يقصد بالتلعثم عدم قدرة الطفل على التكلم بسهولة

فتراه يتهته ويجد صعوبة في التعبير عن أفكاره
فتارة ينتظر لحظات حتى يتغلب على خجله،
وأخرى يعجز تماما عن النطق بما يجول في خاطره.




والتعلثم ليس ناشئاً عن عدم القدرة على الكلام

فالمتلعثم يتكلم بطلاقة وسهولة في الظرف المناسب

أي إذا كان يعرف الشخص الذي يكلمه، أو إذا كان أصغر منه سناً أو مقاماً.

وأول ما يشعر به المتلعثم هو شعور الرهبة أو الخجل

ممن يكلمه فتسرع نبضات قلبه ويجف حلقه ويتصبب عرقاً،



ويبدأ التلعثم عادة في سن الطفولة، وقد يشفى الطفل منه

ولكن يعاوده من جديد إذا أصيب بصدمة نفسية حتى

ولو كان مضى على شفائه سنين عديدة.



وقد ينشأ التلعثم عن واحد أو أكثر من الأسباب التالية:


- قد تتقلص عضلات الحنجرة نتيجة خوف أو رهبة


فتحجز الكلمات قبل خروجها ولا يقوى الطفل على النطق بأي كلمة


أو يقول أأأ ـ ولا يستمر أكثر من ذلك حتى يزول خوفه وتتفتح حنجرته.


- قد لا يتنفس الطفل تنفساً عميقاً قبل بدء الكلام فينطق بكلمة


أو كلمتين ثم يقف ليتنفس ويستمر كذلك بين تكلم واستراحة فيكون كلامه متقطعاً.


- قد يتنفس الطفل تنفساً عميقاً قبل الكلام ولكنه يسرف

في استعمال الهواء الموجود في رئتيه فيستنفده في بضع كلمات.


- قد يكون التوازن معدوماً بين عضلات الحنجرة واللسان

والشفتين فينطق بأحد الحروف قبل الآخر، أو يدغم الحروف بعضها في بعض.




بقى أن نشير إلى أن الطفل المتلعثم في الفصل المدرسي

موقفه صعب للغاية فهو يدرك عدم قدرته على

التعبير بفصاحة ووضوح عما يخالج نفسه،

ويجد لذلك أمامه طريقين إما أن يصمت ولا يجيب عن أسئلة المعلم،

وإما أن يبذل جهده ليعبر عما في نفسه وهو

يعلم أن أقرانه في الفصل يتغامزون عليه.



وهنا يجب الإشارة إلى أنّه عليك أيها المربي أن

تخبر الطفل الذي يعاني هذه المشكلة

أنّ هذه المشكلة يعاني منها الكثير من الناس وهي مؤقّته

وإذا كنت تعرف أحداً مصاب بها سابقاً أخبر طفلك عن تجربته وإذا كان بالإمكان

أن يواجه من مر بهذه التجربة ويخبره الأخير كيف تغلّب على مشكلته

وأنه يستطيع (أي الطفل)أن يعدّي هذه المشكلة بكل بساطة

إذا أصبح واثقاً من نفسه