اهمية التعبير عن الحب للمراهقين ، تربية المراهقين
[size=32]الاسلوب المناسب للتعامل مع المراهق
من مقالة:
[/size]
[size=32]الاسلوب المناسب للتعامل مع المراهق
من مقالة:
[/size]
معاركُ نشبتْ بينها وبينَ ابنِها المراهق، هي تقولُ وهو يقولُ أكثر! ترفعُ صوتَها، ولكنَّه يستطيعُ أن يرفعَه أكثر! تشيرُ بيدِها، فيشيرُ بيدٍ أكبر! ثُمَّ قد يخرجُ من البيتِ ويتركُها مقهورةً منه وعليه، ويتكرَّرُ المشهدُ حتَّى متى؟ حتَّى كان يومٌ شعرتُ فيه أنَّ العَلاقةَ بينهما هي نقدٌ ونصح، وقتالٌ وخصام، ثُمَّ نقدٌ ونصح، وفي نفسِ ذلك اليوم وجدتُ ورقةً قديمةً مكتوبٌ عليها بيدٍ صغيرةٍ، عمرُها ستُّ سنوات: أنا أحبُّك كثيرًا يا ماما! ابتسمتُ لبراءةِ الخطِّ، والرَّسمِ والألوان، والقلبِ الأحمر والكلمات !
بني، حتَّى أنا أحبُّك، وأكثر مما تحبُّني، عادت تقولُ لنفسِها: ولكن ما الذي يُثبتُ أنَّني أحبُّه؟ ما الذي يثبتُ له هو شخصيًّا أنَّني أحبُّه؟
وأخرى؛ مرضت ابنتُها المراهقةُ مرضًا لم يعرفْه الأطباءُ، والسَّببُ إحساسُها بالوحدةِ والنَّقصِ وعدم الحبِّ أو الاهتمام، يقول الأبوانِ: ولكنَّنا نحبُّها! فهل يوجدُ آباءٌ في الدُّنيا لا يحبون أولادَهم؟!
بني، حتَّى أنا أحبُّك، وأكثر مما تحبُّني، عادت تقولُ لنفسِها: ولكن ما الذي يُثبتُ أنَّني أحبُّه؟ ما الذي يثبتُ له هو شخصيًّا أنَّني أحبُّه؟
وأخرى؛ مرضت ابنتُها المراهقةُ مرضًا لم يعرفْه الأطباءُ، والسَّببُ إحساسُها بالوحدةِ والنَّقصِ وعدم الحبِّ أو الاهتمام، يقول الأبوانِ: ولكنَّنا نحبُّها! فهل يوجدُ آباءٌ في الدُّنيا لا يحبون أولادَهم؟!
ويبقى السُّؤال: ما الذي يثبتُ لها هي تحديدًا أنَّ والديها يحبانها؟ الحبُّ في القلبِ لم يظهرْ ولم يُعبَّر عنه، وما يصلُها وما تقرؤه جفوتهما وتصحُّر قلبيهما.
لم يتأخرِ الوقتُ ولم يفُتِ الأوان، فالإصلاحُ ممكن، ولتكنِ البدايةُ جلسة صراحةٍ وإقرار واعتراف وتصالُح، إقرارٍ بالحبِّ، واعتراف بخطأ التعبيرِ عن الحبِّ، وتصالحٍ مع الأبناء، نحبُّهم إذًا، لا خلافَ، والحبُّ يعني الحنان والرَّحمة، والدِّفء والأمان، والدُّعاء والكلمة الطيبة، والابتسامة والتسامح والصَّبر، ما دمنا نحبهم، فلنقلْ لهم ذلك صراحةً، ولنناديهم بحبيبي وحبيبتي، لنتركْ أيديَنا أيضًا تعبِّر، فتمسح على رؤوسِهم، وتلتف حول أكتافِهم وتربت عليهم رضًا، ولا مشكلةَ أن ندلك لهم أكتافَهم ورؤوسَهم، خاصَّةً إذا اشتكوا تعبًا، لننظرْ إليهم نظرةَ الرَّحمةِ والعطف والرِّضا، نجلس معهم ونشرب معًا الشَّاي أو القهوة، ونتحدثُ ونأخذ رأيَهم في أمورٍ مهمَّة ومصيرية، نمنحهم الثِّقةَ ونثق بهم، ونحمِّلهم مسؤولياتٍ مهمة، ونصبر على أخطائِهم، ونتعاهدُ معهم على رضا الله وعدمِ الخطأ في حقِّه - سبحانه وتعالى - وأنَّ ما يغضبُ اللهَ يغضبنا وبشدَّة، ويستوجِبُ العقوبة، ونتعاهدُ على الصِّدقِ والاعتراف - أيًّا كان الموضوع، ومهما بلغت درجة خطورتِه - نهتمُّ بصلاتِهم ودراستهم، ونؤكِّدُ على برِّ والديهم والرَّحمة بإخوانِهم وصلة أقربائهم، ولا نغفلُ أبدًا أنْ نربطَ كلَّ العاداتِ والآداب بما يحبُّ الله وما يحبُ رسولُه - عليه الصلاة والسلام -: هذا يرضي اللهَ، وهذا يحبُّه اللهُ سبحانه، وهذا لا يعجبُ الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - وهكذا قال، وهكذا كان يفعل، مع كلِّ ذلك سيقبلون النُّصحَ والتوجيه والاعتراض وحتَّى العقوبة، وسيقرُّون أنَّهم يستحقُّونَ العقوبةَ، بل وسيروون لنا أخطاءَهم وسقطاتِهم وسيطلبون منَّا مساعدتِهم، وستمرُّ سنواتُ المراهقةِ هادئةً سلسة بسيطة، خالية تقريبًا من المشاكل، بل أكادُ أجزِمُ أنَّ أبناءَنا في هذا العمرِ سيزدادُ تعلُّقُهم بنا، ونصبح نحن أصدقاءهم الأهم.
لم يتأخرِ الوقتُ ولم يفُتِ الأوان، فالإصلاحُ ممكن، ولتكنِ البدايةُ جلسة صراحةٍ وإقرار واعتراف وتصالُح، إقرارٍ بالحبِّ، واعتراف بخطأ التعبيرِ عن الحبِّ، وتصالحٍ مع الأبناء، نحبُّهم إذًا، لا خلافَ، والحبُّ يعني الحنان والرَّحمة، والدِّفء والأمان، والدُّعاء والكلمة الطيبة، والابتسامة والتسامح والصَّبر، ما دمنا نحبهم، فلنقلْ لهم ذلك صراحةً، ولنناديهم بحبيبي وحبيبتي، لنتركْ أيديَنا أيضًا تعبِّر، فتمسح على رؤوسِهم، وتلتف حول أكتافِهم وتربت عليهم رضًا، ولا مشكلةَ أن ندلك لهم أكتافَهم ورؤوسَهم، خاصَّةً إذا اشتكوا تعبًا، لننظرْ إليهم نظرةَ الرَّحمةِ والعطف والرِّضا، نجلس معهم ونشرب معًا الشَّاي أو القهوة، ونتحدثُ ونأخذ رأيَهم في أمورٍ مهمَّة ومصيرية، نمنحهم الثِّقةَ ونثق بهم، ونحمِّلهم مسؤولياتٍ مهمة، ونصبر على أخطائِهم، ونتعاهدُ معهم على رضا الله وعدمِ الخطأ في حقِّه - سبحانه وتعالى - وأنَّ ما يغضبُ اللهَ يغضبنا وبشدَّة، ويستوجِبُ العقوبة، ونتعاهدُ على الصِّدقِ والاعتراف - أيًّا كان الموضوع، ومهما بلغت درجة خطورتِه - نهتمُّ بصلاتِهم ودراستهم، ونؤكِّدُ على برِّ والديهم والرَّحمة بإخوانِهم وصلة أقربائهم، ولا نغفلُ أبدًا أنْ نربطَ كلَّ العاداتِ والآداب بما يحبُّ الله وما يحبُ رسولُه - عليه الصلاة والسلام -: هذا يرضي اللهَ، وهذا يحبُّه اللهُ سبحانه، وهذا لا يعجبُ الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - وهكذا قال، وهكذا كان يفعل، مع كلِّ ذلك سيقبلون النُّصحَ والتوجيه والاعتراض وحتَّى العقوبة، وسيقرُّون أنَّهم يستحقُّونَ العقوبةَ، بل وسيروون لنا أخطاءَهم وسقطاتِهم وسيطلبون منَّا مساعدتِهم، وستمرُّ سنواتُ المراهقةِ هادئةً سلسة بسيطة، خالية تقريبًا من المشاكل، بل أكادُ أجزِمُ أنَّ أبناءَنا في هذا العمرِ سيزدادُ تعلُّقُهم بنا، ونصبح نحن أصدقاءهم الأهم.