الباب الثالث
الفصل الأول
تلخيص القول القويم
في الصلاة حسب التقويم
تمهيد :
كان من المخطط أن يكون موضع هذا الباب في نهاية هذه الرسالة ، بعد أن ننتهي ـ بإذن الله تعالي ـ من بيان الفضائل السبع والعشرين لصلاة الجماعة ، إلا أنني استشعرت ضرورة التعجيل به ؛ نظرا لأنه يتعلق بشرط من شروط صحة الصلاة وهو دخول وقت الصلاة ، وقد كثر الكلام في هذا الموضوع ـ منذ زمن بعيد ـ دون أن يكون هناك مردود علي المستويات الرسمية ، حتي أصبح الأمر مثار خلافات بين بعض المسلمين ، تلتهب وتخمد بين الحين والحين ، وعلي من يريد الاحتفاظ بالرسالة علي صورة كتاب الكتروني كامل أن يراعي ترتيب الباب والفصول كل حسب موضعه .
وقد رأيت أن أبدأ هذا الباب بتلخيص لرسالة ـ أعتقد أنها أمسكت بكثير من خيوط هذا الموضوع ـ من إعداد أبو بكر أحمد العدوي المدرس بإحدي الكليات بالمملكة العربية السعودية ، أرجو أن أكون قد استوفيت أركانه ـ هذا مع اليسيرمن التعليقات وجدت ضرورة لها ، وخصصت لهذا الملخص فصلا مستقلا بعنوان تلخيص القول القويم في الصلاة حسب التقويم ، علي أن نتبع هذا الفصل ـ إن شاء الله ـ بفصول أخري لما يستجد مما يتعلق بهذا الباب .
قال الباحث بعد الحمد لله والثناء عليه والصلاة والسلام علي سيد المرسلين أن هذه رسالة مختصرة بعنوان ( القول القويم في الصلاة حسب التقويم ) ، أقدمها لنفسي ولإخواني المسلمين من باب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ومن المعلوم إخوتي الكرام أن الاختلاف في مسائل الأحكام أكثر من أن ينضبط ، ولو أنه كلما اختلف اثنان في مسألة تهاجرا ، لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوَّة ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - ، ومسألة صحة وخطأ التقاويم من مسائل الأحكام ، وقد وقع فيها الاختلاف بين العلماء ، وما أريد من الكلام فيها توجيه الاتهام لأحد أو إثارة فتنة بين الناس ، وإنما أريد تقديم نصيحة - بهدوء - لبيان ما يجب على المسلم فعله في هذه المسألة التي تتعلق بشرط من شروط صحة الصلاة ، وبأي الأقوال يأخذ ، فمن أخذ بنصيحتي فلله الحمد والمنَّة ، ومن ردها فهو وشأنه ، وحسبي أني أعذرت إلى الله ببيان ما علمته - في هذه المسألة - وخرجت من إثم كتمان العلم .
ونصيحتي هي النظر إلى الأقوال وأدلتها ، وليس النظر إلى الأشخاص القائلين بها – مع عدم التقليل من شأن المخالف - ، فإننا وإن كنا نُحب علماءنا إلا أن حبنا للحق أشد ، ومن المعلوم أن كل أحد يؤخذ من قوله ويُردُّ إلا المعصوم - كما قال الإمام مالك رحمه الله - .
فإذا اختلف أهل العلم في مسألة من المسائل وجب على المسلم أن يتَّبع ما يظنه أقرب للحق والصواب ، وما يطمئن إليه قلبه كما قال : ( استفت قلبك وإن أفتاك المفتون) رواه البخاري في التاريخ.
وقال أيضاً: ( البرُّ حسن الخلق ، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطَّلع الناس عليه) رواه مسلم .
وقال ابن عثيمين: (وهذه مسألة خطيرة جدًّا ، لو تُكبِّر للإحرام - فقط - قبل أن يدخل الوقت ، ما صحّت صلاتك وما صارت فريضة. (من شرح رياض الصالحين/ باب المراقبة).
وقال الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان: وأما صلاة الفجر قبل وقتها فإنها لا تصح بإجماع العلماء .( من فتوى للشيخ عن مدى مطابقة التقاويم لوقت صلاة الفجرالفجر- وستأتي الفتوى لاحقاً-).
مبحث : الفجر شرعاً: قال رسول الله : " الفجر فجران ، فجر يقال له: ذنب السرحان ، وهو الكاذب يذهب طولاً ، ولا يذهب عرضاً ، والفجر الآخر يذهب عرضاً ، ولا يذهب طولا " . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 2002.
وحديث سمرة بن جندب قال ، قال رسول الله : " لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ، ولا الفجر المستطيل ، ولكن الفجر المستطير في الأفق" . رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
علامات الفجر الصادق: الوصف المشهور في كتب الفقه للفجر الصادق لا يكفي للدلالة عليه ، إذ أنه تجاهل بعض النصوص والآثار الثابتة لتعذّر الجمع بينها جمعًا يزيل ما يبدو فيها من التعارض ، فتمّ تأويل بعضها تأويلاً بعيدًا وقيل باحتمال نسخ بعضها أو شذوذه ، ولكن الجمع ممكن ، وخلاصته ؛ أنّ صلاة الفجر لا يدخل وقتها حتى تظهر ثلاث علامات:
الأولى: حتى ينفجر الفجر ، ويستطير بياض النهار في السماء حتى يغشى كل خيط أسود فيها
الثانية: حتى يعترض الأحمر في الأفق .
الثالثة: حتى ينفسح البصر على الأرض ، حتى يرى مواقع النبل. والعلامة الثالثة تضبط العلامتين الأولى والثانية للمبتدئين في مراقبة الفجر ، ويكفي بعد ذلك ظهور بعض هذه العلامات للدلالة على دخول الوقت إذا تعذّر البعض الآخر لأيّ سبب. (من بحث لمحمد بن أحمد التركي)
مبحث: اختلاف أهل العلم في وقت الفجر في التقاويم بالبحث والتتبع وجد أن أهل العلم قد اختلفوا في وقت الفجر في التقاويم على ثلاثة أقوال:
الأول: أن وقت التقويم صحيح وموافق لطلوع الفجر الصادق ، وتصح به صلاة الفجر.
الثاني: أن وقت التقويم متقدم بـحوالي ( 10 - 15 دقيقة ) عن الفجر الصادق ولا تصح به صلاة الفجر .
الثالث: أن وقت التقويم متقدم بـحوالي (20- 25 دقيقة ) بل قد يسبق الفجر الكاذب أحياناً ، ولا تصح به صلاة الفجر بل يجب انتظار تلك المدة قبل صلاة السنة والفرض جميعاً .
والقول الأول: اعتمد على تقويم أم القرى - بالسعودية - ، وتقويم هيئة المساحة المصرية – بمصر- ، وغيرهما من التقاويم في كثير من بلاد المسلمين ، وفيه طلوع الفجر عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية (19 ˚– 30,19˚ ).
والقول الثاني: اعتمد على دراسة عبد الملك الكليب – بالكويت - ، وتقويم رابطة العالم الإسلامي ، وفيه طلوع الفجر عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية (17˚- 18˚).
والقول الثالث: اعتمد على تقويم الإسنا – وهي جمعية إتحاد مسلمي أمريكا الشمالية - ، ونتائج الدراسات الفلكية – بمصر والسعودية - ، ورصد الفجر بالمشاهدات المتكررة من كثير من أهل العلم - الشرعي والفلكي - وفيه طلوع الفجر عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية (14 ˚– 15˚ ). ( انظر في نهاية الرسالة رسم تخطيطي يبين أوقات الصلاة مبحث: أقوال في توقيت الفجر حسب التقاويم
أولاً:- من السعودية: 1 - الشيخ صالح الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء – قال بصحة تقويم أم القرى ، وله كتاباً في ذلك ، ولكن ليس عندي شيء من أقواله. والرد على فتوى المفتي من نتائج رصد طلوع الفجر بالمشاهدة البصرية والأبحاث العلمية المتخصصة والتي أثبتت أن طلوع الفجر الصادق يكون عند زاوية ميل الشمس (14-15 درجة) تحت الأفق .
2- وقول الشيخ د. سعد بن تركي الخثلان: معظم التقاويم في العالم الإسلامي - ومنها تقويم أم القرى - يوجد لديها إشكالية في تحديد دخول وقت صلاة الفجر، إذ أنها تعتبر الشفق الفلكي بداية لوقت الفجر، والشفق الفلكي هو الفجر الكاذب الذي حذر النبي من الاغترار به ،..... وهذا الشفق الفلكي يكون على درجة 18 وقد وُضع عليه تقويم رابطة العالم الإسلامي ، وتقويم العجيري , أما تقويم أم القرى فقد وضع على درجة 19 - أي مع تقديم أربع إلى خمس دقائق - , وقد وجدت دراسات فلكية حديثة لتحديد الدرجة الصحيحة لبداية الفجر الصادق , والذي استقرت عليه الدراسات أنه ما بين ( 14.5 - 15 درجة ) أي أن الفارق بينها وبين تقويم أم القرى مابين (15 إلى 23 دقيقة ) بحسب فصول السنة. وهناك جهود قائمة لتعديل تقويم أم القرى فيما يتعلق بوقت صلاة الفجر. (من موقع الدكتور سعد الخثلان).
3- البحث الصادر من مدينة الملك عبد العزيز - والذي يقطع الشك باليقين - حيث استنتج - بالمتوسط - الدرجة ( 14.6 ) , وهو قد صدر في عام 1426هـ - 2005 م , فتعتبر هي آخر دراسة وأدقها وأثبتها ، وخاصة أن العاملين بها أيضاً هم من البارزين في العلم الشرعي ، كما منهم المسؤول في قسم الفلك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في الرياض.
4 - بحث الدكتور سليمان بن إبراهيم الثنيان - عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم - ولم ينشر- بعنوان: ( أوقات الصلوات المفروضة) ، وقد ذكر فيه أنه قام برصد الفجر لعام كامل ، وأن وقت الفجر حسب تقويم أم القرى ، متقدم عن التوقيت الشرعي للفجر ما بين 15 دقيقة إلى 24 دقيقة حسب فصول السنة . , ويتبين أن الفرق الذي ذكره بالدقائق يساوي تقريباً الدرجة ( 14.6) تحت الأفق .
5 - الشيخ محمد بن أحمد التركي قال : وقد أكدت لجنة دراسة الشفق بعد البحث والاستقصاء أنها لم تجد أساسًا مكتوبًا لتقويم أمّ القرى ، وقد أمكن اللقاء بمعدّ التقويم سابقًا د. فضل نور الذي أفاد بأنه أعدّ التقويم بناء على ما ظهر له ، وليس لديه أيّ أساس مكتوب ، ومن خلال الحديث معه ومحاورته تبين أنه لا يُميِّز بين الفجر الكاذب والصادق على وجهٍ دقيق ، حيث أعدَّ التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب ، أي على درجة 18، وبعد عشر سنوات قدمه إلى درجة 19 احتياطاً .
فهذا التقويم لم يُعدّه نخبة من العلماء - كما زعم بعضهم - ، والأصل هو بقاء الليل ، وما كان هو الأصل فلا يُنتقل عنه إلاّ بيقين ، أو بغلبة الظن إذا تعذَّر اليقين .
وهذا التقويم - بعد كل ما سبق- لا يفيد اليقين ولا حتى غلبة الظن ، ويكذّبه الواقع المشاهَد سواء خارج المدينة بعيدًا عن الأنوار الصناعية أو داخلها ، فالصبح لا يخفى على بصير تحرّاه ، فما عذرنا أمام الله؟!. ودخول وقت الصلاة شرط من شروط صحتها ، والتحقق من ذلك واجب - وخاصة عند الاختلاف والشك - والتساهل في ذلك هو من إضاعة الصلاة ، وقد توعد الله من أضاعها فقال سبحانه : {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً } (مريم:59 ) ، وقال تعالى :{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } (النساء :
115( ثانيا - من مصر: 1 - رسالة دكتوراه لنبيل يوسف حسنين مقدمة في كلية العلوم بجامعة الأزهر عام 1408هـ -1988م , بعنوان ( دراسة الشفق لتحقيق أوقات الصلاة ورؤية الهلال ) , ولم تناقش - حيث توفي صاحبها قبيل المناقشة - , وأوضحت الدراسة أن صلاة الفجر تجب حين يكون انخفاض الشمس تحت الأفق في المتوسط في حدود ( 14.5 ) درجة .(نقلاً من موقع الجمعية الفلكية بجدة),
2 - دراسة علمية – بمصر - قامت بها ( لجنة تحقيق مواقيت الصلاة ) ، المشكلة بقرار من رئيس أكاديمية البحث العلمي ، وأسهم الشيخ جاد الحق في دعمها مادياً .
وقد أسفرت هذه الدراسات والتجارب على مدى عامين عن أن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي (64 دقيقة ) في أسوان والمناطق المحيطة بها ، أما في باقي أنحاء الجمهورية فإن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي (57 دقيقة) . وهذه الدراسة نشرتها جريدة اللواء الإسلامي في 19جمادى الآخرة 1409هـ الموافق 29/12/1988.
3- فتوى الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر السابق وتوجد له - فتاوى دار الإفتاء المصرية - بتاريخ 25 محرم 1402 هجرية - 22 نوفمبر 1981 م. وهذا نصُّها:
السؤال: استفسر كثير من المواطنين من دار الإفتاء عما أثارته بعض الجماعات من أن وقت صلاة الفجر بالحساب الفلكي المعمول به في مصر متقدم بنحو العشرين من الدقائق عن دخول الوقت الشرعي بطلوع الفجر الصادق حسب علاماته الشرعية ، وأن انتهاء وقت المغرب ودخول وقت العشاء بذات الحساب غير صحيح أيضاً ، إذ لا يطابق كل هذا ما جاء في السنة.
وأن بعض هذه الجماعات قد ضللت الناس وأثارت الشك في عبادتهم ، لاسيما في شهر رمضان ، فقد أفتوا بامتداد الإفطار إلى إسفار النهار وظهوره ، متجاوزين وقت الفجر المحدد حسابياً ، استدلالاً بقول اللّه سبحانه }وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل } البقرة 187 ، وأن هؤلاء كانوا يُحضِرون خيطين: أبيض وأسود ، ويبيحون الأكل والشرب حتى يُميزون الأبيض من الأسود منهما.
الجواب: إزاء كثرة الاستفسارات عن هذا - تليفونياً وكتابياً - ، فقد عرض المفتى أمر الحساب الفلكي لمواقيت الصلاة الذي تصدره هيئة المساحة المصرية في تقويمها الرسمي على لجنة من الأساتذة المتخصصين في علوم الفلك والأرصاد والحسابات الفلكية بأكاديمية البحث العلمي ، وجامعتي الأزهر والقاهرة ، وهيئة المساحة المصرية ، لإبداء الرأي العلمي ، لمقارنة المواقيت الشرعية على المواقيت الحسابية الجارية ، وشارك في الفحص السيد / رئيس مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي ، وقد كان واحداً من أولئك الذين أرسلوا لدار الإفتاء تقريراً عن عدم صحة الحسابات المعمول بها في مصر لأوقات الصلاة خاصة صلاتي العشاء والفجر. وقد تقدمت هذه اللجنة بتقريرها الذي انتهت فيه ( بعد البحث ) إلى: ( أن الأسلوب المتبع في حساب مواقيت الصلاة في جمهورية مصر العربية يتفق من الناحية الشرعية والفلكية مع رأى قدامى علماء الفلك المسلمين. ( وتأكيداً لهذا : اقترحت اللجنة - تشكيل لجنة علمية - توالى الرصد والمطابقة مع المواقيت الشرعية في فترات مختلفة من العام ولمدة عامين.............
التعليق على الفتوى: بالفعل شُكلت تلك اللجنة المقترحة - وأُطلق عليها ( لجنة تحقيق مواقيت الصلاة ) - بقرار من رئيس أكاديمية البحث العلمي ، وأسهم الشيخ جاد الحق في دعمها . وقد أسفرت هذه الدراسات والتجارب - على مدى عامين - عن أن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي (64 دقيقة ) في أسوان والمناطق المحيطة بها ، أما في باقي أنحاء الجمهورية فإن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي (57 دقيقة) . وهذه الدراسة نشرتها جريدة اللواء الإسلامي في 19جمادى الآخرة 1409هـ الموافق 29/12/1988.كما سبق ذكره .
وحيث أن فتوى الشيخ جاد الحق كانت في 1981 م وقرار " لجنة تحقيق مواقيت الصلاة " الذي أثبت خطأ توقيت الفجر في التقاويم كان في 1988 م ، فإن قرار اللجنة يُعتبر ناسخاً لتلك الفتوى ، وعليه فلا يصح الاحتجاج بها على صحة التقاويم .
وهو ما حدث بالفعل فقد رجع الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر عنها وأوصى قبل موته بلزوم تعديل توقيت النتيجة بعد تقرير اللجنة التي شكَّلها لبحث هذه المسألة إبَّان كونه شيخاً للأزهر– رحمه الله - ، كما نقل ذلك عنه الشيخ علي الخطيب رئيس تحرير مجلة الأزهر- سابقاً -.
كما جاء ذلك في فتاوى صوت السلف في آخر هذه الرسالة.
4 - ونشرت مجلة الأزهر في عدد شوال 1417 هـ / فبراير 1997م ، بحثاً مفصلاً بعنوان (تصحيح وقت أذان الفجر) وفيه : " من المتفق عليه في علم الفلك والملاحة والعلوم الجوية أن الظلام يكون دامساً عندما يكون انخفاض الشمس 18درجة تحت الأفق وأن أول خيط من الفجر يظهر بعد دقائق ليست بالقليلة من الوقت الذي يكون فيه مركز الشمس عند الدرجة 18وتقاويم الصلاة في جميع أنحاء العالم الإسلامي اليوم تحسب الفجر الصادق عندما يكون انخفاض الشمس 19درجة و 33 دقيقة تحت الأفق – ومعنى (19 ) أي درجة أكبر ، بمعنى أن الليل لا يزال موجوداً لأن الظلمة تقل كلما جاء النهار- , ففي هذا الوقت يكون الظلام دامساً " . (شبكة أنا المسلم للحوار)
5 - الشيخ محمد صالح المنجد قال جواباً على سؤال: هل فعلاً مصر تؤذن للفجر قبل ميعاده؟. قال : وهذا الخطأ ليس في مصر وحدها ، بل قد تبين أن معظم التقاويم الموجودة لم تضبط الفجر على وقته الصحيح ، وإنما ضبطته على الفجر الكاذب ، وفي هذا تعريض لصلاة المسلمين للبطلان ، لا سيما من يصلي في بيته بعد سماع الأذان مباشرة.
وقد قام جماعة من العلماء والباحثين في المملكة العربية السعودية والشام ومصر والسودان بتحري وقت الفجر الصادق ، وتبين لهم خطأ التقاويم الموجودة اليوم.( من موقع الإسلام سؤال وجواب ، سؤال رقم 26763: وقت الفجر وخطأ بعض التقاويم.)
6 - الـحافظ ابن حجر العسقلاني ، قال : (تنبيه): من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان ، وإطفاء المصابيح التي جُعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام ، زعماً ممن أحدثه : أنه للاحتياط في العبادة ، ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس ، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة ، لتمكين الوقت زعموا ، فأخروا الفطر، وعجلوا السحور، وخالفوا السنة ، فلذلك قل عنهم الخير، وكثر فيهم الشر، والله المستعان). [فتح الباري: ( 4/ 199)]
7 - الشيخ محمد حسان – قال في الشريط - تحت عنوان: اقتراحات وحلول: "اليقين الإيمان كله " ، قال الحافظ ابن حجر : ومراد ابن مسعود أن اليقين هو أصل الإيمان :
أولاً: لابد أن نعلم أن من قواعد الشريعة المتفق عليها أن العلم مقدمٌ على الظن ، فلا يجوز العمل بالظن مع إمكان العلم ، والإيمان لا يُغني فيه علم الظن ، فكيف إذا دخله الشك ومن ثمَّ فللخروج من الشك إلى اليقين ، علينا أن نؤخِّر إقامة الصلاة عن وقت الأذان الحالي إلى نصف ساعة على الأقل ، وهو أمر ميسور ، ميسور جداً ، لا سيما وقد سمعتم إلى هذا الكلام ، حتى ولو تصور البعض منكم أن هذا الكلام ليس على سبيل القطع والجزم ، حتى ولو كان عنده في مرحلة الشك ، أو في مرحلة الشبهة ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، فللخروج من الشك إلى اليقين – وهذا هو الأحوط – فعلينا أن نؤخِّر إقامة الصلاة عن وقت الأذان الحالي إلى نصف ساعة .
ثانياً: الأحوط للصائم أن يُمسك عن الطعام والشراب قبل وقت الشك ، والأحوط للمصلي أن يؤخر الصلاة عن وقت الشك ، فمن أمسك عن الطعام والشراب قبل دخول الوقت فصيامه صحيح ، ومن صلى قبل دخول الوقت فصلاته باطلة . (من شريط الفجر الصادق لمحمد حسان بموقع طريق الإسلام).
قال الشيخ عدنان العرعور: هذه هي أدلة الفريقين من العلماء الذين يرون خطأ التقاويم في توقيت الفجر ووجوب تصحيحها , وأقوال الذين أخذوا بحسابات التقويم وقالوا بعدم تصحيحها ، والناظر فيها بعين الإنصاف ، يرى أن أدلة القائلين بخطأ التقاويم أدلة ظاهرة ، وشهادات موثقة لا يجوز ردّها , وبراهين قوية تُوجب على المسلم التزامها .
وأما المانعون من التصحيح ، الموافقون للتقاويم ؛ فلا نجد عندهم أدلة البتة - لا من الشرع ولا من علم الفلك - سوى أن هذه (فتنة) ، وأنها مخالفة لما اعتاد عليه الناس ، وإلا فأين الردود العلمية والفلكية على ما ذكرناه ؟ ومن المعلوم ؛ أن مثل هذا لا يُلتفت إليه في باب الأدلة , ولا يُعتمد عليه في أحكام الدين ، وإلا فبأي حق تُرد شهادة هؤلاء العدول : العسقلاني , محمد رشيد رضا , الألباني , الهلالي , ابن عثيمين وغيرهم من الفضلاء ؟! , وكيف يُقبل كلام واضعي التقاويم - الذين لا علم لهم في الشرع - , ويُردُّ كلام العلماء الفحول .. اللهم إلا أن يُنزَّل تقويم أم القرى – وغيره من التقاويم التي ثبت خطؤها - منزلة الوحي المعصوم؟! ولم يبقَ بعد هذا لمقلدٍ عذر؟..اللهم إلا عذر التقليد لواضع تقويم أم القرى الذي أقر أنه قد وضع التقويم على الفجر الكاذب.. وقد شهد الأخوة الثقات في دراستهم - في مدينة الملك عبد العزيز - أنه جاهل بالشرع ، وبالفرق بين الفجر الكاذب والصادق . فهل يرضى عاقل أن يُقلِّد في دينه من هذا حاله؟ وهذه الدراسة - دراسة مدينة الملك عبد العزيز- بحق قاصمة الظهر - لاعتبارات معينة - لمن يرى تقليد أم القرى .
وبهذه الأدلة يتبين الحق ، ويُغلق باب الجدل الذي طال أمده ، ولم يبق على المسئولين عن أم القرى إلا أن يتداركوا الأمر، ويؤدوا الأمانة في اتِّباع الدليل وترك التقليد ، فإن مسؤوليتهم أمام الله عظيمة ، ففي أعناقهم صلاة ملايين من الناس ، والله من وراء القصد . ( من بحث للشيخ عدنان العرعور على موقعه).
قال الشيخ د. سعد بن تركي الخثلان جواباً على سؤال عن مدى مطابقة التقاويم لوقت صلاة الفجر؟. وقد مضى على هذه اللجنة أكثر من ستة أشهر واتضح لها وجود إشكالية في وقت صلاة الفجر وإن كانت لا تزال نتائجها أولية ، ولكن هذه الإشكالية تحققت منها اللجنة الآن بشكل واضح .
وهذه الإشكالية تتمثل في أن التقاويم الفلكية الموجودة اليوم فيها تقديم لوقت صلاة الفجر عن الوقت الشرعي ، فمعظم التقاويم تجعل وقت صلاة الفجر عندما تكون الشمس على درجة (19).
وبعض التقاويم تجعلها على درجة( 18) ومنها تقويم العجيري والرابطة وغيرهما.. وهناك تقاويم تجعل صلاة الفجر عندما تكون الشمس على درجة( 15) وهو تقويم الإسنا – اختصار لجمعية إتحاد مسلمي أمريكا الشمالية - ، ولاحظ هنا أن الفرق بين درجة (19) ودرجة (15) يصل بالدقائق إلى ثلث ساعة تقريباً ، وهذا فرق كبير في الحقيقة .
ومبدئياً رأينا أن تقويم الإسنا هو أقرب التقاويم إلى الصحة ، وسوف تعرض نتائج هذه اللجنة بعد أن تمر بمراحلها - وهي استكمال سنة في مدينة الرياض ثم النظر في بقية المناطق في المملكة - ستعرض نتائجها على هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ومن ثم تتخذ الإجراءات لتعديل التقويم .
ومن هذا المنطلق فإننا ننصح إخواننا المسلمين بألا يقيموا صلاة الفجر إلا بعد التحقق من وقت صلاة الفجر.
وذلك بأن يمضي على الأذان الذي يؤذن على حسب التقاويم الموجودة اليوم - ما عدا تقويم الإسنا - أن يمضي على ذلك ثلث ساعة على الأقل حتى يتحقق المسلم من أنه صلى صلاة الفجر في وقتها . وبكل حال فإن تقويم الإسنا هو أقرب التقاويم إلى الصحة وهو موجود في ساعة العصر وفي ساعة الفجر وهو كما ذكرت يتأخر عن بقية التقاويم من ربع إلى ثلث ساعة .
وحتى يتأكد المسلم من أنه أقام صلاة الفجر في وقتها ننصحه بألا يقيم الصلاة قبل ثلث ساعة ، وإن احتاط وجعل الإقامة بعد نصف ساعة فلا شك أن ذلك أحوط ، ويحصل له اليقين بأنه صلى صلاة الفجر في وقتها.
مبحث : الأبحاث العلمية التي أثبتت وجود خطأ في التقاويم هناك العديد من البحوث والدراسات العلمية التي أُجريت لتحديد وقت الفجر الصادق ، منها:
1- الدكتور/ محمد أحمد سليمان – وهو رئيس الأبحاث الشمسية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر – وهو من أهل الاختصاص في هذا المجال : اتصل به الشيخ محمد حسان فأخبره : بأن التوقيت الفلكي الحالي موضوع منذ عام 1906 م ولم يتغير ، وأنهم قاموا برصد الفجر ، وتأكدوا من أن التوقيت الحالي خطأ ، وأنه متقدم على وقت الفجر الصادق ، ثم قال له : والأحوط للمسلمين أن يؤخروا الصلاة – يعني صلاة الفجر – إلى 25 دقيقة كحد أدنى في هذا الوقت الحالي ولا يزيد عن 40 دقيقة كحد أقصى . (من شريط الفجر الصادق لمحمد حسان).
2 - دراسة علمية فلكية – في مصر – نشرتها جريدة اللواء الإسلامي في 19جمادى الآخرة 1409هـ الموافق 29/12/1988 . وقصة هذه الدراسات والتجارب الفلكية بدأت بعد وصول آلاف الخطابات من المسلمين إلى مشيخة الأزهر ، وإلى قسم الفلك بكلية العلوم بجامعة القاهرة ، وإلى المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية . ونظراً لأن هذه المسألة تشغل بال جماهير المسلمين ، فقد أصدر رئيس أكاديمية البحث العلمي قراراً بتشكيل لجنة أطلق عليها " لجنة تحقيق مواقيت الصلاة " وأسهم فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق – رحمه الله - في تذليل كافة العقبات المادية التي واجهت فريق الباحثين .
وقد أسفرت هذه الدراسات والتجارب - على مدى عامين - عن أن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي 64 دقيقة في أسوان والمناطق المحيطة بها ، أما في باقي أنحاء الجمهورية فإن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي 57 دقيقة . (من شريط الفجر الصادق لمحمد حسان)
3- رسالة دكتوراه لنبيل يوسف حسنين مقدمة في كلية العلوم بجامعة الأزهر عام 1408هـ-1988م : بعنوان ( دراسة الشفق لتحقيق أوقات الصلاة ورؤية الهلال ) مكتوبة باللغة الإنجليزية ومرفق معها ملخصاً باللغة العربية ، ولم تُناقش حيث تُوفي صاحبها قبيل المناقشة ، أشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور علي عيسى في مرصد حلوان بالقاهرة ؛ وقد ذُكر في الملخص : ( ولما كان الأصل في الرؤية هو العين العادية ... ، وأوضحت الدراسة أن صلاة الفجر تجب حين يكون انخفاض الشمس تحت الأفق في المتوسط في حدود ( 14.5 ) درجة .( من بحث لعبد العزيز المرمش).
مبحث: تأخير وقت العشاء في التقاويم عموماً وفي رمضان خصوصاً أولاً : بخصوص تأخير وقت العشاء عموماً: قال ابن حزم: )ووقت صلاة الصبح مساوٍ لوقت صلاة المغرب أبداً في كل زمان ومكان ، لأن الذي من طلوع الفجر الثاني إلى أول طلوع الشمس ، كالذي من آخر غروب الشمس إلى غروب الشفق الذي هو الحمرة أبداً في كل وقت ومكان ، يتسع في الصيف ويضيق في الشتاء ، لكبر القوس وصغره) . المحلى (3-191). والملاحَظ - في أغلب التقاويم الحالية - هو تأخير وقت دخول العشاء إلى ساعة ونصف تقريباً من وقت المغرب مثلما حدث في تقديم وقت الفجر بنفس المدة ، في حين أن وقت المغرب الصحيح - حوالي ساعة تقريباً - لأن الوقت الذي من طلوع الفجر الصادق إلى أول طلوع الشمس ، كالوقت الذي من غروب الشمس إلى غياب الشفق وهو وقت العشاء.
والملاحَظ - في أغلب التقاويم الحالية - هو تأخير وقت دخول العشاء إلى ساعة ونصف تقريباً من وقت المغرب مثلما حدث في تقديم وقت الفجر بنفس المدة ، في حين أن وقت المغرب الصحيح - حوالي ساعة تقريباً - لأن الوقت الذي من طلوع الفجر الصادق إلى أول طلوع الشمس ، كالوقت الذي من غروب الشمس إلى غياب الشفق وهو وقت العشاء.
خلاصة ونصيحة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبعد هذا العرض السريع والمختصر جداً لأقوال أهل العلم فيما يتعلق بأهمية الوقت بالنسبة للصلاة ، وكيف يكون الاحتياط في العبادات ، يمكن أن نخلص من الرسالة بالآتي : - من قالوا بصحة التقاويم ليس عندهم دليل على ما قالوا سوى إحسان الظن بواضعي التقاويم بفرض أنهم أهل علم ومعرفة وتخصص وبالتالي فلابد أن تكون التقاويم صحيحة .
- بينما من قالوا بخطأ التقاويم – خاصة الفجر تقديماً ، والعشاء تأخيراً – فإن عندهم الأدلة الواقعية من المشاهدة والمراقبة بالنظر وبالدراسات العلمية المتخصصة . - على فرض تساوي القولين – المتعارضين - في الأدلة فإن المسألة تدخل في مرحلة الشبهة والشك لعدم القطع بصحة أحد القولين ، وهنا يكون الواجب على المسلم - الحريص على تصحيح صلاته - الأخذ بقول المتأخر منهما – كما قال بذلك ابن عثيمين وغيره – حتى يحصل له اليقين في دخول الوقت ، ولئلا يعرض صلاته للبطلان بوقوعها في غير وقتها ، فإن دخول الوقت شرط في صحة الصلاة ، ولو كبر تكبيرة الإحرام فقط قبل دخول الوقت – ولو بدقيقة واحدة – لم تصح صلاته.
ـ الاحتياط للصائم أن يُمسك عن الطعام والشراب قبل وقت الشك ، والاحتياط للمصلي أن يؤخر الصلاة عن وقت الشك ، فمن أمسك عن الطعام والشراب قبل دخول الوقت فصيامه صحيح ، ومن صلى قبل دخول الوقت فصلاته باطلة
ـ الأخذ بقول من قال بخطأ التقاويم لا يلزم منه الطعن فيمن قال بصحة التقاويم ولا فيمن وضعها ، لأنها مسألة اجتهادية ، وقد يكون المخالف فيها مغفور له خطؤه – إن شاء الله – إذا اجتهد ولم يتعمد المخالفة ، حيث أنه أراد التيسير على المسلمين أو الاحتياط للصيام مثلاً . ولكن لا ينبغي الأخذ بقوله بعدما عُلِم خطؤه .
ـ لا يجب على من صلى حسب التقاويم إعادة الصلوات الفائتة قبل علمه بخطأ وقت التقاويم ، ولكن عليه إعادة ما صلى بعد علمه بخطئها أو حتى مجرد شكه في صحتها .
- الشيخ الدكتور/ سعد الخثلان - أحد المشاركين في بحث مدينة الملك عبد العزيز - يعمل الآن بالنتيجة التي تم التوصل إليها ، وهو يُنبِّه تكراراً ومراراً على ذلك ، وخاصة في أيام رمضان ، حيث اعتاد الناس على السهر ، ومن ثمَّ يُصلُّون الفجر عند سماع الأذان مباشرة – وخاصة النساء في البيوت - ، كما أن بعض المساجد تُقيم بعد 10- 15 دقيقة من الأذان في رمضان ، حتى أنه يرى التريث 20 دقيقة بعد أذان الفجر – حسب توقيت أم القرى- قبل أداء سنة الفجر.
وحينما سُئل فضيلته عن صلاة الفجر في الحرمين وأنها تقام بعد (10 دقائق ) من الأذان ، ذكر بأنه - وبحمد الله - قد نبَّه أئمة الحرم إلى ذلك ووجد قبولاً منهم ، والمُلاحِظ لذلك يجد أن صلاة الفجر في الحرمين - ومنذ زمن ليس بالقليل- تقام بعد 20 دقيقة من الأذان.
ومع أن البحث وجد دعماً من أكثر من جهة وعلى رأسهم رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء إلا أن ما توصل له البحث لم يُوضع حيز التنفيذ ، وليس هذا فحسب بل إننا نجد - بين الفترة والأخرى - من يقلل من النتيجة ويقدح فيها ، ولا أعلم السبب في ذلك رغم أنها تمس فريضة من الفرائض. (شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي )
يتضح من الدراسة : ـ أن وقت الفجر في التقاويم محسوباً عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية (19˚ – 30,19˚ ) . ـ أن وقت الفجر الصادق عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية (14˚ – 30,14˚ ) . * أي أن وقت الفجر في التقاويم يسبق الفجر الصادق بزاوية ( 5 ˚ ) تقريباً ، والدرجة = (4 – 5 دقيقة) ، أي بزمن يساوي ( 20 – 25 ) دقيقة تقريباً. - ونفس الفرق تقريباً يوجد بين المغرب والعشاء – في التقاويم - أي بزاوية ( 5 ˚ ) تقريباً .
* أي أن وقت العشاء في التقاويم متأخر عن وقت العشاء الحقيقي بـحوالي ( 20 – 25 ) دقيقة . ونصيحتي لإخواني المصلين تتلخص في ثلاثة أمور:
أولها: عدم التعجل في أداء صلاة الفجر قبل ساعة من شروق الشمس - حسب وقت الشروق المثبت في التقويم ، كما أثبت ذلك الشيخ أحمد شاكر ، ولجنة تحقيق مواقيت الصلاة في عهد الشيخ جاد الحق - حتى يتأكد – أو يغلب على ظنه دخول وقت الفجر الذي تحل فيه الصلاة .
الثاني : عدم ترك صلاة الجماعة في المسجد حتى لا يُتهم بالنفاق لحديث : " أثقل الصلاة على المنافقين الفجر والعشاء" .
ولقول ابن مسعود ( ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها – أي صلاة الفجر - إلا منافق معلوم النفاق ) . فإن استطاع أن يجعلهم يؤخرون الإقامة إلى ما قبل الشروق بساعة فذلك خير والحمد لله ، فإن عجلوا الصلاة فليصل معهم ثم يعيد صلاته (الفريضة والراتبة ) في بيته وليس في المسجد حتى لا يُحدث فتنة ، وتكون صلاته مع الجماعة له نافلة ، وهذا ما أفتى به الشيخ الألباني – رحمه الله والشيخ أبو إسحاق ، كما تقدم ذكره في هذه الرسالة .
الثالث : عدم تأخير صلاة المغرب أكثر من ساعة عن وقت المغرب المثبت في التقويم ، لأن ما بين المغرب والعشاء في حدود الساعة تقريباًً ، ولا يعتمد على وقت العشاء في التقويم لأنه متأخر بنحو (25 دقيقة) تقريباً
وختاماً: فهذا ما تيسر جمعه وإيراده في هذا الموضوع الهام ، وما أردت من جمعه سوى التذكير بالحق الذي علمته ، حباً لإخواني ، وحرصاً على عدم ضياع صلاتهم ، وخروجاً من إثم كتمان العلم ، وأداءً لواجب النصح لكل مسلم ، وليس من باب التشويش أو إثارة الفتنة – كما قد يتصور البعض – فما كان فيه من توفيق فمن الله وحده ، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء . وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قلت : كما نري فإن الأمر في منتهي البساطة واليسر ، ولم يكن ليستأهل كل هذا الخلاف ، فالموضوع لا يتعلق بخلاف فقهي تختلف الأفهام في الإحاطة به ، أو مفهوم نص تتفاوت العقول في استيعابه ، بل إنه أيسر وأسهل من ذلك بكثير ؛ فالأمر يتعلق بحكم يتوقف ثبوته علي ظاهرة فلكية واضحة تتكرر يوميا وعلي مدار العام بلا انقطاع ، وهي بزوغ الفجر الصادق ، الأمر الذي لا يحتاج إلي كبير مجهود لإثباته بالعين المجردة السليمة ، فما علي المختلفين والمنكرين إلا أن يخرجوا في ظلمة الليل إلي الفضاء الفسيح ، ولينظروا بأم أعينهم ، ويسجلوا متي يكون الفجر الصادق ، في كل يوم من أيام العام ، ليتبين لهم بيقين ، ويتثبتوا من حقيقة واقع لا يمكن إنكاره وينتهي الجدال في مسألة لا تستوجب هذا الجدال من الأصل ، ويطمئن الجميع علي أداء ركن من أركان ديننا في الوقت الذي يريده لنا ربنا .
أما أن يستمر الجدال هكذا سنوات وسنوات ، ويستمر المسئولون عن أمور المسلمين دون وضع حد له ، وكأننا نقول : " إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ " ونضرب عرض الحائط بواقع ملموس لكل ذي بصر ، فإن هذا يبرز سؤالا في منتهي الخطورة ، ألا وهو: هل الأمر حلقة في عقد المؤامرات التي تحاك للعالم الاسلامي في كافة المجالات ؟؟ وأصحاب نظرية المؤامرة إذا علي صواب ؟؟
علي المسئولين أن يبينوا لنا إلي أي المعسكرين ينتمون !!
الفصل الأول
تلخيص القول القويم
في الصلاة حسب التقويم
تمهيد :
كان من المخطط أن يكون موضع هذا الباب في نهاية هذه الرسالة ، بعد أن ننتهي ـ بإذن الله تعالي ـ من بيان الفضائل السبع والعشرين لصلاة الجماعة ، إلا أنني استشعرت ضرورة التعجيل به ؛ نظرا لأنه يتعلق بشرط من شروط صحة الصلاة وهو دخول وقت الصلاة ، وقد كثر الكلام في هذا الموضوع ـ منذ زمن بعيد ـ دون أن يكون هناك مردود علي المستويات الرسمية ، حتي أصبح الأمر مثار خلافات بين بعض المسلمين ، تلتهب وتخمد بين الحين والحين ، وعلي من يريد الاحتفاظ بالرسالة علي صورة كتاب الكتروني كامل أن يراعي ترتيب الباب والفصول كل حسب موضعه .
وقد رأيت أن أبدأ هذا الباب بتلخيص لرسالة ـ أعتقد أنها أمسكت بكثير من خيوط هذا الموضوع ـ من إعداد أبو بكر أحمد العدوي المدرس بإحدي الكليات بالمملكة العربية السعودية ، أرجو أن أكون قد استوفيت أركانه ـ هذا مع اليسيرمن التعليقات وجدت ضرورة لها ، وخصصت لهذا الملخص فصلا مستقلا بعنوان تلخيص القول القويم في الصلاة حسب التقويم ، علي أن نتبع هذا الفصل ـ إن شاء الله ـ بفصول أخري لما يستجد مما يتعلق بهذا الباب .
قال الباحث بعد الحمد لله والثناء عليه والصلاة والسلام علي سيد المرسلين أن هذه رسالة مختصرة بعنوان ( القول القويم في الصلاة حسب التقويم ) ، أقدمها لنفسي ولإخواني المسلمين من باب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ومن المعلوم إخوتي الكرام أن الاختلاف في مسائل الأحكام أكثر من أن ينضبط ، ولو أنه كلما اختلف اثنان في مسألة تهاجرا ، لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوَّة ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - ، ومسألة صحة وخطأ التقاويم من مسائل الأحكام ، وقد وقع فيها الاختلاف بين العلماء ، وما أريد من الكلام فيها توجيه الاتهام لأحد أو إثارة فتنة بين الناس ، وإنما أريد تقديم نصيحة - بهدوء - لبيان ما يجب على المسلم فعله في هذه المسألة التي تتعلق بشرط من شروط صحة الصلاة ، وبأي الأقوال يأخذ ، فمن أخذ بنصيحتي فلله الحمد والمنَّة ، ومن ردها فهو وشأنه ، وحسبي أني أعذرت إلى الله ببيان ما علمته - في هذه المسألة - وخرجت من إثم كتمان العلم .
ونصيحتي هي النظر إلى الأقوال وأدلتها ، وليس النظر إلى الأشخاص القائلين بها – مع عدم التقليل من شأن المخالف - ، فإننا وإن كنا نُحب علماءنا إلا أن حبنا للحق أشد ، ومن المعلوم أن كل أحد يؤخذ من قوله ويُردُّ إلا المعصوم - كما قال الإمام مالك رحمه الله - .
فإذا اختلف أهل العلم في مسألة من المسائل وجب على المسلم أن يتَّبع ما يظنه أقرب للحق والصواب ، وما يطمئن إليه قلبه كما قال : ( استفت قلبك وإن أفتاك المفتون) رواه البخاري في التاريخ.
وقال أيضاً: ( البرُّ حسن الخلق ، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطَّلع الناس عليه) رواه مسلم .
وقال ابن عثيمين: (وهذه مسألة خطيرة جدًّا ، لو تُكبِّر للإحرام - فقط - قبل أن يدخل الوقت ، ما صحّت صلاتك وما صارت فريضة. (من شرح رياض الصالحين/ باب المراقبة).
وقال الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان: وأما صلاة الفجر قبل وقتها فإنها لا تصح بإجماع العلماء .( من فتوى للشيخ عن مدى مطابقة التقاويم لوقت صلاة الفجرالفجر- وستأتي الفتوى لاحقاً-).
مبحث : الفجر شرعاً: قال رسول الله : " الفجر فجران ، فجر يقال له: ذنب السرحان ، وهو الكاذب يذهب طولاً ، ولا يذهب عرضاً ، والفجر الآخر يذهب عرضاً ، ولا يذهب طولا " . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 2002.
وحديث سمرة بن جندب قال ، قال رسول الله : " لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ، ولا الفجر المستطيل ، ولكن الفجر المستطير في الأفق" . رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
علامات الفجر الصادق: الوصف المشهور في كتب الفقه للفجر الصادق لا يكفي للدلالة عليه ، إذ أنه تجاهل بعض النصوص والآثار الثابتة لتعذّر الجمع بينها جمعًا يزيل ما يبدو فيها من التعارض ، فتمّ تأويل بعضها تأويلاً بعيدًا وقيل باحتمال نسخ بعضها أو شذوذه ، ولكن الجمع ممكن ، وخلاصته ؛ أنّ صلاة الفجر لا يدخل وقتها حتى تظهر ثلاث علامات:
الأولى: حتى ينفجر الفجر ، ويستطير بياض النهار في السماء حتى يغشى كل خيط أسود فيها
الثانية: حتى يعترض الأحمر في الأفق .
الثالثة: حتى ينفسح البصر على الأرض ، حتى يرى مواقع النبل. والعلامة الثالثة تضبط العلامتين الأولى والثانية للمبتدئين في مراقبة الفجر ، ويكفي بعد ذلك ظهور بعض هذه العلامات للدلالة على دخول الوقت إذا تعذّر البعض الآخر لأيّ سبب. (من بحث لمحمد بن أحمد التركي)
مبحث: اختلاف أهل العلم في وقت الفجر في التقاويم بالبحث والتتبع وجد أن أهل العلم قد اختلفوا في وقت الفجر في التقاويم على ثلاثة أقوال:
الأول: أن وقت التقويم صحيح وموافق لطلوع الفجر الصادق ، وتصح به صلاة الفجر.
الثاني: أن وقت التقويم متقدم بـحوالي ( 10 - 15 دقيقة ) عن الفجر الصادق ولا تصح به صلاة الفجر .
الثالث: أن وقت التقويم متقدم بـحوالي (20- 25 دقيقة ) بل قد يسبق الفجر الكاذب أحياناً ، ولا تصح به صلاة الفجر بل يجب انتظار تلك المدة قبل صلاة السنة والفرض جميعاً .
والقول الأول: اعتمد على تقويم أم القرى - بالسعودية - ، وتقويم هيئة المساحة المصرية – بمصر- ، وغيرهما من التقاويم في كثير من بلاد المسلمين ، وفيه طلوع الفجر عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية (19 ˚– 30,19˚ ).
والقول الثاني: اعتمد على دراسة عبد الملك الكليب – بالكويت - ، وتقويم رابطة العالم الإسلامي ، وفيه طلوع الفجر عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية (17˚- 18˚).
والقول الثالث: اعتمد على تقويم الإسنا – وهي جمعية إتحاد مسلمي أمريكا الشمالية - ، ونتائج الدراسات الفلكية – بمصر والسعودية - ، ورصد الفجر بالمشاهدات المتكررة من كثير من أهل العلم - الشرعي والفلكي - وفيه طلوع الفجر عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية (14 ˚– 15˚ ). ( انظر في نهاية الرسالة رسم تخطيطي يبين أوقات الصلاة مبحث: أقوال في توقيت الفجر حسب التقاويم
أولاً:- من السعودية: 1 - الشيخ صالح الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء – قال بصحة تقويم أم القرى ، وله كتاباً في ذلك ، ولكن ليس عندي شيء من أقواله. والرد على فتوى المفتي من نتائج رصد طلوع الفجر بالمشاهدة البصرية والأبحاث العلمية المتخصصة والتي أثبتت أن طلوع الفجر الصادق يكون عند زاوية ميل الشمس (14-15 درجة) تحت الأفق .
2- وقول الشيخ د. سعد بن تركي الخثلان: معظم التقاويم في العالم الإسلامي - ومنها تقويم أم القرى - يوجد لديها إشكالية في تحديد دخول وقت صلاة الفجر، إذ أنها تعتبر الشفق الفلكي بداية لوقت الفجر، والشفق الفلكي هو الفجر الكاذب الذي حذر النبي من الاغترار به ،..... وهذا الشفق الفلكي يكون على درجة 18 وقد وُضع عليه تقويم رابطة العالم الإسلامي ، وتقويم العجيري , أما تقويم أم القرى فقد وضع على درجة 19 - أي مع تقديم أربع إلى خمس دقائق - , وقد وجدت دراسات فلكية حديثة لتحديد الدرجة الصحيحة لبداية الفجر الصادق , والذي استقرت عليه الدراسات أنه ما بين ( 14.5 - 15 درجة ) أي أن الفارق بينها وبين تقويم أم القرى مابين (15 إلى 23 دقيقة ) بحسب فصول السنة. وهناك جهود قائمة لتعديل تقويم أم القرى فيما يتعلق بوقت صلاة الفجر. (من موقع الدكتور سعد الخثلان).
3- البحث الصادر من مدينة الملك عبد العزيز - والذي يقطع الشك باليقين - حيث استنتج - بالمتوسط - الدرجة ( 14.6 ) , وهو قد صدر في عام 1426هـ - 2005 م , فتعتبر هي آخر دراسة وأدقها وأثبتها ، وخاصة أن العاملين بها أيضاً هم من البارزين في العلم الشرعي ، كما منهم المسؤول في قسم الفلك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في الرياض.
4 - بحث الدكتور سليمان بن إبراهيم الثنيان - عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم - ولم ينشر- بعنوان: ( أوقات الصلوات المفروضة) ، وقد ذكر فيه أنه قام برصد الفجر لعام كامل ، وأن وقت الفجر حسب تقويم أم القرى ، متقدم عن التوقيت الشرعي للفجر ما بين 15 دقيقة إلى 24 دقيقة حسب فصول السنة . , ويتبين أن الفرق الذي ذكره بالدقائق يساوي تقريباً الدرجة ( 14.6) تحت الأفق .
5 - الشيخ محمد بن أحمد التركي قال : وقد أكدت لجنة دراسة الشفق بعد البحث والاستقصاء أنها لم تجد أساسًا مكتوبًا لتقويم أمّ القرى ، وقد أمكن اللقاء بمعدّ التقويم سابقًا د. فضل نور الذي أفاد بأنه أعدّ التقويم بناء على ما ظهر له ، وليس لديه أيّ أساس مكتوب ، ومن خلال الحديث معه ومحاورته تبين أنه لا يُميِّز بين الفجر الكاذب والصادق على وجهٍ دقيق ، حيث أعدَّ التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب ، أي على درجة 18، وبعد عشر سنوات قدمه إلى درجة 19 احتياطاً .
فهذا التقويم لم يُعدّه نخبة من العلماء - كما زعم بعضهم - ، والأصل هو بقاء الليل ، وما كان هو الأصل فلا يُنتقل عنه إلاّ بيقين ، أو بغلبة الظن إذا تعذَّر اليقين .
وهذا التقويم - بعد كل ما سبق- لا يفيد اليقين ولا حتى غلبة الظن ، ويكذّبه الواقع المشاهَد سواء خارج المدينة بعيدًا عن الأنوار الصناعية أو داخلها ، فالصبح لا يخفى على بصير تحرّاه ، فما عذرنا أمام الله؟!. ودخول وقت الصلاة شرط من شروط صحتها ، والتحقق من ذلك واجب - وخاصة عند الاختلاف والشك - والتساهل في ذلك هو من إضاعة الصلاة ، وقد توعد الله من أضاعها فقال سبحانه : {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً } (مريم:59 ) ، وقال تعالى :{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } (النساء :
115( ثانيا - من مصر: 1 - رسالة دكتوراه لنبيل يوسف حسنين مقدمة في كلية العلوم بجامعة الأزهر عام 1408هـ -1988م , بعنوان ( دراسة الشفق لتحقيق أوقات الصلاة ورؤية الهلال ) , ولم تناقش - حيث توفي صاحبها قبيل المناقشة - , وأوضحت الدراسة أن صلاة الفجر تجب حين يكون انخفاض الشمس تحت الأفق في المتوسط في حدود ( 14.5 ) درجة .(نقلاً من موقع الجمعية الفلكية بجدة),
2 - دراسة علمية – بمصر - قامت بها ( لجنة تحقيق مواقيت الصلاة ) ، المشكلة بقرار من رئيس أكاديمية البحث العلمي ، وأسهم الشيخ جاد الحق في دعمها مادياً .
وقد أسفرت هذه الدراسات والتجارب على مدى عامين عن أن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي (64 دقيقة ) في أسوان والمناطق المحيطة بها ، أما في باقي أنحاء الجمهورية فإن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي (57 دقيقة) . وهذه الدراسة نشرتها جريدة اللواء الإسلامي في 19جمادى الآخرة 1409هـ الموافق 29/12/1988.
3- فتوى الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر السابق وتوجد له - فتاوى دار الإفتاء المصرية - بتاريخ 25 محرم 1402 هجرية - 22 نوفمبر 1981 م. وهذا نصُّها:
السؤال: استفسر كثير من المواطنين من دار الإفتاء عما أثارته بعض الجماعات من أن وقت صلاة الفجر بالحساب الفلكي المعمول به في مصر متقدم بنحو العشرين من الدقائق عن دخول الوقت الشرعي بطلوع الفجر الصادق حسب علاماته الشرعية ، وأن انتهاء وقت المغرب ودخول وقت العشاء بذات الحساب غير صحيح أيضاً ، إذ لا يطابق كل هذا ما جاء في السنة.
وأن بعض هذه الجماعات قد ضللت الناس وأثارت الشك في عبادتهم ، لاسيما في شهر رمضان ، فقد أفتوا بامتداد الإفطار إلى إسفار النهار وظهوره ، متجاوزين وقت الفجر المحدد حسابياً ، استدلالاً بقول اللّه سبحانه }وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل } البقرة 187 ، وأن هؤلاء كانوا يُحضِرون خيطين: أبيض وأسود ، ويبيحون الأكل والشرب حتى يُميزون الأبيض من الأسود منهما.
الجواب: إزاء كثرة الاستفسارات عن هذا - تليفونياً وكتابياً - ، فقد عرض المفتى أمر الحساب الفلكي لمواقيت الصلاة الذي تصدره هيئة المساحة المصرية في تقويمها الرسمي على لجنة من الأساتذة المتخصصين في علوم الفلك والأرصاد والحسابات الفلكية بأكاديمية البحث العلمي ، وجامعتي الأزهر والقاهرة ، وهيئة المساحة المصرية ، لإبداء الرأي العلمي ، لمقارنة المواقيت الشرعية على المواقيت الحسابية الجارية ، وشارك في الفحص السيد / رئيس مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي ، وقد كان واحداً من أولئك الذين أرسلوا لدار الإفتاء تقريراً عن عدم صحة الحسابات المعمول بها في مصر لأوقات الصلاة خاصة صلاتي العشاء والفجر. وقد تقدمت هذه اللجنة بتقريرها الذي انتهت فيه ( بعد البحث ) إلى: ( أن الأسلوب المتبع في حساب مواقيت الصلاة في جمهورية مصر العربية يتفق من الناحية الشرعية والفلكية مع رأى قدامى علماء الفلك المسلمين. ( وتأكيداً لهذا : اقترحت اللجنة - تشكيل لجنة علمية - توالى الرصد والمطابقة مع المواقيت الشرعية في فترات مختلفة من العام ولمدة عامين.............
التعليق على الفتوى: بالفعل شُكلت تلك اللجنة المقترحة - وأُطلق عليها ( لجنة تحقيق مواقيت الصلاة ) - بقرار من رئيس أكاديمية البحث العلمي ، وأسهم الشيخ جاد الحق في دعمها . وقد أسفرت هذه الدراسات والتجارب - على مدى عامين - عن أن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي (64 دقيقة ) في أسوان والمناطق المحيطة بها ، أما في باقي أنحاء الجمهورية فإن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي (57 دقيقة) . وهذه الدراسة نشرتها جريدة اللواء الإسلامي في 19جمادى الآخرة 1409هـ الموافق 29/12/1988.كما سبق ذكره .
وحيث أن فتوى الشيخ جاد الحق كانت في 1981 م وقرار " لجنة تحقيق مواقيت الصلاة " الذي أثبت خطأ توقيت الفجر في التقاويم كان في 1988 م ، فإن قرار اللجنة يُعتبر ناسخاً لتلك الفتوى ، وعليه فلا يصح الاحتجاج بها على صحة التقاويم .
وهو ما حدث بالفعل فقد رجع الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر عنها وأوصى قبل موته بلزوم تعديل توقيت النتيجة بعد تقرير اللجنة التي شكَّلها لبحث هذه المسألة إبَّان كونه شيخاً للأزهر– رحمه الله - ، كما نقل ذلك عنه الشيخ علي الخطيب رئيس تحرير مجلة الأزهر- سابقاً -.
كما جاء ذلك في فتاوى صوت السلف في آخر هذه الرسالة.
4 - ونشرت مجلة الأزهر في عدد شوال 1417 هـ / فبراير 1997م ، بحثاً مفصلاً بعنوان (تصحيح وقت أذان الفجر) وفيه : " من المتفق عليه في علم الفلك والملاحة والعلوم الجوية أن الظلام يكون دامساً عندما يكون انخفاض الشمس 18درجة تحت الأفق وأن أول خيط من الفجر يظهر بعد دقائق ليست بالقليلة من الوقت الذي يكون فيه مركز الشمس عند الدرجة 18وتقاويم الصلاة في جميع أنحاء العالم الإسلامي اليوم تحسب الفجر الصادق عندما يكون انخفاض الشمس 19درجة و 33 دقيقة تحت الأفق – ومعنى (19 ) أي درجة أكبر ، بمعنى أن الليل لا يزال موجوداً لأن الظلمة تقل كلما جاء النهار- , ففي هذا الوقت يكون الظلام دامساً " . (شبكة أنا المسلم للحوار)
5 - الشيخ محمد صالح المنجد قال جواباً على سؤال: هل فعلاً مصر تؤذن للفجر قبل ميعاده؟. قال : وهذا الخطأ ليس في مصر وحدها ، بل قد تبين أن معظم التقاويم الموجودة لم تضبط الفجر على وقته الصحيح ، وإنما ضبطته على الفجر الكاذب ، وفي هذا تعريض لصلاة المسلمين للبطلان ، لا سيما من يصلي في بيته بعد سماع الأذان مباشرة.
وقد قام جماعة من العلماء والباحثين في المملكة العربية السعودية والشام ومصر والسودان بتحري وقت الفجر الصادق ، وتبين لهم خطأ التقاويم الموجودة اليوم.( من موقع الإسلام سؤال وجواب ، سؤال رقم 26763: وقت الفجر وخطأ بعض التقاويم.)
6 - الـحافظ ابن حجر العسقلاني ، قال : (تنبيه): من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان ، وإطفاء المصابيح التي جُعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام ، زعماً ممن أحدثه : أنه للاحتياط في العبادة ، ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس ، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة ، لتمكين الوقت زعموا ، فأخروا الفطر، وعجلوا السحور، وخالفوا السنة ، فلذلك قل عنهم الخير، وكثر فيهم الشر، والله المستعان). [فتح الباري: ( 4/ 199)]
7 - الشيخ محمد حسان – قال في الشريط - تحت عنوان: اقتراحات وحلول: "اليقين الإيمان كله " ، قال الحافظ ابن حجر : ومراد ابن مسعود أن اليقين هو أصل الإيمان :
أولاً: لابد أن نعلم أن من قواعد الشريعة المتفق عليها أن العلم مقدمٌ على الظن ، فلا يجوز العمل بالظن مع إمكان العلم ، والإيمان لا يُغني فيه علم الظن ، فكيف إذا دخله الشك ومن ثمَّ فللخروج من الشك إلى اليقين ، علينا أن نؤخِّر إقامة الصلاة عن وقت الأذان الحالي إلى نصف ساعة على الأقل ، وهو أمر ميسور ، ميسور جداً ، لا سيما وقد سمعتم إلى هذا الكلام ، حتى ولو تصور البعض منكم أن هذا الكلام ليس على سبيل القطع والجزم ، حتى ولو كان عنده في مرحلة الشك ، أو في مرحلة الشبهة ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، فللخروج من الشك إلى اليقين – وهذا هو الأحوط – فعلينا أن نؤخِّر إقامة الصلاة عن وقت الأذان الحالي إلى نصف ساعة .
ثانياً: الأحوط للصائم أن يُمسك عن الطعام والشراب قبل وقت الشك ، والأحوط للمصلي أن يؤخر الصلاة عن وقت الشك ، فمن أمسك عن الطعام والشراب قبل دخول الوقت فصيامه صحيح ، ومن صلى قبل دخول الوقت فصلاته باطلة . (من شريط الفجر الصادق لمحمد حسان بموقع طريق الإسلام).
قال الشيخ عدنان العرعور: هذه هي أدلة الفريقين من العلماء الذين يرون خطأ التقاويم في توقيت الفجر ووجوب تصحيحها , وأقوال الذين أخذوا بحسابات التقويم وقالوا بعدم تصحيحها ، والناظر فيها بعين الإنصاف ، يرى أن أدلة القائلين بخطأ التقاويم أدلة ظاهرة ، وشهادات موثقة لا يجوز ردّها , وبراهين قوية تُوجب على المسلم التزامها .
وأما المانعون من التصحيح ، الموافقون للتقاويم ؛ فلا نجد عندهم أدلة البتة - لا من الشرع ولا من علم الفلك - سوى أن هذه (فتنة) ، وأنها مخالفة لما اعتاد عليه الناس ، وإلا فأين الردود العلمية والفلكية على ما ذكرناه ؟ ومن المعلوم ؛ أن مثل هذا لا يُلتفت إليه في باب الأدلة , ولا يُعتمد عليه في أحكام الدين ، وإلا فبأي حق تُرد شهادة هؤلاء العدول : العسقلاني , محمد رشيد رضا , الألباني , الهلالي , ابن عثيمين وغيرهم من الفضلاء ؟! , وكيف يُقبل كلام واضعي التقاويم - الذين لا علم لهم في الشرع - , ويُردُّ كلام العلماء الفحول .. اللهم إلا أن يُنزَّل تقويم أم القرى – وغيره من التقاويم التي ثبت خطؤها - منزلة الوحي المعصوم؟! ولم يبقَ بعد هذا لمقلدٍ عذر؟..اللهم إلا عذر التقليد لواضع تقويم أم القرى الذي أقر أنه قد وضع التقويم على الفجر الكاذب.. وقد شهد الأخوة الثقات في دراستهم - في مدينة الملك عبد العزيز - أنه جاهل بالشرع ، وبالفرق بين الفجر الكاذب والصادق . فهل يرضى عاقل أن يُقلِّد في دينه من هذا حاله؟ وهذه الدراسة - دراسة مدينة الملك عبد العزيز- بحق قاصمة الظهر - لاعتبارات معينة - لمن يرى تقليد أم القرى .
وبهذه الأدلة يتبين الحق ، ويُغلق باب الجدل الذي طال أمده ، ولم يبق على المسئولين عن أم القرى إلا أن يتداركوا الأمر، ويؤدوا الأمانة في اتِّباع الدليل وترك التقليد ، فإن مسؤوليتهم أمام الله عظيمة ، ففي أعناقهم صلاة ملايين من الناس ، والله من وراء القصد . ( من بحث للشيخ عدنان العرعور على موقعه).
قال الشيخ د. سعد بن تركي الخثلان جواباً على سؤال عن مدى مطابقة التقاويم لوقت صلاة الفجر؟. وقد مضى على هذه اللجنة أكثر من ستة أشهر واتضح لها وجود إشكالية في وقت صلاة الفجر وإن كانت لا تزال نتائجها أولية ، ولكن هذه الإشكالية تحققت منها اللجنة الآن بشكل واضح .
وهذه الإشكالية تتمثل في أن التقاويم الفلكية الموجودة اليوم فيها تقديم لوقت صلاة الفجر عن الوقت الشرعي ، فمعظم التقاويم تجعل وقت صلاة الفجر عندما تكون الشمس على درجة (19).
وبعض التقاويم تجعلها على درجة( 18) ومنها تقويم العجيري والرابطة وغيرهما.. وهناك تقاويم تجعل صلاة الفجر عندما تكون الشمس على درجة( 15) وهو تقويم الإسنا – اختصار لجمعية إتحاد مسلمي أمريكا الشمالية - ، ولاحظ هنا أن الفرق بين درجة (19) ودرجة (15) يصل بالدقائق إلى ثلث ساعة تقريباً ، وهذا فرق كبير في الحقيقة .
ومبدئياً رأينا أن تقويم الإسنا هو أقرب التقاويم إلى الصحة ، وسوف تعرض نتائج هذه اللجنة بعد أن تمر بمراحلها - وهي استكمال سنة في مدينة الرياض ثم النظر في بقية المناطق في المملكة - ستعرض نتائجها على هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ومن ثم تتخذ الإجراءات لتعديل التقويم .
ومن هذا المنطلق فإننا ننصح إخواننا المسلمين بألا يقيموا صلاة الفجر إلا بعد التحقق من وقت صلاة الفجر.
وذلك بأن يمضي على الأذان الذي يؤذن على حسب التقاويم الموجودة اليوم - ما عدا تقويم الإسنا - أن يمضي على ذلك ثلث ساعة على الأقل حتى يتحقق المسلم من أنه صلى صلاة الفجر في وقتها . وبكل حال فإن تقويم الإسنا هو أقرب التقاويم إلى الصحة وهو موجود في ساعة العصر وفي ساعة الفجر وهو كما ذكرت يتأخر عن بقية التقاويم من ربع إلى ثلث ساعة .
وحتى يتأكد المسلم من أنه أقام صلاة الفجر في وقتها ننصحه بألا يقيم الصلاة قبل ثلث ساعة ، وإن احتاط وجعل الإقامة بعد نصف ساعة فلا شك أن ذلك أحوط ، ويحصل له اليقين بأنه صلى صلاة الفجر في وقتها.
مبحث : الأبحاث العلمية التي أثبتت وجود خطأ في التقاويم هناك العديد من البحوث والدراسات العلمية التي أُجريت لتحديد وقت الفجر الصادق ، منها:
1- الدكتور/ محمد أحمد سليمان – وهو رئيس الأبحاث الشمسية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر – وهو من أهل الاختصاص في هذا المجال : اتصل به الشيخ محمد حسان فأخبره : بأن التوقيت الفلكي الحالي موضوع منذ عام 1906 م ولم يتغير ، وأنهم قاموا برصد الفجر ، وتأكدوا من أن التوقيت الحالي خطأ ، وأنه متقدم على وقت الفجر الصادق ، ثم قال له : والأحوط للمسلمين أن يؤخروا الصلاة – يعني صلاة الفجر – إلى 25 دقيقة كحد أدنى في هذا الوقت الحالي ولا يزيد عن 40 دقيقة كحد أقصى . (من شريط الفجر الصادق لمحمد حسان).
2 - دراسة علمية فلكية – في مصر – نشرتها جريدة اللواء الإسلامي في 19جمادى الآخرة 1409هـ الموافق 29/12/1988 . وقصة هذه الدراسات والتجارب الفلكية بدأت بعد وصول آلاف الخطابات من المسلمين إلى مشيخة الأزهر ، وإلى قسم الفلك بكلية العلوم بجامعة القاهرة ، وإلى المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية . ونظراً لأن هذه المسألة تشغل بال جماهير المسلمين ، فقد أصدر رئيس أكاديمية البحث العلمي قراراً بتشكيل لجنة أطلق عليها " لجنة تحقيق مواقيت الصلاة " وأسهم فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق – رحمه الله - في تذليل كافة العقبات المادية التي واجهت فريق الباحثين .
وقد أسفرت هذه الدراسات والتجارب - على مدى عامين - عن أن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي 64 دقيقة في أسوان والمناطق المحيطة بها ، أما في باقي أنحاء الجمهورية فإن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي 57 دقيقة . (من شريط الفجر الصادق لمحمد حسان)
3- رسالة دكتوراه لنبيل يوسف حسنين مقدمة في كلية العلوم بجامعة الأزهر عام 1408هـ-1988م : بعنوان ( دراسة الشفق لتحقيق أوقات الصلاة ورؤية الهلال ) مكتوبة باللغة الإنجليزية ومرفق معها ملخصاً باللغة العربية ، ولم تُناقش حيث تُوفي صاحبها قبيل المناقشة ، أشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور علي عيسى في مرصد حلوان بالقاهرة ؛ وقد ذُكر في الملخص : ( ولما كان الأصل في الرؤية هو العين العادية ... ، وأوضحت الدراسة أن صلاة الفجر تجب حين يكون انخفاض الشمس تحت الأفق في المتوسط في حدود ( 14.5 ) درجة .( من بحث لعبد العزيز المرمش).
مبحث: تأخير وقت العشاء في التقاويم عموماً وفي رمضان خصوصاً أولاً : بخصوص تأخير وقت العشاء عموماً: قال ابن حزم: )ووقت صلاة الصبح مساوٍ لوقت صلاة المغرب أبداً في كل زمان ومكان ، لأن الذي من طلوع الفجر الثاني إلى أول طلوع الشمس ، كالذي من آخر غروب الشمس إلى غروب الشفق الذي هو الحمرة أبداً في كل وقت ومكان ، يتسع في الصيف ويضيق في الشتاء ، لكبر القوس وصغره) . المحلى (3-191). والملاحَظ - في أغلب التقاويم الحالية - هو تأخير وقت دخول العشاء إلى ساعة ونصف تقريباً من وقت المغرب مثلما حدث في تقديم وقت الفجر بنفس المدة ، في حين أن وقت المغرب الصحيح - حوالي ساعة تقريباً - لأن الوقت الذي من طلوع الفجر الصادق إلى أول طلوع الشمس ، كالوقت الذي من غروب الشمس إلى غياب الشفق وهو وقت العشاء.
والملاحَظ - في أغلب التقاويم الحالية - هو تأخير وقت دخول العشاء إلى ساعة ونصف تقريباً من وقت المغرب مثلما حدث في تقديم وقت الفجر بنفس المدة ، في حين أن وقت المغرب الصحيح - حوالي ساعة تقريباً - لأن الوقت الذي من طلوع الفجر الصادق إلى أول طلوع الشمس ، كالوقت الذي من غروب الشمس إلى غياب الشفق وهو وقت العشاء.
خلاصة ونصيحة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبعد هذا العرض السريع والمختصر جداً لأقوال أهل العلم فيما يتعلق بأهمية الوقت بالنسبة للصلاة ، وكيف يكون الاحتياط في العبادات ، يمكن أن نخلص من الرسالة بالآتي : - من قالوا بصحة التقاويم ليس عندهم دليل على ما قالوا سوى إحسان الظن بواضعي التقاويم بفرض أنهم أهل علم ومعرفة وتخصص وبالتالي فلابد أن تكون التقاويم صحيحة .
- بينما من قالوا بخطأ التقاويم – خاصة الفجر تقديماً ، والعشاء تأخيراً – فإن عندهم الأدلة الواقعية من المشاهدة والمراقبة بالنظر وبالدراسات العلمية المتخصصة . - على فرض تساوي القولين – المتعارضين - في الأدلة فإن المسألة تدخل في مرحلة الشبهة والشك لعدم القطع بصحة أحد القولين ، وهنا يكون الواجب على المسلم - الحريص على تصحيح صلاته - الأخذ بقول المتأخر منهما – كما قال بذلك ابن عثيمين وغيره – حتى يحصل له اليقين في دخول الوقت ، ولئلا يعرض صلاته للبطلان بوقوعها في غير وقتها ، فإن دخول الوقت شرط في صحة الصلاة ، ولو كبر تكبيرة الإحرام فقط قبل دخول الوقت – ولو بدقيقة واحدة – لم تصح صلاته.
ـ الاحتياط للصائم أن يُمسك عن الطعام والشراب قبل وقت الشك ، والاحتياط للمصلي أن يؤخر الصلاة عن وقت الشك ، فمن أمسك عن الطعام والشراب قبل دخول الوقت فصيامه صحيح ، ومن صلى قبل دخول الوقت فصلاته باطلة
ـ الأخذ بقول من قال بخطأ التقاويم لا يلزم منه الطعن فيمن قال بصحة التقاويم ولا فيمن وضعها ، لأنها مسألة اجتهادية ، وقد يكون المخالف فيها مغفور له خطؤه – إن شاء الله – إذا اجتهد ولم يتعمد المخالفة ، حيث أنه أراد التيسير على المسلمين أو الاحتياط للصيام مثلاً . ولكن لا ينبغي الأخذ بقوله بعدما عُلِم خطؤه .
ـ لا يجب على من صلى حسب التقاويم إعادة الصلوات الفائتة قبل علمه بخطأ وقت التقاويم ، ولكن عليه إعادة ما صلى بعد علمه بخطئها أو حتى مجرد شكه في صحتها .
- الشيخ الدكتور/ سعد الخثلان - أحد المشاركين في بحث مدينة الملك عبد العزيز - يعمل الآن بالنتيجة التي تم التوصل إليها ، وهو يُنبِّه تكراراً ومراراً على ذلك ، وخاصة في أيام رمضان ، حيث اعتاد الناس على السهر ، ومن ثمَّ يُصلُّون الفجر عند سماع الأذان مباشرة – وخاصة النساء في البيوت - ، كما أن بعض المساجد تُقيم بعد 10- 15 دقيقة من الأذان في رمضان ، حتى أنه يرى التريث 20 دقيقة بعد أذان الفجر – حسب توقيت أم القرى- قبل أداء سنة الفجر.
وحينما سُئل فضيلته عن صلاة الفجر في الحرمين وأنها تقام بعد (10 دقائق ) من الأذان ، ذكر بأنه - وبحمد الله - قد نبَّه أئمة الحرم إلى ذلك ووجد قبولاً منهم ، والمُلاحِظ لذلك يجد أن صلاة الفجر في الحرمين - ومنذ زمن ليس بالقليل- تقام بعد 20 دقيقة من الأذان.
ومع أن البحث وجد دعماً من أكثر من جهة وعلى رأسهم رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء إلا أن ما توصل له البحث لم يُوضع حيز التنفيذ ، وليس هذا فحسب بل إننا نجد - بين الفترة والأخرى - من يقلل من النتيجة ويقدح فيها ، ولا أعلم السبب في ذلك رغم أنها تمس فريضة من الفرائض. (شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي )
يتضح من الدراسة : ـ أن وقت الفجر في التقاويم محسوباً عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية (19˚ – 30,19˚ ) . ـ أن وقت الفجر الصادق عندما تكون الشمس تحت الأفق بزاوية (14˚ – 30,14˚ ) . * أي أن وقت الفجر في التقاويم يسبق الفجر الصادق بزاوية ( 5 ˚ ) تقريباً ، والدرجة = (4 – 5 دقيقة) ، أي بزمن يساوي ( 20 – 25 ) دقيقة تقريباً. - ونفس الفرق تقريباً يوجد بين المغرب والعشاء – في التقاويم - أي بزاوية ( 5 ˚ ) تقريباً .
* أي أن وقت العشاء في التقاويم متأخر عن وقت العشاء الحقيقي بـحوالي ( 20 – 25 ) دقيقة . ونصيحتي لإخواني المصلين تتلخص في ثلاثة أمور:
أولها: عدم التعجل في أداء صلاة الفجر قبل ساعة من شروق الشمس - حسب وقت الشروق المثبت في التقويم ، كما أثبت ذلك الشيخ أحمد شاكر ، ولجنة تحقيق مواقيت الصلاة في عهد الشيخ جاد الحق - حتى يتأكد – أو يغلب على ظنه دخول وقت الفجر الذي تحل فيه الصلاة .
الثاني : عدم ترك صلاة الجماعة في المسجد حتى لا يُتهم بالنفاق لحديث : " أثقل الصلاة على المنافقين الفجر والعشاء" .
ولقول ابن مسعود ( ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها – أي صلاة الفجر - إلا منافق معلوم النفاق ) . فإن استطاع أن يجعلهم يؤخرون الإقامة إلى ما قبل الشروق بساعة فذلك خير والحمد لله ، فإن عجلوا الصلاة فليصل معهم ثم يعيد صلاته (الفريضة والراتبة ) في بيته وليس في المسجد حتى لا يُحدث فتنة ، وتكون صلاته مع الجماعة له نافلة ، وهذا ما أفتى به الشيخ الألباني – رحمه الله والشيخ أبو إسحاق ، كما تقدم ذكره في هذه الرسالة .
الثالث : عدم تأخير صلاة المغرب أكثر من ساعة عن وقت المغرب المثبت في التقويم ، لأن ما بين المغرب والعشاء في حدود الساعة تقريباًً ، ولا يعتمد على وقت العشاء في التقويم لأنه متأخر بنحو (25 دقيقة) تقريباً
وختاماً: فهذا ما تيسر جمعه وإيراده في هذا الموضوع الهام ، وما أردت من جمعه سوى التذكير بالحق الذي علمته ، حباً لإخواني ، وحرصاً على عدم ضياع صلاتهم ، وخروجاً من إثم كتمان العلم ، وأداءً لواجب النصح لكل مسلم ، وليس من باب التشويش أو إثارة الفتنة – كما قد يتصور البعض – فما كان فيه من توفيق فمن الله وحده ، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء . وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قلت : كما نري فإن الأمر في منتهي البساطة واليسر ، ولم يكن ليستأهل كل هذا الخلاف ، فالموضوع لا يتعلق بخلاف فقهي تختلف الأفهام في الإحاطة به ، أو مفهوم نص تتفاوت العقول في استيعابه ، بل إنه أيسر وأسهل من ذلك بكثير ؛ فالأمر يتعلق بحكم يتوقف ثبوته علي ظاهرة فلكية واضحة تتكرر يوميا وعلي مدار العام بلا انقطاع ، وهي بزوغ الفجر الصادق ، الأمر الذي لا يحتاج إلي كبير مجهود لإثباته بالعين المجردة السليمة ، فما علي المختلفين والمنكرين إلا أن يخرجوا في ظلمة الليل إلي الفضاء الفسيح ، ولينظروا بأم أعينهم ، ويسجلوا متي يكون الفجر الصادق ، في كل يوم من أيام العام ، ليتبين لهم بيقين ، ويتثبتوا من حقيقة واقع لا يمكن إنكاره وينتهي الجدال في مسألة لا تستوجب هذا الجدال من الأصل ، ويطمئن الجميع علي أداء ركن من أركان ديننا في الوقت الذي يريده لنا ربنا .
أما أن يستمر الجدال هكذا سنوات وسنوات ، ويستمر المسئولون عن أمور المسلمين دون وضع حد له ، وكأننا نقول : " إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ " ونضرب عرض الحائط بواقع ملموس لكل ذي بصر ، فإن هذا يبرز سؤالا في منتهي الخطورة ، ألا وهو: هل الأمر حلقة في عقد المؤامرات التي تحاك للعالم الاسلامي في كافة المجالات ؟؟ وأصحاب نظرية المؤامرة إذا علي صواب ؟؟
علي المسئولين أن يبينوا لنا إلي أي المعسكرين ينتمون !!