المرأة ـ في كل آن وزمان ـ هي رفيقة الرجل، لا تنفصل عنه فهي منه وله كالجزء من الكلّ وكالخيط من النسيج. تلك هي الوحدة في ثنائية وجودية وازدواجيّة حياتيّة، ما تَمكّن الإنسان يوماً من أن يملّها وهو في إِطار هذا الكون.
وكأنّي بالرجل والمرأة تكوين منفلق من خليّة واحدة إلى شطرين يجمعهما دائماً حنين الخليّة إلى وحدتها، في سيرها المنجذب أبداً إلى تكميل ناموس الحياة.
وليست المناصفة أو المفاضلة بين هذين الشطرين شرطاً من شروط التّقييم، فميزان التّقييم في الحياة لا تنشال في كفته فلقة إلاّ والثانية معها على اتحاد، باعتبار أنّ كلاً من الشطرين متمّم للثاني عن طريق التداخل والإلتزام.
ليس ذلك في أي معنى مجازي، فالمرأة بعض الرجل، أكان طولها خمسة أسداس طوله أو وزنها ستة أسباع، فالقضية وجوديّة حياتيّة حتميّة مزدوجة ـ كالليل والنهار في تكوين الدورة اليوميّة، وكالسلبيّة والإيجابيّة في توليد الشرارة، فالجزء الّذي ـ إذ بلغَ بلغ قيمة الكلّ ـ له حتما قيمة الكل.
من هنا إن المرأة في وجود الرَّجُل هي البعض الّذي يتمّم الآخر ـ أكان هذا البعض أنعم أو أخشن، أطول أو أقصر، أفهم أو أقلّ إدراكاً، فمن الطولين يخرج الإطار الواحد كما يخرج مربع المستطيل من ضلعه الطويل مع ضلعه القصير، ومن الثقلين يتجمّع الوزن الصحيح كما يتجمّع وزن السيف من ثقل قبضته مع ثقل شفرته، ومن القيمتين تتولّد القيمة الموحّدة، كما يتولّد النغم من خشبة القيثارة مع حبل الوتر.
ولطالما بحثت قضية المرأة والرّجل على سلّم المقايسة والموازنة والمفاضلة، فلم يبلغ طولها أكثر من ستة أسباع طوله ووزنها أكثر من خمسة أسداس وزنه ـ أما قيمتها فكانت تتمايل على مقياس مئوي من حيث كانت ـ في نظر بعض الأجيال ـ صفراً. ففي الجيل الخامس للميلاد كانت لاتزال تعقد المجامع للنظر في هل هي إنسان لها نفس؟ أم هي في مرتبة اخرى لها بعض الإمتيازات؟
وكانت تحسب سلعة من السلع أو متعة للرّجل يلهو بها على هواه ويتصرّف بها كما يشاء ـ فالعصر السابق لصدر الإسلام كان له حق وَأْدِها دون أيّ قانون يطاله بالتجريم ـ حتّى إذا جاء الإسلام متّعها بحقوقها واعتبرها امّاً وزوجة وخلّصها من الوَأْد والحرمان.
وما زالت المرأة حتّى اليوم، مع كلّ ما توصلت إليه مدنيات المجتمعات المتحضّرة_ توزن بثقل جسدها وتقاس بطول قامتها ونحافة هيكلها، وتقيّم منفصلة، بنسبة مواهبها الذاتيّة، دون أن تحسب جزءً من الرّجل وظلاًّ عاكساً لحقيقته ورفيقة ملازمة له وبعضاً متداخلا في بعض.
والصواب أنّ المرأة ليست إلاّ امتداداً لكيان الرّجل بتداخل صميمي فيه؛ ولن تفصل قيمتها عن قيمته طالما أنّها الحتمية المتمّمة لوجوده، ولن تقاس مواهبها إلاّ بالنّسبة إلى مواهبه طالماً أنّها الخليّة التي تستمد من هذا الشطر مقومات وجودها.
فإذا ما طلب منها أن تكون أعمق فكراً، وأكثر ثقافةً، وأمتن أخلاقاً، وأشدّ مراساً، وأقلّ ميعاناً، وأخفّ غروراً؛ وأصدق لساناً؛ وأثبت جناناً ـ فإنّ ذلك أولى أن يطلب إلى الرّجل إِبرازه بجهد مضاعف حتّى تتمّ على المرأة عملية الإنعكاس.
فإذا شكي في المرأة من نقص فهو نقص الرّجل يظهر في المرأة مثلما يظهر اللين في العظام من نقص الأملاح في الجسم، أو كما يظهر الهزال في العضلات من ضعف الغذاء في البدن، أو كما يظهر الشحوب في الوجه من ضآلة الحيوية في الدمّ.
إنّ الرّجل والمرأة شطراً جسم واحد، فإذا كان الرّجل بحاجة إلى ام فالمرأة رحمه، وإذا كان بحاجة إلى رفيق فالمرأة شوقه وحنينه؛ وإذا كان بحاجة إلى ترفيه فهي كأسه وعبيره، وإذا كان بحاجة إلى مجتمع فالمرأة تربته وخصبه.
كلُّ مجتمع لايعتبر المرأة بمثابة اليد اليسرى إلى اليمنى في جسم الانسان، يكون مجتمعاً مسؤولاً ـ إلى حد بعيد ـ عن تخلّفه عن السير في مضمار التحقيق والتقدّم والفلاح.
وكأنّي بالرجل والمرأة تكوين منفلق من خليّة واحدة إلى شطرين يجمعهما دائماً حنين الخليّة إلى وحدتها، في سيرها المنجذب أبداً إلى تكميل ناموس الحياة.
وليست المناصفة أو المفاضلة بين هذين الشطرين شرطاً من شروط التّقييم، فميزان التّقييم في الحياة لا تنشال في كفته فلقة إلاّ والثانية معها على اتحاد، باعتبار أنّ كلاً من الشطرين متمّم للثاني عن طريق التداخل والإلتزام.
ليس ذلك في أي معنى مجازي، فالمرأة بعض الرجل، أكان طولها خمسة أسداس طوله أو وزنها ستة أسباع، فالقضية وجوديّة حياتيّة حتميّة مزدوجة ـ كالليل والنهار في تكوين الدورة اليوميّة، وكالسلبيّة والإيجابيّة في توليد الشرارة، فالجزء الّذي ـ إذ بلغَ بلغ قيمة الكلّ ـ له حتما قيمة الكل.
من هنا إن المرأة في وجود الرَّجُل هي البعض الّذي يتمّم الآخر ـ أكان هذا البعض أنعم أو أخشن، أطول أو أقصر، أفهم أو أقلّ إدراكاً، فمن الطولين يخرج الإطار الواحد كما يخرج مربع المستطيل من ضلعه الطويل مع ضلعه القصير، ومن الثقلين يتجمّع الوزن الصحيح كما يتجمّع وزن السيف من ثقل قبضته مع ثقل شفرته، ومن القيمتين تتولّد القيمة الموحّدة، كما يتولّد النغم من خشبة القيثارة مع حبل الوتر.
ولطالما بحثت قضية المرأة والرّجل على سلّم المقايسة والموازنة والمفاضلة، فلم يبلغ طولها أكثر من ستة أسباع طوله ووزنها أكثر من خمسة أسداس وزنه ـ أما قيمتها فكانت تتمايل على مقياس مئوي من حيث كانت ـ في نظر بعض الأجيال ـ صفراً. ففي الجيل الخامس للميلاد كانت لاتزال تعقد المجامع للنظر في هل هي إنسان لها نفس؟ أم هي في مرتبة اخرى لها بعض الإمتيازات؟
وكانت تحسب سلعة من السلع أو متعة للرّجل يلهو بها على هواه ويتصرّف بها كما يشاء ـ فالعصر السابق لصدر الإسلام كان له حق وَأْدِها دون أيّ قانون يطاله بالتجريم ـ حتّى إذا جاء الإسلام متّعها بحقوقها واعتبرها امّاً وزوجة وخلّصها من الوَأْد والحرمان.
وما زالت المرأة حتّى اليوم، مع كلّ ما توصلت إليه مدنيات المجتمعات المتحضّرة_ توزن بثقل جسدها وتقاس بطول قامتها ونحافة هيكلها، وتقيّم منفصلة، بنسبة مواهبها الذاتيّة، دون أن تحسب جزءً من الرّجل وظلاًّ عاكساً لحقيقته ورفيقة ملازمة له وبعضاً متداخلا في بعض.
والصواب أنّ المرأة ليست إلاّ امتداداً لكيان الرّجل بتداخل صميمي فيه؛ ولن تفصل قيمتها عن قيمته طالما أنّها الحتمية المتمّمة لوجوده، ولن تقاس مواهبها إلاّ بالنّسبة إلى مواهبه طالماً أنّها الخليّة التي تستمد من هذا الشطر مقومات وجودها.
فإذا ما طلب منها أن تكون أعمق فكراً، وأكثر ثقافةً، وأمتن أخلاقاً، وأشدّ مراساً، وأقلّ ميعاناً، وأخفّ غروراً؛ وأصدق لساناً؛ وأثبت جناناً ـ فإنّ ذلك أولى أن يطلب إلى الرّجل إِبرازه بجهد مضاعف حتّى تتمّ على المرأة عملية الإنعكاس.
فإذا شكي في المرأة من نقص فهو نقص الرّجل يظهر في المرأة مثلما يظهر اللين في العظام من نقص الأملاح في الجسم، أو كما يظهر الهزال في العضلات من ضعف الغذاء في البدن، أو كما يظهر الشحوب في الوجه من ضآلة الحيوية في الدمّ.
إنّ الرّجل والمرأة شطراً جسم واحد، فإذا كان الرّجل بحاجة إلى ام فالمرأة رحمه، وإذا كان بحاجة إلى رفيق فالمرأة شوقه وحنينه؛ وإذا كان بحاجة إلى ترفيه فهي كأسه وعبيره، وإذا كان بحاجة إلى مجتمع فالمرأة تربته وخصبه.
كلُّ مجتمع لايعتبر المرأة بمثابة اليد اليسرى إلى اليمنى في جسم الانسان، يكون مجتمعاً مسؤولاً ـ إلى حد بعيد ـ عن تخلّفه عن السير في مضمار التحقيق والتقدّم والفلاح.