دماغنا آلة عجيبة وساحرة، وقد اكتشف العلماء الكثير من الحقائق المذهلة حولها في السنوات الأخيرة. البروفيسور الأميركي جون ميدينا، وهو أحد العملاء المتخصصين بالأعصاب والدماغ في العالم، يقترح طرق عمليّة لكي نحافظ على شباب دماغنا، وقدراته. ويخبرنا أنّ «الدماغ نظام معقّد ومتقن جداً، يضم ملايين الخلايا الصغيرة، القادرة على التفاعل ونقل آلاف المعطيات والمعلومات في وقت أقلّ من الوقت الذي قد تستغرقه رمشة العين». لكنّ علاقتنا اليوميّة بدماغنا علاقة سطحيّة. معظنا يجهل كيفيّة عمل الدماغ، ما يجعلنا نكتسب عادات تؤثر عليه بطريقة سلبيّة. واحدة من تلك العادات مثلاً أن نجري اتصالاً هاتفياً أثناء قيادة السيارة. يستحيل على دماغنا أن ينجز عملين يتطلبان التركيز التام في الوقت نفسه.
ومن أسباب شيخوخة الدماغ المبكرة:
أنّ حياتنا العصريّة أصبحت مرهقة للدماغ، بسبب الإنترنت والهاتف والتلفزيون... فكلّ عوامل الضغط حولنا تجعل دماغنا أقلّ قدرة على الإنتاج. من هنا يعتقد العالم الأميركي بضروة إدخال قواعد علم الأعصاب إلى حياتنا، لكي نجعل دماغنا أكثر فعاليّة وصحة ونشاطاً.
ومن بين الأسرار التي يشكفها ميدينا، وهي مثبتة بالتجربة العلميّة:
* ممارسة رياضة الأيروبيكس مرتين في الأسبوع على الأقلّ، كافية لخفض احتمالات الإصابة بالخرف إلى النصف، وكذلك الأمر بالنسبة للألزهايمر. في هذا الإطار يقترح ميدينا على المدارس والشركات العصريّة، تزويد نفسها بآلات المشي!
* القيلولة، تجعلنا أكثر إنتاجيّة. مدة استراحة لنصف ساعة، حسّنت أداء العاملين في "وكالة الفضاء الأميركيّة" الناسا. ولهذا يعتقد ميدينا أنّه من الضروري تخصيص أوقات للنوم والراحة في المدارس والجامعات والشركات!
* أن نقوم بأكثر من مهمة في الوقت نفسه يزيد من الأخطاء، إذ يستحيل للدماغ أن يوزع انتباهه وتركيزه على مهمتين في الوقت نفسه. لهذا ينصح ميدينا بإطفاء الهاتف الخليوي أثناء العمل والتركيز على مهمة واحدة لا أكثر. على سبيل المثل يعدّ تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفزيون جريمة بحقّ خلايا الدماغ، لأنّه يصعب عليه إدارة عملية الهضم واستيعاب ما يجري على الشاشة. وكلّ هذه العادات التي أصبحت تلقائية في يومياتنا، هي سبب لكسل الدماغ على المضى الطويل، وإرهاقه