جهاز ايباد برو هو من نوعية الأجهزة التي تحبها وتكرهها في آنِ واحد، حيث يقدم لك بعض المميزات التي تجعلك لا تريد ترك الجهاز، وبالمقابل هناك بعض العيوب في الجهاز تُشعرك بأنه لايستحق الاقتناء.
فآبل تزعم بأن الايباد برو سوف يجعلنا ننسى أجهزة اللاب توب والماك وسنعتمد عليه بشكل كلي في عملنا وتصفحنا للانترنت.أترككم مع مراجعتي لهذا الجهاز الكبير في حجمه وسعره لمعرفة ما هي مميزات هذا الجهاز وما عيوبه وهل فعلا الجهاز سوف يغنينا عن أجهزة اللاب توب؟
الشاشة والسماعات
عندما تقوم بتشغيل تطبيق أو موقع أو لعبة فان أول شيء تلاحظه هو أنك تشاهد كل شيء بوضوح عالٍ جداً، فشاشة ايباد برو شاشة جبارة في إمكانيتها ووضوح الألوان، إن تقنية “ريتنا” والعدد الهائل من البكسلات في الشاشة تجعل من تجربة مشاهدة المحتوى بمختلف أنواعه على هذه الشاشة تجربة جميلة جداً، فمن خلال تجربتي مع بعض التطبيقات مثل أمازون فيديو وتصفح مواقع مختلفة أستطيع أن أؤكد لك أن ستستمتع مع وضوح الشاشة وستشاهد كل شيء بدقة متناهية.أما عن السماعات فالجهاز لديه ٤ سماعات موزعة على زوايا الجهاز الأربعة، وهذا ما تقدمه آبل لأول مرة، ففي نسخ ايباد السابقة لا يوجد سوى سماعتين في الأسفل، مما يعطيك تجربه جميلة وجديدة في الاستمتاع بسماع المقاطع الصوتية او الفيديو بفضل جودة الصوت العالية جداً.
تصميم الجهاز
عندما أعلنت آبل عن الجهاز بمقاسه الكبير أصبح محل سخرية بسبب ضخامته، فالجهاز يأتي بحجم مقارب لحجم أجهزة اللابتوب ذات الشاشة بمقاس ١٣ بوصة، وأذكر خلال زيارتي للاستراحة، سألني أحد الحضور عندما شاهد معي ايباد برو وقال “ماهذا اللابتوب الذي معك“؟فحجم الجهاز الضخم لم يظهر لي بشكل مميز، فكل ما تراه هو نفس تصميم الايباد ميني والايباد اير ولكن بحجم أكبر، و لذلك عند استخدامك له كجهاز تابلت سوف تجد صعوبة في الامساك بالجهاز، صحيح أن وزنه الخفيف حل جزء من هذه المشكلة ولكن أنت تتعامل مع جهاز بمقاس ١٢.٩ بوصة ولايمكن أن يكون التحكم به سهل بيديك الاثنتين فما بالك لو أردت ان تتحكم به بيد واحدة؟ لذا أجد ان تصميم ايباد برو تصميم غير ملائم وكنت أتمنى لو أن آبل غيرت من التصميم وجعلته يختلف عن الموديلات الأخرى من ايباد.
الفيديو
الفيديو من انتاج شركة http://tellers.saالأداء
بفضل معالج رسوميات قوي و أيضا معالج سريع وعالي الأداء فإن ايباد برو من أقوى اجهزة التابلت، فتجربتي للجهاز واستخدامي للعديد من التطبيقات من بينها تطبيقات التصميم والتصفح و الألعاب، كانت تجربة رائعة من ناحية الأداء، فالجهاز سريع جداً في كل شيء ولم أعاني من أي بطء أو خلل في استخدام التطبيقات الثقيلة مثل تطبيقات التصميم والمونتاج وكذلك الألعاب.القلم ولوحة المفاتيح الذكية
من أهم مميزات الايباد برو هو أن لديه اكسسورات خاصة لاتتوفر في الموديلات السابقة وهي القلم ولوحة المفاتيح الذكية، دعونا بالبداية نتحدث عن القلم.من وجهة نظري أعتقد بان الايباد برو من دون القلم لايستحق الشراء (طبعا إن كنت تنوي شراء ايباد برو) فالقلم ومن خلال تجربتي أضاف قيمة كبيرة لايباد برو، فكل ماقدمته آبل في هذا القلم رائع جداً، فمن خلال القلم والذي يمكن استخدامه للكتابة والرسم والتصميم والعديد من الوظائف سريع جداً في الكتابة ولايوجد أي تأخير لظهور الخط مثلما يحدث في بعض الأجهزة التي لديها قلمها الخاص، فعند كتابتك لكلمة أو عند رسمك لأي شيء فإن عملك يظهر على ايباد برو بشكل مباشر ولحظي وكأنك تقوم بذلك على ورقة عادية.
الأمر الأخر والذي يجعل القلم رائع للغاية هو حساسية القلم لزاوية الكتابة و أيضاً لقوة الضغط على الشاشة، فعندما تقوم بكتابة كلمة وتضغط بقوة فإن القلم يتعرف على هذه الضغطة القوية ويجعل من الخط أغمق واعرض من السابق، ونفس الشيء ينطبق على الكتابة من خلال الكتابة بزاوية ضيقة بالقلم فإن الجهاز يتعرف على زاوية القلم ويظهر للمستخدم خط او تظليل مثل مانقوم بذلك عندما نرغب بالتظليل بقلم الرصاص أو من خلال فرشاة الرسم، ولهذا أجد أن القلم إضافة مميزة جداً لايباد برو ولا يمكن الاستغناء عنه.
العيب الوحيد فيه هو أن آبل لم توفر مكان تحتفظ فيه بالقلم، لذلك احتمالية ضياع القلم منك وارده جدا.
نأتي الآن إلى لوحة المفاتيح الذكية؛ والتي للأسف لم تعجبني كثيراً، فمواد تصنيع لوحة المفاتيح سيئة والأزرار صغيرة جداً ويوجد نقص في بعض الازرار التي نجدها في لوحة المفاتيح على ماك بوك أو جهاز بي سي، ناهيك عن عدم وجود خاصية “تتش باد” أو الإضاءة الخلفية للأزرار، مما جعلني لا أفضل استخدام لوحة مفاتيح ايباد برو، وعند رغبتي لكتابة بريد طويل ويحتاج للوحة المفاتيح أجد نفسي أعود لتشغيل جهاز ماك بوك برو واستخدام لوحة مفاتيح.
بالنهاية آبل لم تقدم لوحة مفاتيح جيدة تعمل مع الايبادر برو خصوصا وأن سعر لوحة المفاتيح الذكية مرتفع جدا مقابل جودتها وأدائها.
النظام
من أكثر الاشياء الغريبه في جهاز ايباد برو هو أن آبل لم تستغل الشاشة الكبيرة بشكل جيد بحيث توفر نسخة خاصة من نظام ios، فمن خلال تجربتي للجهاز شعرت بأن آبل كانت على عجل في إطلاق الجهاز ولم تعمل بشكل صحيح في جعل النظام يتوافق مع الجهاز، فمثلا الشاشة الرئيسية لنظام ios تظهر لك التباعد الكبير جدا بين ايقونات التطبيقات دليل على أن النظام لم يستغل مقاس الشاشة الضخم، فكل شيء متباعد وتوجد مساحات ضخمه، نفس الشي ينطبق على الاعدادات ونظام التنبيهات وغيره من وظائف النظام والتي تظهر بشكل سيء في الايباد برو.هذا لا يعني أن النظام لا يعمل بكفائه عالية، فكل شيء سريع وسلس في استخدامه، وهذا يعود بالفضل لسرعة الجهاز وقوته ولكن كنت أتمنى ان يظهر نظام التشغيل بشكل أفضل خصوصا مع الشاشة الكبيرة وكنت ايضا أتمنى لو كان الجهاز بنظام الماك ولكن حجه آبل هو أن نظام الماك لم يخصص للشاشات التي تعمل باللمس و لذلك من المنطقي الاعتماد على نظام ios.