية واللامبالاة، وقد يدفع ذلك إلى الكحول والمخدرات والقمار والهروب المتواصل من الذات.[/size]